العصبية المذهبية

العصبية المذهبية اضرت كثيرا بالوحدة الفقهية وأبعدت اهل العصبية عن الالتزام بالاستنباط الصحيح الأقرب للمعنى المقصود ، ربما أسهمت المذهبية فى خدمة آراء المذهب اصولا وفروعا وفى التصنيف والتأليف والتقعيد ، تعدّد المناهج الاجتهادية ظاهرة إيجابية وحتمية لاختلاف الاستعدادات بين ترجيح النقل او العقل ، وفى الاختلاف فى مناهج التوثيق ومعايير التعديل والتجريح وصحة الأسانيد ، وفى مدى الأخذ بالراي والقياس ، التعصب منهج المقلدين المتأخرين الأقل علما ، اما كبار الفقهاء فكانوا يحترمون الرأي الاخر ولو كان مخالفا لهم ، والعالم يلتمس العذر للآخر ويحترم كل الاخرين ما داموا يعتمدون على دليل ولو كان مرجوحا ، التعدد تعبر عن الثراء الفقهي وحرية الرأي كما يعبر عن اثر العصر والمجتمع فى التطبيقات الفقهية ، التعدد لا يعنى التعصب ابدا ، ولا يعنى العداء وكراهية الاخر ، الوحدة الفقهية غاية ويجب الالتزام بها لانها تعبر عن سعة الفقه واستفادته من مختلف القدرات الفكرية ، لا احد اولى بالحق الا بالدليل المقنع سواء كان ناتجا عن رواية صحيحة او استدلال عقلى راجح..

( الزيارات : 1٬123 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *