الفجر البعيد

كلمات مضيئة ..الفجر البعيد
لم يكن الصراع خلال الناريخ من قبل واليوم ولن يكون فِي الغد بين اتباع الاديان والمذاهب والطوائف وبخاصة بين اهل السنة والشيعة بسبب الدين ولأجل الدفاع عنه ، رسالة الدين واحدة وجامعة وهي الايمان والعمل الصالح ،الخلاف كما يحدثنا التاريخ انه كان  علي المصالح الدنيوية والمكاسب التي يسعي كل فريق لتحقيقها واهمها الحكم والسلطة  والرغبة في الانفراد بها دون الاخرين ، الدين جامع لما تفرق من التناقضات والاختلافات القومية في ظل ثقافة ايمانية كونية شعارها احترام. الحياة واحترام الانسان واحترام كل الآخرين ، من. منطلق العبدية لله تعالي الجامعة لكل خلق الله ولا احد خارج تلك العبدية المطلقة الجامعة لكل الاسرة الكونية بخطاب جامع لتلك الانسانية تحت شعار العمل الصالح , وغاية كل دين ودعوة دينية ان تدعو ألناس جميعا الي ذلك المنهج تربية وتكوينا واحتراما لتلك الحقوق الاساسية لذلك الانسان التي ارادها الله هادية له ومرشدة ، وان يلتزم بها في حياته في كل عصر. بما يراه اهل ذلك العصر هو الكمال الذي تتحقق به مصالح العباد المشروعة التي ارتبطت بها حياتهم ، واداة فهم ذلك هو العقل وهو المخاطب من الله والمكلف بما امره الله به والمؤتمن علي الحياة ان تكون عادلة وان تحترم فيها الحقوق كما  ارادها الله ، لا غياب للعقل ولا تعطيل له لانه المخاطب ، ولا يحتج علي العقل بما يرفضه العقل من الأدلة ، وغاية العبادة التعبير عن الخضوع لله والشكر له اولا ، وتنمية القوة الايمانية والروحية التي تحقق التوازن في الشخصية بين القوي المتلفة ثانيا  , وان ترتقي بالعقل لكي يكون اداة للخير ، وان يتحرر من بهيميته الغريزية الي مرتبة الانسانية المستخلفة علي الارض ، التنافس بين الطوائف والأديان. والقوميات. هو تدافع طبيعي وفطري وحتمي لآجل جمال الحياة وكمالها ، ولكن بشرط ان يكون انساني الاختيارات والمواقف لا ظلم فيه ولا طغيان ولا تجاوز لحق اي انسان ولو كان مستضعفا او منسيا ، فلا عدوان في الحقوق ، هذا ما كنت افهمه من رسالة الاسلام وكل الاديان من قبل ، وهذا منهج. الانبياء في الدعوة الي الله والي ما يحبه الله ، اما ما نراه من ذلك التعصب والصراع باسم الدين والمذهب فليس من الدين في شيئ ، ولا احد اقرب الي الله ممن عمل صالحا وكان من المؤمنين ، كنت اتأمل التاريخ وأحاول ان افهم الواقع الذي نعيشه ، واجد الكثير الكثير مما لا علاقة له بالدين من الصراعات والحروب التي كان سببها الاول هو الدفاع عن المصالح باسم الدين وتحقيق الطموحات عن طريق توظيف الدين ولو بالافتراء عليه ، لم اكن أجد الدين في ذلك ، الدين يستمد. من مصادره الالهية من الله ومن رسوله ، ثم يبتدئ دور العقل في فهم ما خوطب به ، والعقول هي وليدة مجتمعها وتعبر عن ذلك المجتمع واليقين العقلي. نسبي وأدواته مدركة ، ومجتمعنا اليَوْمَ مخاطب كما خوطب من قبله ، وعليه ان يفهم. ما ترجح له انه الأعدل والأفضل الذي يحبه الله ، وهذا هو التنافس لاجل الحياةً ، تنافس لا صراع فيه ، وتحترم فيه. ثوابت الدين ، واهمها أحترام الحياة والانسان ، ولا اجد الدين خارج أهدافه وأغراضه ومقاصده ، النظم الاجتماعية مسؤولية انسانية ، ولكل مجتمع خصوصيته التي يعبر عنها من خلال تلك النظم المتجددة التي تحترم  فيها الاصول والثوابت في الايمان والإحكام والآداب ، لا وصاية لجيل علي جيل فيما يختاوه لنفسه ويجد فيه العدالةًوالمصلحة والكمال ، وهي المقاصد التي ارادها الدين ، محنة المجتمعات انها نستغل الدين. لخدمة الطغيان والاستبداد وتبرير الظلم الاجتماعي باسم الدين حينا وباسم الطائفية والمذهبية حينا اخر ، وتكبر الاحقاد الطائفية تحت شعار الدين ويتولاها رموز الدين ، ويستغل اسم الدين كمطية لتلك الأطماع التي بخفيها التعصب والجهل ، ويكون المواطن. المستضعف هو الضحية الذي يدفع الثمن في النهاية ، الطريق الي الله معبد بالمشاعر الايمانية الصادقة ومحبة كل عباد الله واحترام كل الاخرين والصفاء الداخلي وطهارة القلب من كل الاحقاد والامراض التي تعتري القلوب وتبعدها عن انسانيتها ، كنت اقول لنفسي هامسا : كم نحتاج الي ذلك المنهج التربوي الاخلاقي الذي يعمق القيم الروحية ويعلي من شأن الانسان في حقوقه وإنسانيته ، لقد حرصنا ان نعلم طلابنا العلم وان نجعلهم اكثر. فهما لدقائقه في الاحكام واكثر معرفة بتاريخ الأعلام وافكارهم وما تركوه من اثار ، وأهملنا الجانب الاهم وهو اخلاقية العلم ، وأثر العلم في تنمية قيم الخير في المعرفة الانسانية ، نريد العلم الذي يسهم في رفِي الحياة وانسانية الانسان ،ولا نريد ذلك العلم الذي يرسخ. في الانسان قيم الشر ويدفعه الي العدوان علي المستضعفين من الافراد والشعوب ، اَية فضيلة في حضارة تمجد القوة والطغيان وتشجع الحرب وتنتج السلاح وتتاجر بحياة الانسان ، كنت اتأمل في كل ذلك ، واقول : اين الخطأ فيما نحن فيه ، ليس الطريق ان نلحق بركب الحضارة المادية. فهي تعاني من أمراض مستعصية في نظرتها المادية للحياة ، ان الصراع علي المصالح سيدفعها لامحالة الي التصادم بين الكبار ، وهو مكلف ، ولَن ينهض عالمنا الاسلامي بمن فيه ممن يقود مسيرته ، انهم خارج عصرهم جهلا بمقاصد الدين وسنن الحياة
نحتا ج الي صحوة حقيقية من تلك الغفوة الطويلة ، ذلك فجر قد يكون بعيدا ..

( الزيارات : 955 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *