القيادة موهبة وفن وتربية..

من لايملك هذه الميزات فإنه يسيء إلى قضيته ولو حسنت نيته ..الموقف يحكمه الزمان والمكان ولكل ما يحيط بك..القيادة تحتاج إلى حسن فهم للآخر الذي تواجهه.. وتوقع دقيق لما يمكن أن يفعله خصمك .. وبناء عليه اختر الكلمة المعبرة والهادفة والموقف المحقق لما تريد والمناسبة الملائمة..
لا مجال للخطأ في المواقف..وإياك والخظأ القاتل الناتج عن ارتجال وحسن نية..قل ما يقربك من هدفك..إياك والإرتجال أو الإنفعال .. فكر كثيراً في كلمتك وحركتك وأعط الإشارات المعبرة..قل حيث يجب أن تقول واسكت حيث يحسن السكوت ..توقع كل الإحتمالات الممكنة ولو كانت بعيدة فقد تكون ممكنة..فاجئ خصمك بما يحرجه ولا يتوقعه ..اجعله خائفاً على الدوام منك..أظهره مرتبكاً وادفعه لارتكاب أخطاء كبيرة , وضيق دائرة اختياراته..كن صاحب القرار فيما تريد , واجعل خصمك وراءك يرمم ما أفسدته من خططه..امنح الثقة لمن حولك بقوتك وقدرتك.. قل الكلمة الجامعة..لا تغامر بكل ما تملك فقد تخسر الرهان..
اختر مكان مواجهة خصمك والوقت المناسب لك..أظهر قوتك وأخف عنه مواطن ضعفك..لاتظهر ألمك وإن تألمت ..إذا فكرت في الإستسلام مجرد تفكير فقد خسرت معركتك قبل أن تخسر..ابحث عن مواطن ضعفه .. أتعبه وأرهقه إذا كان قوياً حتى يضعف.. لا تستعجل النصر قبل أن تنضج أسبابه..انتظر اللحظة المناسبة للمواجهة.. أخف عنه ما تريد عمله وفاجئه بالشيء الذي لا يتوقعه منك..وسع دائرة أصدقائك وإن كنت معهم مختلفاً..اكسب المترددين والحياديين وأشعرهم بالثقة بهم
وأبعدهم عن خصمك وهذا كسب لك..لا تحاسب المقصرين ولا تفضح المتخاذلين ما دمت في المواجهة..اجعل من معك يثق بك ..ولا ترهق من معك بالتضحيات فيضيقوا بك..وينصرفوا عنك..افعل ما يحبب الناس بك..
إن فعلت فالله ناصرك مالم تظلم أو تخطئ أوتصاب بالغرور فهذه مقاتل الثورات..