العلم رسالة تنويرية

كلمات مضيئة .. العلم رسالة تنويرية

العلم اداة لتمكين الانسان من معرفة الطريق الذى يقوده الى حقوقه ,  ولكل علم مهمته وخصوصيته , والعلم محمود لذاته , ولا يذم العلم الا لوصف من اوصافه كم استخدم العلم للتوصل الى ما هو ضار بالانسان , واهم العلوم هي التى تسهم فى خدمة الحياة , ومالا يفيد فلا حاجة اليه , والعالم الذى يسهم فى خدمة مجتمعه افضل من العالم الذى لا اثر له  , وعلماء الشريعة كبقية العلوم  التى يحتاجها مجتمعها  لبيان احكام الدين ومعرفة اصوله  وعلومه , والعلماء اصناف ثلاثة ، الاول : علماء ينقلون عن سابقيهم ما توصلوا اليه كما هو  , وهم الاكثر ، والثاني : علماء يخدمون  جهد سابقيهم ويعرفون به  ، والثالث : علماء يضيفون ويبدعون , وهم قلة ، ولكل علم  اهله. ورجاله من المختصين به   ، ولكل فريق من هؤلاء معاييره في التفاضل والاتقان عند اهل الاختصاص ، الناقلون. لجهد اسلافهم كثر, ويتجهون للتعليم  فى كل الاختصاصات ، وهم يؤدون المهمة التي اختاروها لانفسهم ، وهذا هو منهج المؤسسات العلمية التقليدية التى يغلب عليها منهج التلقين ، انهم يعيدون انتاج جهد  السابقين كما هو , وهم مؤتمنون عليه وهذا خير من الاهمال والتفريط ، وهؤلاءيجدون الكمال فيما يفعلون ، كل جيل.يجد في الجيل السابق له قدوته في العلم والسلوك ، وفضيلة هذا المنهج انه يحافظ علي تراث الاجيال السابقة ويعكف علي التعريف بها كما هي ، وقد يضفي عليها شيئا من القداسة التراثية كجهد يجب الوفاء له ، ويعتبر ذلك من الوفاء المحمود ، وهناك جيل يخدم ذلك التراث بجهد محمود تحقيقا له وتعريفا به ، ويعتبر ذلك هي رسالته، وقد عكف الكثير من اهل العلم علي كتب المخطوطات تعريفا بها وتحقيقا لنصوصها ، وبذلوا جهدا محمودا في احيائها كما هي خدمة. لها ، وترجمة لاعلام كان لهم فضل في خدمة ذلك التراث ، ويشمل هذا الصنف كل جهد يؤدى الى اعداد المعاجم والموسوعات العلمية الهامة والضرورية.والفهارس التفصيلية. التي اسهمت في خدمة كتب التراث ، بالاضافة الي جهود المحققين الذي تفرغوا لاحياء تلك المخطوطات كجهد يستحق ان يخدم ويعلم ، وهناك الصنف الثالث ، ويشمل تلك الطائفة القليلة التي. اعتمدت. منهج. التصحيح اولا والاضافة ثانيا في محاولة لاحياء حقيقي لدور الثقافة في مسيرة مجتمعها. ودور الدين في.نهضة مجتمعه من خلال الثقة بالانسان كمؤتمن علي عصره ومجتمعه ، تلك فكرة طموحة وذات افق يتسع لكل ما تتطلبه الحياة من تغييرات تعبر عن حاجة مجتمعها في كل النظم الاجتماعيةً ومفاهيم الحرية والعدالة ، لا بد من مواكبة الفكر للحياة ، وهو خيار وحيد لاجل استمرار الحياة. ، الحياة كامواج بحرية.متعاقبة وختمية  ولا يمكن التصدي لها الا بالشواطئ المحصنة ، التغيير قادم ولا بد من فهم المتغيرات من منطلق الفهم لمطالب الحياة ، لقد طرحت هذه الفكرة قبل اكثر من اربعين سنة في مجلس الدروس الحسنية في الرباط في مجلس الحسن الثاني في اول عام في المغرب وكنت اتحدث عن المنعطفات. الثقافية فى تاريخ الثقافة الاسلامية ولكل منعطف خصوصيته  واثاره ، وتحدثت عن أهمية احياءالتراث بالاضافة اليه وعدم الاكتفاء بطباعته الانيقة التى لا تضيف شيئا ولا تحدث اثرا وهو عمل علمي يخدم ذلك التراث  ويسهم فى التعريف به ، اعترف ان طرح تلك  الفكرة  في مجلس الملك لم تكن حكيمة في مجتمع بنظر الي التراث نظرة قداسة وفِي مجتمع يجد في التراث تاريخه. وحضارته. ، واشيد  بحكمة الملك. وحسن فهمه لما قصدته واحترامه للحرية الفكرية , وكنت اتحدث عن منعطفات في مسيرة الثقافة الاسلامية ومسؤولية هذا الجيل فى اغناؤ الثقافة بجهد كل جيل ، كنت احترم التراث وأكبُر كل جهد يسهم. في خدمته والتعريف به ، ولكن لا اريد التوقف عنده ، اريد ان تكون رحلة الانسان مستمرة وان تكون الشجرة الانسانية مثمرة علي الدوام في كل ربيع ، وان تخرج اجمل ما لديها من الثمار الشهية التي هي غذاء للحياة ، الفكر كنبع ماء يخرج افضل ما لديه من غيرتوقف ، كل جيل يشرب منه بقدر ما يحتاجه , الجهد الانساني هو مصدر العطاء ولا يمكن التوقف لكيلا نصل الي موحلة العزلة عن مواكبة الرحلة الانسانية, وكنت انطلق من منطلق ايماني وهو ان الخطاب الالهي متجدد علي الدوام ويخاطب كل الاجيال ، وكل مخاطب يحمل الامانة. ، ولا احد خارج التكليف الالهي الذي يخاطب الانسان. ، الحياة متجددة بجهد كل  جيل  وبمن فيه من العلماء  ، وكل جيل مؤتمن ان يحمل الامانة وان يحافظ علي تلك الحياة التي ا ارادها الله لكل عياده ، ولا احد خارج التكليف ، ولا تذر وازرة وزر اخري في تحمل كامل المسؤولية الفردية اولا والتكافلية. ثانيا ، اخطر ما يهدد مكانة العلم في مجتمعه ان يصبح مهنة معاشيةً كسبية كما اصبح عليه ، وان يفقد العلم رسالته التنويرية في مجتمعه ،وان يصبح مجرد تراث تاريخي ,  وتلك محنة العلم في عصر التخلف ان يكون صناعة حرفية يقع التنافس في اتقانها  وفى انحدار وسائل عرضها كبضاعة. تراثية ، تقتني. لمكانتها في القلوب ، العلم كما افهمه. اداة تنويرية. لتمكين العقل من حسُن الفهم للحياة بالطريقة التي تحترم فيها تلك الحياة ، واهم مافي الحياة هو ذلك الانسان الذى استخلفه الله على الارض لكي تستمر بحكمته تلك الحياة ..

( الزيارات : 463 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *