العلماء بين العلم والتقوى

كلمات مضيئة .. العلماء بين العلم والتقوي

 

العلماء أربعة اصناف  :

اهل علم وتقوي ، وأهل علم بغير تقوي ، وأهل تقوي بغير علم ، وهناك فريق رابع  ممن يدعي العلم  وحسن الفهم ويتصدر المجالس باسم الدين ويرفع شعاره ، وهو ليس من  اهل العلم ولايوصف  بالتقوى , وسلوكه العام يؤكد جهله . ،

هذه هي الأصناف الأربعة الرئيسية ، وكل صنف من هؤلاء يضم أصنافا فرعية يتفاضلون فيما بينهم.مرتبة والتزاما  لاسباب شخصبة وتربوية وتكوينية ، وهذه هي العوامل الاهم في تكوين خصائص كل شخصي. .

الصنف الاول : هم اهل علم وتقوي ،وهم صادقون ومخلصون , وعندما تلقاهم ينشرح صدرك لهم  , وهم الافضل علي وجه العموم وليسوا درجة واحدة ، وفِي كل منهم. خير ، ويرجي الخير منهم ولا يتوقع منهم الشر ابدا. ويتفاضلون في مدي حكمتهم وحسن فهمهم. وأدبهم,  وهؤلاء يرجع اليهم ويستفاد منهم ويتقرب الى الله بصحبتهم  ، التقوي صفة ذاتية تعبر عن الخوف من الله والاستقامة في السلوك ، وقلما يصدر الشر من اهل التقوي الا اذا تحكم فيهم. السفهاء من رموز الشر,  وهذا ممكن. عندما يضعفون او يستغلون ، فيصدر منهم الشر جهلا منهم به ، اما العلم فهو صفة مكتسبة وهي تنمو وتكبر عن طريق التعلم والذكاء ومصاحبة اهله ، والعلم قدرة اكتسابية تمكن صاحبها من حسُن الفهم. والحكمة في القرار ، والعالم التقي يصدر منه الخير ولا يصدرمنه الشر ابدا ولو غضب او انفعل ، وتلك طائفة مرجوة للخير , ومن حقهم ان يجتهدوا فيما يختارون لانفسهم ,

الصنف الثاني : اهل علم بغير تقوي ، وهؤلاء. يستخدمون علمهم. لتحقيق مصالحهم الشخصية بطريقة انانية، انهم مطايا للأشرار لانهم يضعون انفسهم في خدمة اولئك. الاشرار. ،فى الغالب  ويكثر هؤلاء في مجتمع الجهل والتخلف حيث تضعف الرقابة الذاتية وتتخلف المعايير الاخلاقية ويقبل الناس علي مصالحهم الانانية ، العالم بغير تقوي اداة لكل ظالم لكي يبرر له ما يطمع فيه وما يسعي اليه. ، انه يفتي له لتبرير الظلم والطغيان ويسخر فكره وقلمه للدفاع عن الاشرار وتبرير الظلم  للوصول الي مصالحه. ، ومن طبيعة الطغيان ان يعتمد علي هذا الصنف. من الرجال  ممن لاتقوي له ولا اخلاق ولا ضمير ويقربهم اليه لتقديم المشورة له  ، هؤلاء لا ينصحون بخير الا اذا كان ذلك في مصلحتهم. وقلما يكونون  صادقين ، وهؤلاء لاثقة بهم ويكثر الغدر في هذا الصنف. من العلماء  ، لانهم يبحثون عن مصالحهم. وتنمو لديهم الانانية والفردية بغير حدود ،وتشتد اطماعهم ,  ويعتبر هؤلاء ان ما يفعلون هو من الذكاء والدهاء ، احيانا يدفع هؤلاء ثمن أنانيتهم وتكون نهاياتهم مؤلمة ومخيبة لآمالهم فيما كانوا يطمعون فيه ، اهم صفة في هذا الصنف هو الطمع. الذي يدفعهم والجشع الذى يحركهم ،

الصنف الثالث : اهل تقوي بغير علم ، وهم أخيار في داخلهم ولا يصدر منهم الشر ولا يميلون اليه. ولكن قد تغلب عليهم السذاجة في المواقف والغفلة ، وقد يستغل السفهاء طيبتهم وحسن نواياهم. ويؤثرون عليهم. ويوجهونهم الي ما يطمعون فيه ، وتلك محنة اهل التقوي والاتقياء في مجتمع السفهاء والظالمين ، التقوي بغير علم كفرس بغير مقود تحركها الاهواء , وكسفينة في بحر تحركها الرياح. بغير هدى ، العلم مقود هداية لمن يمسك به. ويتكئ عليه لكي يمنع صاحبه من الانحراف ، التقوي وحدها. ليست كافية لمنع الانحراف ، وبخاصة في مجتمع العوام الذي. تحركه. المصالح والعواطف ، العلم لمن يُحسِن فهم رسالته مقود لصاحبه يمنعه من الانزلاق ، الاتقياء أخيار ولا يحبون الشر بطبيعتهم. الا اذا تحكم فيهم السفهاء ، التقوي بغير علم قد يدفع صاحبه الي الضلال الناتج عن الوهم الذي يسيطر علي الاتقياء عندما يستسلمون له ، وقد يدفع اليه وهو لا يعلم ذلك بسبب الجهل ، والتقي الجاهل تكثر أوهامه في نفسه ويظن نفسه  انه الأعلم بالحق والأقدر عليه ، واهم اثر للتقوي بغير علم هوالتعصب. اولا والغرور ثانيا ، ويكثر هذا الصنف في مجتمع العامة الذين يحبون التقوي ولو اقترن بجهل

، الصادقون من اهل التقوي يحميهم صدقهم ، ويكثر هذا الصنف لدي كثير من الصوفية الذين. هم اهل تقوي. ،فى الغالب ولا اتكلم عن جهلة الصوفية ممن ادعوها جهلا واعتبروها مهنة معاشية يتوارثون  اسرارها كما يتوارثون طقوسها المعتادة التى تستهوى العوام من الناس ,  وتكثر بسبب  ذلك   شطحاتهم. وتكبر زلاتهم بسبب جهلهم. باصول الدين وأحكامه وثوابت العقيدة ،

وهناك الصنف الرابع وهو اسوأ الأصناف الأربعة وهم الذين لا علم لهم ولا تقوي ، وهذا هو الاكثر ، ولا حدود لانحراف هذا الصنف ممن يدعون العلم ولا علم له. ويتظاهر بالتقوي. وليس تقيا ، وكنت اسميهم. مرتزقًة الجهل ورموز السفه باسم الدين. ، وتجد هؤلاء كثيرا في مجتمع الجهل والأمية وفِي مجالس السفهاء من رموز الطغيان في الارض من سفهاء المال ومغتصبي السلطة ، واهم صفة لهذا الصنف هو النفاق ، انهم يملكون اسبابه من حسُن الكلام. ولطف التعبير ، انهم يصلون بسرعة الي القلوب الضعيفة الساذجة. بما يملكون من الاسباب التواصل الاجتماعى ، كنت أتتبع هذه الأصناف الأربعة ، وهم موجودون في كل مجتمع قديمًا وحديثا ، وهم اكثر في عصر الجهل والتخلف ، ومن المؤسف ان كل صنف يري. انه يمثل الكمال ويدعيه لنفسه ، ويعتبر نفسه ممثلا لذلك الكمال. ويجد من العامة من يصدقه ، وحاولت ان افهم اسباب نشأة كل الظواهر. الاجتماعية السلبية  التي نراها في كل عصر ومجتمع. ، قد تقل او تكثر ، وقد يقبلها مجتمعها او يرفضها ، بحسب وعي ذلك المجتمع ومدي ثقافته. وتحرره من التعصب الجاهل ، وحاولت ان اجد سببا لتلك الظاهرة السلوكية في الانسان ووجدت ان اغلب الاسباب هي وليدة سببين. : الطمع بكل مظاهره. والحقد بكل صوره ، صفتان تفتكان بالانسان ، الطمع في الدنيا هي المحرك لكل نشاط انساني ، وعندما يكبُر ويترسخ يصبح عصيا ويكون به الجشع والنهم والحسد والتسابق علي الدنيا ، اما الحقد فهو محرك الرغبات الشريرة ، وهو ثمرة لشعور مكبوت بالظلم الاجتماعي والإهمال ، لا بد من رسالة التصحيح الاجتماعي عن طريقين :  اولا تنمية الوعي الانساني عن طريق العقل والتكوين الثقافي بعيدا عن التعصب والتقليد والامر ، الثاني تنمية القوة الروحية. عن طريق التغذية الايمانية بالقيم الراقيًة التي تعبر عن احترام الحياة كما امر الله بها واحترام الانسان كمستخلف. من الله علي الارض ،

لقد اعتدت في كل صباح ان اسجل تأملاتي وهي في الغالب. مستمدة من الحياة نفسها كما عشتها او مستمدة من مشهد واقعي رأيته امامي ، اعترف انها مجرد تأملات. شخصية عبثية قد تكون صادقة او معبرة عن الواقع ، وقد تكون مجرد خواطر. مبعثرة. تحتاج لمن يضم شملها. في منهج متكامل يعبر عن. التجربة الانسانية المتجددة فى كل عصر وكل مجتمع  ..

 

( الزيارات : 589 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *