القيم الايمانية والرحم الانسانى

كلمات مضيئة ..القيم الايمانية والرحم الانسانى

كنت اجد رسالة الدين في امرين : الايمان بالله وبما جاء من عمد الله  اولا والعمل الصالح ثانيا ، وجاء الاسلام لكي يبين الطريق الذي اراده الله لتحقيق ذلك الهدف من خلال بيان اصول الدين وثوابته وأحكامه ، الايمان بالله وعدم الشرك به في اَي امر مما اختص الله به  هو اول هدف  للدين ، الشرك مرتبة خفية لا يعلمها الا الله , ومن اعلن الاسلام فهو مسلم بيقين  ولا يوصف بالشرك او الكفر ابدا الا بيقين  لا ريب فيه , واطلاق وصف الكفر والشرك على مسلم كبيرة ولا تصدر عن مسلم الا اذا ساء ادبه مع الله وكان من الغافلين ,  ولا احد مع الله  وليس كمثله شيء , والانبياء رسل الله  وهم مرسلون ومبلغون , ولا يتجاوزون حدود الرسالة  والعبدية لله تعالى , وحقيقة الايمان  هو التعلق بالله وحده والتوكل عليه مع الأخذ بكامل الاسباب ، والايمان بالله يستدعي العبادة لله المعبود والقيام بحقه علي عباده بالاداء الذى لارياء فيه ,  ، ذلك هو حق الله علي عباده ان يؤمنوا به ويوحدوه ويعبدوه وان يخلصوا النية فيه  ، ذلك هو الركن الاول في الدين والاهم  ومن استقام ايمانه استقام سلوكه وكان اكثر احتراما  لكل خلق الله  واكثر رحمة بكل المستضعفين ، وكل انسان عليه ان يختار طريقه الذي يوصله الى ربه , والمهم هو الايمان  هو اثره فى حياة صاحبه وسلوكه ، تتعدد الطرق التى تقود الى الله , ولكن الغاية واحدة وهي الوصول الى الله من غير وسيط  وباب الله مفتوح لكل خلقه ولا يرد عنه احد ممن اقبل عليه  ، والله اقرب الي عبده من حبل الوريد ، وهو معه فلا مبرر للبحث عن الله بعيدا ، ولا تلتفت يمنة او يسرة ، من  لم يجد الله في داخله  فلن تجده ابدا ، وان لم تشعر بنوره في داخلك فلن تخرج من ظلمتك , واجهل الناس هم الذين انسوا الظلام وحسبوا ظلمة الليل نورا ، الايمان  بالله تعالى يشعرك  بذلك النور الالهي الذي يضي قلبك فيلهمك. الخير ، ويدلك علي الطريق ويشرح صدرك له ، الطرق متعددة و متفاوتة.، هناك طرق موصلة ومعبدة ومليئة بالزهور. ، وهناك طرق متعرجة. ويظن  من يسير فيها  جهلا انه من المهتدين ، وهذا كثير ، كل طريق يقود الي الله هو حق  ويجب احترامه كحق لصاحبه ,وليس من حق احد ان يعترض طريق السالكين الى الله فيما اختاروه لانفسهم  بشرط  ان  يكون الطريق معبدا  لا انحراف فيه عن اصل  ولا زيغ فيه  بما يؤكده الضلال من سقيم المعتقدات  التى لا شك فى  انحراف اصحابها  عن  اصول الايمان وثوابت العقيدة ، ويجب ان يعترف لكل باحث عن الله تعالى  بحقه فى ذلك  فى ظل المظلة الايمانية التى لا ضلال فيها  . ، ومعيار الطريق الى الله  هو ما يصدر عن صاحبه من سلوك ظاهر من الصفاء الداخلى المقترن  بالسكون القلبى ، وكل ما اثمر من خير ورحمة  فهو من توفيق الله , وهو الطريق الذي يقود الي الله ، العمل الصالح يحبه الله من كل عباده ويثيب عليه ، واقرب الناس الي الله هم الذين يعملون الصالحات من الاعمال من كل الأديان والمذاهب والطوائف ، ولكل من عمل صالحا فله اجره عند ربه , وأهم الصالحات هي محبة الخير وكراهية. الظلم والطغيان والرحمة بكل عباد الله ، والرحمة لا حدود لها ، وتشمل الانسان في كل مكان. ، ولكل مظلوم كامل حقه في الرحمة والعدالة , ويجب ان يجد النصرة له من كل الصالحين المؤمنين دفاعًا عن الحياة لانها منحة من الله لكل عباده العقوق لا يسقط الحقوق ، القلوب الصافية. تحب ولا تكره وترحم ولا تقسو ، تلك هي فطرة الله التي خلقها في الانسان ، الكراهية انحراف. في النفس وغفلة في القلب وغفلة عن الله ، ومن اهم اسباب الضلال عن تلك الفطرة ان تتحكم اهواؤك في عقلك فتمسك به وتسيطر عليه فتري بها الامور علي غير ما هي عليه ، امران هما الاكثر تأثيرًا في الانسان : الطمع الذي يبرر لصاحبه. البحث عما يطمع فيه من امور دنياه ، وهو دليل خلل وانحراف وضعف انساني ، والطمع درجة قلبية تتمثل في تعلق القلب في المطموع. فيه ، اما الامر الثاني فهو الحقد الناتج عن الشعور بالظلم حينا وهو اشده علي صاحبه ، ولا يزول هذا الحقد الا بزوال اسبابه ، كل من الطمع والحقد يكبران بسوء التربية والتكوين ويترسخان.بالبيئة الاجتماعية الحاضنة لا سباب الجهل والتخلف ، في مجتمع. الجهل.تكبر الاخطاء والتجاوزات. وتنحرف المفاهيم عن معانيها الراقية. ، ويكون الرياء والنفاق فضيلة ، ويعم الطغيان في المجتمع ، ويفقد الدين اثره في النفوس ويصبح مجرد شعار. يستخدمه كل فريق لتبرير. سلوكه ، وتنحرف رسالة الدين وتصبح مطية لكل طامع ان يحقق به ما يطمع فيه ، ولكل حاقد ان يكره به من يقف في طريقه ، الدين رسالة خير ومحبة وصفاء ورحمة. ، ويدعو الي احترام الانسان في كل حقوقه الانسانية. من خلال نظرةً كونية ذات صفة تكافلية ، يحمل فيها القوي الضعيف والغني الفقير ، ويسهم كل جيل في اعداد الجيل الذي يليه لكي تستمر بذلك الحياةًكما ارادها الله ، الشريعة الالهية واحدة في اصولها. وأهدافها ولا تتناقض ابدا ، وانً تعددت بسبب اختلاف زمانها والمخاطبين بها ، الايمان بالله والعمل الصالح هو رسالة الدين ، والشربعة المستمدة من الله تعالي عن طريق الوحي علي أنبياء الله رسمت اصول تلك الحقوق الانسانية وثوابت النظام الاجتماعي في الاتفاقات والعقود. والمعاملات. ، وتركت للانسان حرية الاختيار. فيما تتحقق به تلك المقاصد ، وكل مجتمع مخاطب بما خوطب به من هو قبله من الاجيال ، وعليه ان يفهم ما خوطب به وهو مؤتمنن علي ما خوطب به ان يفهمه. وان يعمل به بالطريقة التي تتحقق بها تلك المقاصد المرجوة،  واهمًها ان تتحقق بذلك العدالة المرجوة في الحقوق وتحترم المصالح المشروعة للخلق فيما ارتبطت حياتهم به من امور حياتهم ومطالب استمرارهم ، ولكل مجتمع كامل الحق في اختيار طريقه الذي يجد فيه كماله. ومصالحه. المشروعة ،. المخاطب مؤتمن. علي ما خوطب به  , وتجب الثقة به لانه يملك. اسباب حسن اختياره وهو العقل الذي يكون به التمييز بين الحق والباطل والحسن والقبح ، الفكر الانساني وليد مجتمعه ويعبر عنه ، يرتقي برقيه وينحدر بانحداره ، لا تواصل بين الاجيال الا في ظل الانتماء. لتلك الاسرة الكونية المستمرة في حماية الحياة والارتقاء باسبابها نحو مزيد من الكمال ، لا التفات الي الوراء ولا قداسة للماضي والوفاء لا يعني التبعية ، والولا ية للأحياء وهم المخاطبون والمؤتمنون  ، الانسان واحد وهو تلك الروح الجامعة. التي هي من ابرز التجليات الالهية,  ولكل فرد او جيل ملامحه الخاصة به والمعبرة عنه ، الكل سواء في العبدية لله ، ولا احد خارج ملك الله ورحمته بعباده. ، لاتفاضل بين الانسان والانسان الا بعمله لكي تتحقق بذلك العدالة ، ولا عدالة الا بكمال اسبابها بانتفاء اَي حق يناقض تلك العدالة ، قيمة الجهد لصاحبه وهو الذي يقع توارثه ، ولا توارث لغيره مما لا جهد فيه مماتنتفي به العدالة ، التصور الانساني لا يتجاوز الواقع كما هو ، الكمال هو ما يمكن ان يكون ، ومالا يمكن ان يكون فهو احلام وأوهام اختص بها الفلاسفة وأكتفوا بها ، مالا يهم الانسان لا يعنيه ، والباحث عن الحق يجب ان يعترف له بما توصل اليه من تلك الحقيقة الكونية , واؤكد على اهمية النظرة الكونية التكافلية التى تقرب ماتباعد  بين الانسان واخيه الانسان , الرحم الانسانى واحد  ويضم كل الاسرة الكونية فى ظل  الرحمة الالهية الشاملة التى لا تستثنى احدا من الخلق ولو كان فى اقصى الارض , تلك هي رؤيتى لمكانة ذلك الانسان فى ذلك الوجود ..

( الزيارات : 754 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *