القران خطاب الله

كلمات مضيئة ..القران خطاب الله

كان من عادتي ان ابتدئ يومي بسماع ما تيسر من القران الكريم ، وكنت احب سماعه كخطاب من الله تعالي لعباده ، وكنت اختار قارئا يشعرني بجمال ذلك الخطاب  من غير تكلف فى الاداء  كانني مخاطب به  بما يريده الله من عباده لكي تستقيم حياتهم ويهتدون به الى طريق الرشاد ، وكان ذلك الانصات بادب  وتامل  يشعرني بامرين :اولا : اشعر انه يغذي في داخلي القيم الايمانية والروحية التى تشتاق لها القلوب ، واشعربعد ذلك  بلذة روحية حقيقية كنت احتاجها لكي اشعر بدفء الحياة بعد يوم صاخب من تلك المدافعات والمغالبات الناتجة عن سيطرة الغرائز وتمكنها من الانسان ، وثانيا : اتعلم من ذلك الخطاب ما احتاج اليه من معرفة ما يريده الله من عباده ان يأخذوا به مما يساعدهم علي الحياة لكي تكون اكثر تعبيرا عن الانسانية. المستخلفة علي الارض والمؤتمنة علي الحياة ، في تلك اللحظات كنت اشعر بوجودي الانساني كمخاطب من الله تعالي ومكلف. ومستخلف , وهذا يضفى على الحياة قيمة يتغلب بها الانسان على تلك العبثية التى تفقد الحياة قدسيتها ، خطاب الله لكل عباده ، وهو خطاب مفتوح ومتجدد في كل لحظة ويخاطب الانسانية كلها بما يسهم في رشدها.,  وهي تبحث عن الطريق الذى يقودها الى الحقيقة ، الاسلام هو الخطاب الجامع لكل رسالات الانبياء ، وهو يخاطب ذلك الانسان المكلف ، وكنت افهم ذلك الخطاب من خلال اداتين يملكهما ذلك الانسان ، القوة. الايمانية الروحية التي مصدرها القلب والتي تحتاج الي تغذية مستمرة ، والقوة التمييزية التي مصدرها العقل ، وكل من القوتين تحدث ذلك التوازن في داخل الانسان , وتعمق لديه المشاعر الانسانية ، المخاطب هو ذلك الانسان بقوتيه الروحية والعقليه ، اما القوة الغريزية فهي اداة لخدمة الحياة ويملكها الحيوان ايضا ، وهي خارج التكليف ، وتلك القوة تحتاج الي مقود يمنعها من التجاوز والطغيان ، الخطاب الالهي يتضمن امورا ثلاثة : اولا الايمان بالله وبكل ما جاء من عند الله , وهذا يتضمن القيام بحقوق الله ، واهمها العبادة والطاعة فيما امر به ، وثانيا : احترام الانسان كمخاطب من الله في كل حقوقه عن طريق احترام كامل حقوقه التي امر الله بها عباده. في الحياة من غير تجاوز عليه في اي حق من تلك الحقوق ، واهمها بناء الاسرة وتكوينها. واحترام حقوق كل افرادها واحترام. كل الحقوق المادية التي تضمن العدالة وتحقق الكفاية من غير طغيان قوي علي ضعيف بما يسهم في استمرار. الحياة ، وامر المال يخضع لمعيار الحق فيه  وفقا لضوابط تمنع الظلم  والاستغلال وكل ما يؤدى الى اكل اموال الناس بالباطل  عن طريق  اغتصاب الحقوق  الناتجة عن القوة  والاستغلال  , ولا شرعية لمال الا بحق مشروع تنتفى فيه كل صور الظلم , التوزيع العادل للثروات منهج اسلامى  ولا احد ينفرد بحق يملكه كل الاخرين , اما امر الحكم. والدولة فهو امر مصلحي وخدمي وكل مجتمع.يختار ما يراه محققا لمصالحه. بما يراه الافضل له الذي يحقق العدالة في الحقوق والاستقرار في المجتمع ، لا حدود لحق كل مجتمع في ان يختار الافضل له الذي تتحقق به مصالحه والذي تحترم فيه الاصول التي امر الله بها عباده ، كل مجتمع مؤتمن علي عصره ان يختار الافضل له ، وكل مجتمع مخاطب بما خوطب به من كان قبله ، لا تماثل ولا تبعية ولاتقليد ولاوصاية لا ي جيل علي حيل ، تراث الاجيال المتعاقبة مصدر للمعرفة الانسانية ويستأنس به كتجربة انسانية تعبر عن عصرها ، كل الاجيال متساوية وتتفاضل في مدي اسهامها في رقي عصرها ، عصر النبوة هو العصر الوحيد الذي تستمد منه القدوة لانه عصر الوحي ، وكل العصور فيما بعد هي عصور تعبر عن نفسها ترتقي بنظمها العادلة وقيمها. الاخلاقية وسمو فهمها لرسالة الاسلام ، وتنحدر في تخلف فهمها. لرسالة الاسلام لانها تجعل منه مطية لما تسعي اليه تبرر به ما حرمه الله علي عباده من المظالم في الحقوق والانحراف في السلوك الاجتماعي ، لا ينسب الي الاسلام ماليس منه ، ولا يوظف الدين لخدمة الاغراض الدنيوية. والطموحات في المال او السلطة او الشهرة ، لا بد من التصحيح المتجدد لابراز المعني الحقيقي لرسالة الاسلام. الايمانية والاجتماعية ، جهد العقول يخضع لمعايير المصالح والمفاسد، فما كان صالحا يستفاد منه ، وما كان غير صالح يستغني عنه ويترك لاهله ولا يحتج الا بما قام الدليل عليه من. الاراء والاجتهادات المعبرة عن ترجيحات اصحابها فيما ترجحت المصلحة فيه ، ولا اجد الاسلام خارج المصالح المشروعًة لمجتمعه ، الاسلام رسالة الهية من الله تعالي ولكل عباده ، والسنة الصحيحة هي المصدر الوحيد للبيان ، وما تجاور ذلك من جهد العقول فهو جهد مشكور لاهله ويخضع لمعايير تضبطه وتمنع الشطط فيه لكيلا يكون مطية للانحراف فيما بعد ، ولا قداسة لجهد العقول ، ويستأنس به ولا يحتج به كدليل علي الحق ، والاجتهاد حق لكل جيل ولكل فرد فينا اختص به وكان به عالما ، ولا رأي لغير اهل الاختصاص فيما كان من امرهم ، ولا يحتج باجتهاد فردي الا باعتماده من جهة تملك الحق والاهلية في ذلك ، والاجتهاد الفردي مجرد رأي ، والاجتهاد الجماعي منهج اهل العلم لمنع الانزلاقات والاهواء الفردية التي اساءت كثيرا ، ولا بد من تحرير الاسلام والثقافة الاسلامية من قبضة المفاهيم الناريخية والتوظيف السياسي لتبرير قيم مجتمعاتها. ، تلك مسؤولية كل جيل لانه المخاطب من الله بكلام الله ، وهو المصدر الوحيد للمعرفة الاسلامية ،

 

( الزيارات : 390 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *