الفن… والمجتمع

 

لا يُقصَد الفن لذاته , وإنما يقصد لأثره في المجتمع , فقد تكون غايته تسلية الناس وإمتاعهم وإضحاكهم , وقد تكون غايته إفساد المجتمع وتهديم قيمه العالية ونشر قيم الانحلال والسلوكيات المنحرفة , وقد يكون فناً راقياً يرقى برقي القائمين عليه ووعيهم وثقافتهم , وعندئذ يخططون لما يريدون تحقيقه من إصلاح اجتماعي ويركزون على الجوانب السلبية فينقدونها ويقدمونها بصورة ذكية لكي يراها الناس في المرآة كما هي في حقيقتها , فيتخلون عنها,ويقدمون من خلال فنهم صورة مشجعة لسلوكيات الاستقامة والقيم العالية والوفاء وقدسية العمل وأثر التربية السليمة في تكوين الأجيال وأهمية العمل ودور الثقافة في تكوين الوعي في المجتمع والممارسة السليمة للسلطة والاحتكام للحق واحترام الآخر وإدانة الظلم والنفاق والتملق , فالفن له رسالة إصلاحية وتهذيبية وهو أداة النهضة والتقدم ويجب أن يرتقي مستوى الفن برقي القائمين عليه ممن خطط له وكتب نصه وأشرف على إخراجه وقام بأدواره , ولا يجوز أن تُسنَد المسؤوليات إلى تجار الفن ممن يبحثون عن الربح المادي فيستميلون الشباب بما يغريهم من مناظر الانحراف , وهؤلاء جهلة وخونة لأمتهم ومفسدون لمجتمعهم , وهؤلاء مثل مروجي المخدرات ومروجي السلوكيات المنحرفة , والفن ليس كذلك أبداً , ورسالة الفن  كرسالة الأدب, والثقافة هي رسالة إصلاح وأداة للتقدم , وفنُّ الإضحاك والتسلية قد يكون بعضه مفيداً , ولكن لا يمكن أن يخلو من غايات إصلاحية ونقد بناء للجوانب السلبية في المجتمع, ولا رقابة أصدق من رقابة الفنان على عمله فهو مؤتمن ، والفنان الملتزم لا يحتاج إلى رقابة لأنَّه رقيب على نفسه , وقد يكون هدف الرقابة هي حماية السلطة من سلطان الفن , والدولة التي تثق بمواطنيها لا تخشى من اختياراتهم ولا من نقدهم ، فهم أحرص من الرقابة الرسمية على أمن المجتمع واستقراره..

نريد الفن ويجب أن نشجعه لكي يرتقي بمستوى المواطن , وهو أهمُّ من الكتاب والمدرسة , لأنه يدخل كلّ بيت, ويؤثر في كلّ أسرة , ومهمته أن يقف في وجه الفن الذي يغزونا في بيوتنا كالأفلام والبرامج التي تمثل قيم الغرب التي لا تتلاءم مع قيمنا وتهدم الأسر المستقرة وتشجع الانحلال والخيانة , والمجتمعات غير المحصنة بالدين والأخلاق متأثرة لا محالة بهذه الأفلام…

( الزيارات : 742 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *