العلم رسالة تنوير

 

كلمات مضيئة ..العلم رسالة تنوير
امضيت معظم حياتي منذ الطفولة الي النهاية في مجتمع علمى يكثر فيه العلماء ويضم الكثير من  أهل العلم ، وكنت قريبا منهم .واعرف الكثير منهم وكنت أعيش معهم وافهم مشاكلهم وأرقب اهتماماتهم ،وكنتً بعيدا عن مجتمع التجارة والمال   والاسواق  ,  ومعظم هؤلاء لا تشغلهم المسائل العلمية ويضيقون بها ،  ، وكنت ارى لدي الكثير منهم.الاستقامة والدين. والاخلاق. والادب وبخاصة فيمن عرفتهم من اخوان الكلتاوية الذينً تربوا علي يد السيد النبهان وتأثروا بتربيته. الروحية ، واعترف ان معظم من عرفتهم كانوا متميزين بصفاء روحي واستقامة واحترام للدين والتزام به  ، وكنتً اجد لدي الكثير منهم الدفء الايماني الذي لا تكلف فيه والعفوية الصادقة ، وعندما أتكلم عنً مجتمع اهل العلم لا أتكلم عن ادعياء العلم ممن اعتبروا العلم مهنة معاشية. سهلة ووظيفة دينية لا تتطلب جهدًا والطريق اليها معبدة وموصلة الي مجتمعات العامة واستمالتهم عن طريق الخطاب الدينى المتشدد  الذي  يحبه العامة ويجدون فيه الطريق الذى يذكرهم بالله ويشجعهم علىه , وهناك من يعرف الطريق الى قلوب العامة ويملك اسباب ذلك من الثقافة الدينية الملتزمة وحسن التواصل الاجتماعي ,    ، لا اقصد هؤلاء من رموز الدعوة , فهناك صادقون وصالحون كما هو الشأن فى كل مهنة معاشية  ، وانما أتكلم عن اهل العلم. الذين تفرغوا للعلم والبحث والذين  التقيت بهم  ممن احاطوابه  وعرفوا دقائقه العلمية في كل الاختصاصات العلمية في المعاهد والجامعات ،وتلك طبقة اجتماعية كبيرة ومؤثرة وتحظى باحترام مجتمعها , ، وأكبرهم مكا نة. في نفسي هم الرموز الكبيرة الذين التقيت بهم فى الجامعات من الاعلام الذين اشتهروا بما يتركونه من الاثار العلمية , ولا اشك ان هذه الطبقة العلمية تستحق التقدير والاحترام ,  
وهناك اخرون يقلون عنهم مكانة ولا يملكون ما يملكه جيل الاعلام من اخلاقيات والتزامات فى المواقف والافكار ,  ويختلفون كليًا أوجزئيًا ويتفاوتون فيما بينهم فى الافكار والمواقف ، والعلماء كماً رايتهم. من قبل ومن بعد أصناف أربعة,  ولكل صنف هصوصيته وشخصيته ، وبها يكون التفاضل فيما بينهم :
الصنف الاول. : وهم اهل تقوي وفهم واخلاق وادب ، وهؤلاء هم الصالحون والصادقون لانهم يملكون العلم والتقوى معا ، ولا يخلو منهم عصر ولا. مجتمع ، والفضل في ذلك ليس للعلم الذي تعلموه من الكتب ، وانما يعود الفضل لأمرين ، اولا : الاستعداد الذاتي الذي يسهم في تكوين الملامح الاولي للشخصية ، وثانيا حسن التربية والتكوين والبيئة النظيفة التي اسهمت في تكوينهم الروحي والاخلاقي ،فكانوا رموزا صالحة ويقتدى بهم ويستفاد منهم علما وسلوكا ,  وهذا الطبقة من العلماء  يسهم العلم في تنمية قدراته فيكون بالعلم اكثر فهمًا وأقوي شخصية ، ويرجى الخير منهم   ، وهؤلاء هم العلماء حقا الذين يصلحون ما افسده غيرهم بالكلمة الطيبة ،والقدوة الصالحة وهم علي درجات متفاوتة. ، ومن هؤلاء  يرجي الخير والنفع لمن هم حولهم .
الصنف الثاني : هم اهل العلم ويملكون اسباب العلم كما تعلموه  في الكتب ، وكما حفظوه وننأقلوه ,  وكانوا أمناء فيه ، ولكنهم لا يملكون. الشخصية التي تحمل قيم العلم. وشموخ اهله ، وفي الأغلب لا يثمر جهدهم لافتقاد مناهجهم  التربيوية من القيم. الاصيلة وفساد البيئة المحيطة. ، وهؤلاء تغلب عليهم اهواؤهم وتتحكم فيهم. غرائزهم ، وتتمكن منهم نظرتهم المادية المصلحية ، انهم يجعلون العلم مطيتهم لما يطمحون فيه ، هؤلاء ليسوا اشرارا ، ولكنهم ليسوا أتقياء ولا رموز كمال في مجتمعهم ،

 الصنف الثالث: اهل المهن العلمية الكسبية ، والعلم بالنسبة لهؤلاء مهنة معاشية كبقية المهن ، هناك متقنون ، وهناك مهملون ، هؤلاء كاهل المهن. المعاشية يتفاضلون بحسن ما يقومون به من إتقان. ، العلم بالنسبة لهؤلاء مجرد مهنة كسبية ، ورأبت الكثير من هؤلاء في رحلتي العلمية ، وينطبق علي هؤلاء ما ينطبق علي غيرهم من الاوصاف، يتقدمون بحسن أدائهم لمهنتهم ويتخلفون عندما يقصرون ، معظم من يعمل في التدريس الجامعي ومؤسسات البحوث من هذا الصنف ، هم يفعلون ما يفعله غيرهم، ومعيارهم المصالح الدنيوية ، العلم اولا. وهوًمعيار التفاضل عندهم ،  
الصنف الرابع : سفهاء اهل العلم الذي جعلوا العلم مطيتهم لما يطمحون فيه ، وشأن هؤلاء كشأن كل السفهاء يحقدون ويطمعون ويكيدون ويتآمرون ويكذبون. ويغدرون ويحسنون النفاق ويتقربون لمن يجدونً. مصلحتهم معه ، انهم. يفعلون كل ما يغفله السفهاء من انواع السلوك ، ولا ثقة بهؤلاء ابدا ، هؤلاء يكثرون في عصرين.: عصر الجهل والتخلف ، وعصر الطغيان والاستبداد ، انهم يبيعون ويشترون في الدين والاخلاق والعدالة ويخدعون العامة الذين ينخدعون بهم. في البداية او يتظاهرون بذلك ، ما اشد ما يفعله هذا الصنف من اهل العلم ، انهم يهدمون كل ما كان قائمًا من الدعائم التي يقوم عليها الدين والاخلاق، كم عانت المجتمعات الاسلامية من هذا الصنف. الذي لا تعنيه سوي مصالحه الوهمية ، وهؤلاء موعودون بسوء المصير في الدنيا. لانهمً جعلوا الدينً مطيتهم الي دنياهم ، وفي رحلة الحياة الطويلة صادفت الكثير من تلك الأصناف الأربعة ، ومن المؤسف ان المجتمع يقف حائرا مترددا ، وهو يحاول ان يفاضل ويرجح ، ويقف عاجزا عن فهم ذلك ، وممايؤسف له ان كل صنف يجد نفسه انه الاحق بالحق وانه هو من يمثل ذلك الحق ويحميه ، كنت التمس العذر لجاهل عندما يصدر منه مالا يليق بسبب جهله ، ولكنني لاالتمس العذر لعالم وهو مؤتمن علي الحق ، و كنت اقول لنفسي في لحظات التأمل كم نحتاج الي ذلك الصنف من العلماء الذي اجتمعت  فيه صفتان ، حسن الفهم لرسالة العلم في تعميق وعي الانسان بذاته كمؤتمن من الله علي الحياة اولا ، ورقي الشخصبة فيما يصدر عنها من المواقف والافكار ثانيا ، تلك الشخصية هي التي تنهض برسالة العلم ، لكي تجعل من العالم مشعلًا لنور يهدي مجتمعه. ، الدين وعي بالحياة ، تلك هي الشخصية التي يجب ان تكون  في شخصية العالم ، اعترف انه مجرد حلم او امل بعيد او خاطرة ، محنة العلم فيمن يمثله من رموزه ، توازن الشخصية ورقي فهمها هو الطريق لمنهج الاصلاح ، مجتمعنا اليَوْمَ في منعطف اما ان يختار طريقه الصحيح عن طريق التصحيح الحقيقي لرسالة الاسلام في مجتمعه. تكوينا وثقافة. وخلقا ومنهجا. للحياة متجددا. ضمن ثوابت واصول ، واما ان يختار ما عليه  مجتمعه. استمرارًا له وتكرارا وتكريسا. لجهد الاجيال ، هذا منهج تربوي وتكويني وفكري اشرت اليه في احد الدروس الحسنية ، رسالة العلم هي رسالة تنوير عن طريق تكوين ذلك الانسان الذي يملك أدوات الفهم لواقعه وماتتطلبه الحياة ، ، كنت واثقا وما زلت  ان الغرسة الطيبة في الارض الخصبة ستثمر ولو بعد حين ، لكل غرسة ربيعها الذي تثمر فيه زهورها ، لم اشعر يوما بإحباط ويأس، ولَم يكن ذلك من طبيعتي ، ما تعلمته من الحياة ان الله تعالي هو الذي يدبر امر خلقه. وكنت اجد الحكمة في ذلك ، ولن يكون في النهاية. الا ما أراده الله لكي تستمر الحياة ..

( الزيارات : 530 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *