الكويت فى الذاكرة

ذاكرة الايام..الكويت في الذاكرة

كانت الحياة في الكويت مختلفة في. بداية السبعينات مليئة بالحيوية والنشاط والطموح ، وكانت هي واجهة الخليج الجميلة. والحديقة الامامية. له ، كانت جامعة الكويت من اكثر الجامعات العربية تنظيما وتضم افضل الكفاءات والادمغة العربية وتحرص علي البحث وتشجع عليه . ، كانت ادارة الجامعة. مصرية. بكل من فيها ، وكان يرأس الجامعة الدكتور عبد الفتاح اسماعيل. ، كانً حازما ويقود الجامعة. بكفاءة ، وكان يمسك بيده بكل شيئ في الجامعة ، ما يريده يكون ، وقد قمت بزيارته بصحبة الشيخ زكريا البري رئيس قسم الشريعة وحضرت معه الكثير من المجالس التي كانت تناقش قضايا الجامعة ، معظم الاساتذة كانوا من اعمدة الجامعات المصرية في الحقوق والاداب وفِي معظم التخصصات. العلمية ، كانوا جميعا بدرجة استاذ ، وفِي سن التقاعد وفِي مرحلة الشيخوخة. ، وتلك ظاهرة. اخلت بالتوازن وجعلت التنافس شديدا بين الاجيال. واحيت الكثير من الصراعات الداخلية والمنافسات القديمة. ، وكان الكل من مصر ، قلة من الاساتذة كانوا  من سوريا و العراق ، كان الدكتور عبد الوهاب حومد. هو السوري الوحيد. في كلية الحقوق وكان صديقا. وفيا ، وهو سياسي قديم تولي الوزارة في سوريا عدة مرات ، واصبحنا اصدقاء في كلية واحدة ، وكان مختصا بالقانون الجنائي ولم نكن علي خط فكري واحد ، ولكن لم نكن قط مختلفين ولا متباعدين وكنت احترم. شخصيته ونزاهته. واستقامته ، ثم انضم. الي الكلية الدكتور عزيز شكري وكان من الكفاءات السورية في القانون الدولي . وتولي عمادة كلية الحقوق بدمشق , وكان. من اعمدة القانون الدولي فهما له ، ثم اضيف الدكتور عبدالسلام الترمانيني عميد كلية الحقوق في حلب ر والدكتور نهاد القاسم في القانون المدني ، كان اساتذة الجامعة يعيشون في عمارات خاصة بالجامعة. وكانهم اسرة واحدة يتعارفون ويتزاورون. ، وكنت في قسم الشريعة. الذي يرأسه الشيخ زكريا البري احد اعضاء اللجنة التي ناقشت اطروحتي ،. ويضم القسم الاستاد علي حسب الله وكان استاذي بدار العلوم والدكتور محمد حسُين الذهبي الذي عين وزيرا للاوقاف وتم اغتياله ، والدكتور احمد الغندور ، والدكتور سلام مدكور ، كنت ادرس في كلية الحقوق والاداب معا. ، والتقيت بالدكتور شوقي ضيف والاستاذ عبد السلام هارون والدكتورحسين مًؤنس ، اعترف ان تلك البيئة الجامعية. كانت علمية ومشجعة للبحث العلمي بكل اسبابه ،. واعددت اهم كتبي في تلك الحقبة المشجعة ، نظام الحكم والمدخل للتشريع والثقافة الاسلامية والتشريع الجنائي ، وطبعت الجامعةً  كتابي عن نظام الحكم في الاسلام الذي اعددته. ، وكنت ادرس الثقافة الاسلامية. واعددت كتابها ، بالاضافة للمدخل. الذي كنت ادرسه , واهم ما فيه  نشأة المدارس الفقهية وتطورها ، وشاركت في اول ندوة علمية عن الاقتصاد الاسلامي . في المدرج العام للجامعة. التي شارك فيها الشيخ بدر عبد الباسط متولي والدكتور احمد البهي ووزير الاقتصاد ، كانت الكويت طموحة ، وكان الاعلام مزدهرا والصحافة قوية. ، كان الامل متوهجا في النفوس في تلك الفترة ، وعندما تكبر الامال يكبُر بها النشاط وتكون العزيمة اقوي ، كنا نجتمع كل صباح في الكلية بين الدروس. في جلسة ثقافية تضم اعلام. الثقافة ، ومنهم الدكتور زكي نجيب محمود. والدكتور عبد الهادي بوريده في الفلسفة. والشاعرة الدكتورة نازك الملائكة من العراق ، وزوجها الدكتور محبوبة والدكتور شوقي ضيف والدكتور محمود فهمي حجازي مدير دار الكتب المصرية فيما بعد ، وفِي كلية الحقوق ندوة اخري تضم الدكتور عبد عبد الحي حجازي عميد الكلية. وكان من انبل من. عرفت خلقا والدكتور عبد الباقي والدكتور صوفي ابوطالب السياسي المصري الكبير والصديق الدكتور رمزي الشاعر الذي اصبح رئيسا لجامعة عين شمس ، واهتزت الجامعة بعد استقالةً مديرها بعد ازمة كبيرة كادت ان تعصف بتلك الجامعة ، بسبب خلاف بين الدكتور عبد الله النفيسي وزميله الدكتورمصطفي السعيد من مصر ، وتحيز المدير للدكتور السعيد ضد الدكتور النفيسي ، مما ادي لاستقالته ، وكان لنا نشاط موازي. وهو ندوة اسبوعية ثقافية واجتماعية. تضم ثلاثين شخصية. ومعظمهم من سوريا ، وكان يشرف علي هذه الندوة الدكتور الطبيب الدمشقي مامون المهايني ، وكانت تناقش اهم قضايا الوطن العربي ومشاكل التنمية. والتعليم والطاقة. والقضية الفلسطينية. وتستضيف اعلام الفكر ، وكانت تعرف بندوة الثلاثاء او الاربعاء ، لعل البعض يذكرها وكانت تنشر موضوعاتها وحواراتها ، وكانتً. مفتوحة لكل الكفاءات العربية ، وهي ندوة. ثقافية واجتماعية ، وقد اجتمعت مرة في منزلي وكان موضوعها الطاقات البديلة بعد عصر النفط. ، وكانت تعقد في كل مرة بمنزل احد الاعضاء المشاركين فيها ، وكان بعض الكويتيين يشارك فيها ، ومنهم الصديق عبد الله النفيسي. المحلل السياسي الذي كان يقدم ندوة اسبوعية. مهمة. في التلفزيون بعنوان المائدة المستديرة التي تناقش قضايا العالم العربي ، وكانت من انجح البرامج واكثرها شهرة في الكويت , وكان ذكيا ومتكلما وزارني بعد عشر سنوات في منزلي في الرباط ، واستضافني فى تلك الفترة  في حلقة من المائدة المستديرة عن الصحراء المغربية قبل موعد المسيرة الخضراء، وكنت مع. مغربية الصحراء منذ اليَومَ. الاول ، وقلت ان. النزاع المفتعل حول. الصحراء المغربية غير مبرر. وغايته اشغال منطقة المغرب العربي بنزاعاته الاقليمية لكي لا يتمكن من التفرغ. للتنمية. واستنزاف قدراته. وتعطيل مسار. الوحدة المغاربية بين دوله ، وكتبت مقالة عبرت فيها عن ذلك نشرت في جريدة الرأي العام. ، وكانت لنا حلقة اجتماعية صغير ة. ضيقة كنا نلتقي باستمرا.. تضم كلا من الدكتور هشام خواشقجي والدكتور محمد رمضان من كلية الاقتصاد والتجارة. والدكتور احمد مطلوب من العراق الذي اصبح رئيسا لمجمع اللغة العربية ، وكان من ابرز اصدقاء تلك الفترة الصديق الوفي الدكتور خالد المذكور علامة الكويت وشيخها الصالح. التقي ، وكنا معا في قسم واحد ، وكان. في غاية الادب والخلق والاستقامة منذ عرفته معيدا في الكلية ، ولما زرت الكويت بعد ربع قرن رأيته كما عهدته. احد ابرز الوجوه الاسلامية في الكويت التي جمعت بين العلم والتقوي والبصيرة ، واخذنا نستعيد الكثير من الذكريات القديمة ، لقد تغير الكثير مما تركناه ، وكنت اقول لنفسي لقد كنا هنا من قبل ، وتستمر الرحلة من البداية الي النهاية عبر الموانئ. التي تخفي الكثير من الذكربات الداقئة. التي نحتاج اليها في عصر بدإت الحصون فيه تتساقط والجدران تتفكك واصبحنا. نستعيد الماضي لكي تتسرب من خلال تلك الثقوب القديمة بعض الانوار التي تمنحنا الشعور. بالامل

( الزيارات : 445 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *