العقول كالابدان تحتاج الى الغذاء

كلمات مضيئة .. العقول كالابدان تحتاج الى الغذاء

من طبيعة الابدان انها عندما تهمل ولا تعمل ولا تجد الغذاء الكافي لها  تصاب بالضمور وتضعف وتعجز عن حمل صاحبها  وتكثر اعراض المرض فيها تعبيرا عن الضعف والهشاشة البدنية ، والعقول كالابدان. عندما لا تجد غذاءها. عن طريق التجربة والقراءة والتغذية المستمرة بالاستعمال  والاتستزادة من المعرفة والتأمل تصاب بالخمول والكسل ، وتعمل بجزء من طاقتها وتكون ساذجة فى افكارها وقليلة الخبرة فى المواقف  ، وعندما تواجه مشكلة تعجز عن ايجاد حلول لها ، وتعتمد علي غيرها لكي يفكر عنها ، ًوالاجيال عندما تضعف. ثقافتها وتنصرف عن التعليم تواجه المشاكل وتعجز عن ايجاد الحلول لها ، وفِي هذه المجتمعات يعم الجهل ويكثر التقليد ، وينصرف كل جيل لماضيه يستعيده ويلتمس منه. حلا لمشاكله وازماته ، المجتمعات. كالافراد. تعاني ما يعانيه الافراد من شحوب. وضعف وهزال ، لا بد من اعمال العقول لكي تكون منارة هداية لصاحبها ، والعقل. هو النور المستمد من النور الالهي الذي يغمر الكون كله ، الاجسام. المادية لاتعمل الا بذلك النور الالهي الذي يحرك كل اعضاء. البدن. لكي يقوم كل عضو  بمهمته التي خلق لاجلها، العضو الذي لا يعمل بحدث خللا في البدن كله ، لا بد من عمل الاعضاء بطريقةً منسجمة وتكاملية. وتكافلية ، الخلل الصغير يحدث الما. في البدن كله وينشغل صاحبه به ، الوجود كله. كذلك البدن يعمل بطريقة. منسجمة، ومتكافلة  , وكل ما في الوجود ومن فى الوجود يعمل كما تعمل تلك الاعضاء ، الخلل في. اي عضو ولو كان صغيرا يحدث الما في الجسم كله وترتفع حرارة البدن للتعبير عن ذلك الخلل واي خلل في اي عضو يحدث ارتباكا. كبيرا في الجسم كله وقد يؤدى الى الانهيار ، ولذلك لا بد من اصلاح الخلل سريعا قبل ان يكبُر ويقعد صاحبه عن الحركة وتتوقف الحياة ، اذا ارتفعت حرارة الابدان فهذا دليل علي وجود خلل يحتاج الي اصلاح ، قبل ان يصبح. عصيا ، والتطرف ظاهرة مرضية وقد تقود الى العنف وتعبر عن وجود خلل في النظام الاجتماعي. ناتج عن الظلم في الحقوق. والجهل. في التكوين. والانحراف. في المعايير ، وكنت أجد تشابها بين ذلك الوجود بكل ما فيه. وبين ذلك الانسان الصغير ، الذي يمثل. الوجود كله بصورةً. مصغرة، وهناك سر الهي في الوجود يمد هذا الوجود المادي بالحياة والنور فيخرجه من الجمود الي الحركة والحياة ، وهذا السر كالنور الذي يسري في كل شيئ فيجعل فيه الحياة ، وهذا السر الالهي.هو الذي يخرج الزرع من الارض ويجعل منها ما هو ضروري للحياة ، وهو الذي يمد كل الاجسام المادية باسباب. حياتها لكي تكون بها الحياة ، ولولا ذلك النور. لتوقف كل شيئ مما كان حيا ، كل شيئ يبحث عن كماله وينتقل من النقص الي الكمال الذي خلق له ، ولا شيئ خلق عبثا في الابدان. , ولا في شيئ من ذلك الوجود كله ، لا عبثية. في الكون. . ، مهمة الشريعة الالهية ان تضع نظاما للوجود ويخاطب به ذلك الانسان المستخلف. والمؤتمن علي الحياة لكي يستنير به. ويجد به النور الذي يحتاجه. للتعبير عن انسانيته المتميزة الراقية ، ومهمة الانبياء ابلاغ رسالة الله لكل عياده ، كما امروا بابلاغها وبيان غوامضها. لكي يعمل بها العقل بما يترجح له انه الحق الذي يريده. الله تعالى ، العقل هو المخاطب وهو المؤتمن. علي ما خوطب به من ربه ، ولكل عصر خصوصيته وقضاياه ومصالحه المشروعة ، وليس هناك. اي جيل خارج التكليف والخطاب والبحث عن الحق. بادوات الفهم التي اعطاه الله اياها ، ولا ثقة بجاهل ولا غافل ولا ظالم. ، الجهل والغفلة والظلم مقاتل الاجيال. ،وتعتمد اصول الدين. علي اركان ثلاثة : الايمان الله وحده لا شريك له اولا ، ًوبيان اصول الحقوق التي تمنع التظالم والطغيان ثانيا ، والدعوة للعمل الصالح الذي يحبه الله وهو الخير والرحمة واحترام الحياة. بكل اسبابها. كما امر الله به ثالثا ، ، وامر. كل مجتمع بيده عن طريق الشوري والتوافق المعبر عن كمال العدالة وحماية المصالح المشروعة ، والابتعاد عن المفاسد والمظالم وكل الفواحش في السلوك. وفِي الحقوق ، كل مجتمع مخاطب بامر الله ان يحترم تلك الاصول الجامعة التي جاءت من عند الله لكي تطبق بالروحية التي جاءت بها لتحقق اغراضها المرجوة. ، واداة فهم ذلك الخطاب هو العقل. وتجب الثقة به.والعمل علي تحريره. من الجهل ومن الانانية. ومن الفردية ، ومن القسوة. الناتجة عن تلك الانانية البغيضة نتيجة البعد عن الله فيما امر به ، لا مكان للظلم في مملكه. الله , والله ارحم بعباده واحب الناس الي الله اكثرهم. سعيا في الخير وابعدهم عن الظلم. الذي حرمه الله علي نفسه وعلي عباده ، طغاة الارض هم اعداء الله ويجب التصدي لهم بالنصح اولا والبيان ثانيا والتصدي لهم لمنع طغيانهم على المستضعفين ثالثا ، امر كل مجتمع في شؤون دنياه. شوري فيما. بين ابناء ذلك المجتمع. وهو الذي. يختار النظام الذي يترجح له انه الافضل له في كل المجالات بالكيفية التي تحترم الاصول التي امر الله بها  في مجال الحقوق والقوانين. التنظيمية ، والنظام الاجتماعي ، النظم متجددة. وتعبر عن رؤية كل مجتمع لمصالحه ، ولا ينسب اي نظام الي الدين لانه. ثمرة جهد انساني متجدد باحث عن المصالح المشروعة كما يراها ذلك الانسان ، وتتفاضل النظم بمدي عدالتها الحقوقية واحترامها لمصالح مجتمعاتها ، واقربها الي الله اكثرها عدالة واحتراما للانسان .

 

( الزيارات : 384 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *