العدالة والضبط شرطان للرواية..

كلمة اليوم:
اشترط علماء الحديث ان يكون راوى الحديث عدلا وضابطا ، والمراد بالعدل ان يكون ممن يوثق بروايته وممن اشتهر بالاستقامة والصدق والا تكون فيه علة مانعة من قبول روايته ، وتحدث العلماء عن العلل الجارحة والمانعة ولذلك سمي هذا العلم بعلم الجرح والنعديل وهو من اهم العلوم الاسلامية دقة ، واشتهر اصحاب هذا العلم بالتقى والورع لكي تكون معاييرهم نزيهة لا ظلم فيها لاحد ولا تجاوزعليه ولا مجاملة ولا تحيّز لكيلا يدخل فى الحديث ماليس منه من الروايات ، وهناك شرط آخر اكثر اهمية ودقة وهو القدرة على ضبط الرواية المروية ، والضبط شرط فى غاية الاهمية فليس كل ما يروى صحيحا وليس من يروى شيئا يُحسن الرواية ولو كان عدلا صادقا تقيا ورعا ، فقد لا يكون مؤهلا للرواية لاسباب تتعلق بعدم قدرته على فهم ما يرويه او ضبطه لما يرويه ، وهو ليس مقصرا ولكنه ليس ضابطا لما يرويه اما بسبب نسيان اصابه او جهل بطبيعة ما يرويه او تساهل فى الرواية او رغبة فى المبالغة ولو بحسن نية ، ولا تقبل رواية من اشتهر بعدم ضبطه فيما يرويه ، وهذه علة مانعة من قبول الرواية ، وبعض الصالحين يتساهلون فى الرواية ويظنون انهم بهذا يفعلون الافضل ، وهذا ليس هو الافضل فى معايير هذا العلم من وجوب التثبت من صحة الرواية لئلا يروي ماليس صحيحا ، فحسن النية لايبرر التساهل فى الرواية ، والضبط شرط مهم فى قبول كل المرويات ولو كانت روايات تاريخية ، وكثيرا ما يقع التساهل فى رواية التاريح او السيرة لعدم الالتزام بمعايير الرواية الصحيحة ، ما اكثر ماتقع المبالغة فى روايته مما يسيء لمن يُروى عنه ، وقد وقع الكثير من الاخطاء فيما وصل الينا من الحديث ومانقل عن الصالحين من اقوال لم تصح نسبتها اليهم او رويت بغير ماقيلت فيه ، ومهمة الراوي ان يتثبت مما يرويه وان يحسن اختيار ما يرويه ، لكي تقع الثقة بالمرويات من غير مبالغة فى الرواية او تساهل فى قبول الرواية عمن لا يحسن فهم ما يرويه ، وبخاصة اذا جاءت الرواية ممن لا يحسن الضبط ولا يدرك اهمية ودلالة ما يرويه من الروايات والاقوال والافعال ..

( الزيارات : 1٬492 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *