العنف ثمرة لواقع خاطئ

كلمة اليوم
لا يمكن ان تفهم الظاهرة الاجتماعية المتمثلة بالسلوك الا اذا فهمنا الاسباب المؤدية اليها , فالظاهرة هي ثمرة واقع وليست عفوية فلا شيء ياتى من عدم , وهذه مهمة القضاء المؤتمن على العدالة ان يبحث عن الاسباب المؤدية الى الجريمة لكي يعرف اسبابها الحقيقية , فالواقع الخاطئ لا بد الا ان يؤدى الى سلوك رافض لذلك الواقع , واذا لم يعالج ذلك الخطأ فلا يمكننا ان نتحكم فى السلوك , والمرض البدنى هو ثمرة لوجود خلل فى البدن , واذا لم نعالج الخلل فالحرارة سوف تستمر الى ان يتمكن المرض من البدن ويستقر فيه..
عقلاء الرجال يحرصون غلى الاصلاح قبل ان يصبح الاصلاح عسيرا , ومن اراد ان يتحدى واقعه بالعناد والمكابرة فلن يتمكن من قهر سنن الكون الا بسنن الكون المرتبطة بالاسباب , فالمرض لا يزول الا بمعالجته بما يستحق من الاهتمام , والا فسوف ينهار البدن مهما حاول المريض تجاهل اسباب المرض ..
مشاكل كل مجتمع هي ثمرة لتجاوزات يقوم بها من يملك القوة او السلطة و استخفاف بعقول الناس الى ان تصبح المشكلة عصية راسخة متمكنة , ولا شيء يفسد امزجة الانسان كالظلم الذى يشعر به المظلوم والذى يدفعه الى سلوكيات الياس , والياس هو منبع العنف ومصدره , وكلما ازداد الظلم كان العنف هو الثمرة الحتمية له مهما طال الزمان ..وفى الوقت الذى تؤكد ان العنف ليس هو الطريق المعبد لحل المشكلات السياسية والاجتماعية فان تجاهل تلك المشكلات سيولد العنف لا محالة والعنف يسبقه تململ يشير اليه الى ان يصل الياس الى منتهاه ..

( الزيارات : 1٬209 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *