العناية في المجاهدات

لا يخلو أمر المجاهدات من وجود عنايةٍ سابقة، فالمجاهدات جهد مادِّي ولابدّ له من استعداد سابق وهمَّة عاليّة، ولولا وجود العناية في المجاهدات لمَا احتملها السالكون، ولضاقوا بها، نظراً لما فيها من جهد وتضحيات بملذات قائمة في سبيل غاية منشودة، ولقد أحسن ابن عطاء الله في وصف الخصوصيّة بقوله:
«إذا فتح الله وجهة من التَّعرف فلا تبال معها وإن قلَّ عملك، فإنَّه ما فتحها لك إلاّ وهو يريد أَنْ يتعرف إليك، ألم تعلم أنَّ التعرف هو مورده عليك، والأعمال أنت مهديها إليه، وأين ما تهديه إليه ممّا هو مورده عليك».

لا يمكن للتربيّة الإسلاميّة أن تكون أداة لتكريس الواقع بكلّ سلبياته، فالواقع السلبي يجب أن يقاوم بالتصحيح الواعي المتفتّح، وليس بالانغلاق والتزمُّت، والتفتّح ليس نقيضاً للدين، والجهل هو النقيض الوحيد للدين، ويجب أن يقاوم الجهل بنور العلم والعقل، والشريعة هي علم، وهي أداة التصحيح في العقائد والسلوكيّات، ولا يمكن للجهل أن يثمر سوى التخلف، والدين هو أداة التحرر من التخلّف إذا أخلص علماء الدين لدينهم وتخلّصوا من سيطرة العوام على أفكارهم..
أحسن لمن تحبّ بحسن وصفه بما يحب ، ولا تصفه بما لا يحب ان يوصف به، فجمال الوصف ان يأتي فى الزمان والمكان الملائم له.

( الزيارات : 1٬805 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *