العقل مشاعل لمعرفة الطريق

كلمات مضيئة..العقول مشاعل لمعرفة الطريق

كنت الاحظ ان معظم العلماء يتحدثون عن النقل والعقل ويحاولون ان يبحثوا عن اوجه التوافق بينهما وكاننا فى موقف يفرض علينا الاختيار بين احدهما اما النقل واما العقل , فمن اختار النقل وجد ادلته على ما يريد , ومن اختار العقل على النقل فعليه ان يحمل اعباء هذا الاختيار الذي يقوده الى نهايات مغلقة , لا ادرى كيف استقام هذا الاختيار والتقسيم  , النقل خطاب موجه الى الانسان المكلف وهو خطاب مقروء ومسموع ومفهوم ولا اسرار فيه ولا غموض فى دلالته , احيانا يدل على المراد به بطريقة عفوية لا تحتاج اكثر من محاولة الفهم من غير تحكيم للاهواء والمصالح , عندما نخضع ذلك الخطاب لما نريد وكاننا فوق ذلك الخطاب سوف نقع فى التناقض مع انفسنا  , فالاهواء متعددة والمصالح متعارضة , هناك ثوابت واصول ويجب التقيد بها من غيرتكلف , لا احد له الحق فى اخضاع النص لما يريد ولاوصاية على المخاطبين ب هالا بدليل مرجح  , وعندما ننصت نفهم , وعندما نستقيم نقترب من المراد , ماكان عن طريق الوحي والنبوة فهذا هو النص الذى يملك خصائص القداسة الدينية , وما تجاوزه من جهد العقول فكل العقول فيه سواء , ولا شيء من جهد العقول لا يخضع لمنهجية النقد العلمى وما لا يثبت بدليل يستغنى عنه  , الايمان بالله هو المنطلق لكل معرفة روحية موطنها الفطرة الانسانية ولا احد لا يملكها الا اذا اراد ضلاله فحجبه عنه  , وهذا ايمان خارج المسؤولية العقلية , المهم ان تؤمن بالله تعالى الواحد الاحد بكل كماله وجلاله , وهذا حق الله على عباده تعبيرا عن محبتهم له وشكرهم لما تفضل به عليهم من النعم , العبادة مرتبطة بالايمان , وهي محددة ولا تجاوز فيها ويرتبط بها حسن القيام بها من الادب مع الله ومن تجاوز ذلك الادب بادعاء الخصوصية فقد توهم وادعى وهو ممتحن بما ادعاه لنفسه  , ولكل طريقه واختياره وهو مسؤول عما يفعل ويختار , المخاطب مكلف وعليه ان يحسن الفهم واداة فهمه هو عقله بكل ما يملكه ذلك العقل من جند يعتمد عليه لفهم ماخوطب به , كل الطرق الى تقودك الى الله فمن حقك ان تسير فيها , اختر طريقك وسر فيه ولا تلتفت الى الوراء ولا يعنيك من يراقبك فهذا شانك واختيارك , من سخر الدين لغير ما اراده الله منه فهومسؤول ومحاسب امام الله , الانسان هو المكلف بكل ما فيه , الانسان الذى نراه امامنا هو المكلف وتجب الثقة به  الا اذا ثبت بادلة قاطعة انتفاء اهليته , الانسان هو جزء من الكون ولا سلطان له على ذلك الكون ولا يعنيه امر الكون , ماكان من امر الله فيجب عدم الخوض فيه , ذلك هو الغيب الذى لا يمكن للعقل ادراكه , لقد امر الله عباده ان يسهموا فى احياء الحياة بجهدهم واجتهادهم وان يقيموا العدل فيما بينهم والا يعتدوا ولا يظلموا وان يكونوا صالحين , وما هو مسخر لهم فهو لهم جميعا ويسهم كبيرهم فى رعاية صغيرهم وغنيهم فى مساعدة ضعيفهم وهم مزودون بقدرات متفاوتة ومختلفة لكي تحقق لهم جميعا التكامل , كلهم يملك مشعلا يضيء طريقه وهو العقل , وعليهم ان يثبتوا جدارتهم فى اختار نظمهم المرتبطة بتدبير شؤونهم الدنيوية , وهم يملكون من الارادة الظاهرة والاختيارما يجعلهم فى موطن المسؤولية عما يفعلون , ان يكونوا  شعوبا وقبائل فهذا لا يبرر اختلافهم ولا انفراد بعضهم بما جعله الله لهم جميعا من اسباب الحياة , الخطاب متجدد وكل فرد مسؤول عن اعماله , وكل فريق مؤتمن ان يختار الافضل والاكمل , العقل هو المشعل الذي يحمله كل احد لاختيار طريقه , لا احد يحمل مسؤولية غيره فيما قصر فيه ولا احد يحمل اكثر من طاقته , الدين ليس مسؤولا عن تقصير المقصرين ولا عن عدوان الظالمين , لا احد هو اولى بالدين من احد ولا احد هو اقرب الى الله من غيره الا بعمله الصالح الذي يسهم فيه فى اسعاد المستضعفين والمحتاجين , التغالب امر انسانى وتتحكم فيه ثوابت العدالة كما ارادها الله لا كما ادعاها الانسان ,من تجاهل ثوابت الدين كمن حرفها عن اصولها , واهم ما يشوه اصول الدين هو الجهل بتلك الاصول وادعاء المعرفة بها , ما يحرمه الدين من الظلم والعدوان لا يمكن ان يكون اصلا من اصوله , ما احوج كل جيل ان يصحح ما انحرف من المفاهيم الدينية , ما كان منكرا من انواع السلوك الانسانى فلا يمكن ان يكون من المعروف , فما انكره العقلاء والحكماء فهومن  المنكرالذى دعا الدين الى مقاومته , واهم ااشكال المنكر هو ظلم الانسان والعدوان عليه ..                           

( الزيارات : 540 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *