المؤتمرالعالمى لخطباء الجمعة

رابعاً :المؤتمر العالمي لخطباء الجمعة

دعيت للمؤتمر العالمي لخطباء الجمعة في مدينة مراكش في عام 1993، وكان مؤتمراً أشرفت عليه وزارة الأوقاف، وحضرته وفود من مختلف البلاد الإسلامية يمثلون أشهر المنابر في العالم الإسلامي,  وهذه فكرة جيدة ومغيدة ..          

واجتماع الخطباء وتكريم هذه الشخصيات الاسلامبة  يعبر عن تكريم المساجد والاعتراف بدورها التوجيهى والتربوى والدعوى , وقد شجعت فكرة هذا المؤتمر وشاركت فيه ,وقدمت بحثاً عن دور منبر الجمعة في المجتمع الإسلامي , وأكدت فيه أهمية منبر الجمعة في الحياة الإسلامية وضرورة العناية بدور المسجد في التربية  والتكوين والتعليم , ويجب الحفاظ على أصالة دور المساجد كمنابر للكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة والنقد البناء للمظاهر السلبية في المجتمع، وأهم ما تجب العناية به الاهتمام بتكوين خطيب الجمعة من الناحية العلمية والثقافية، وأهمية توفير الأسباب المادية له لكي يعيش بكرامة , ولكيلا يحتاج إلى غيره، فهو رمز للنزاهة والاستقامة، ويجب أن لا يكون منبر الجمعة منبراً للتطرف ولا يستغل لتحقيق أهداف شخصية أو لتبرير مواقف خاطئة، أو للدفاع عن السلطة وتمجيدها , كما لا يجوز أن يكون منبرا لخصوم السلطة ومعارضيها، فالمنبر يجب أن يكون للمجتمع كله , وأن يحظى باحترام الجميع فهو منبر الكلمة الناصحة والمواقف العادلة ,ولا يستغل لغير الأهداف المرجوة منه , ويجب أن تناقش فيه القضايا التي تهم المجتمع كله , ولا يكون منبراً للنقد الشخصي , وليس هو ملكاً لخطيب الجمعة فهو مؤتمن على ما يقول , ولا يجوز أن يعتلي منبر الجمعة رموز الفساد والانحراف وأصحاب الأفكار المنجرفة والسلوكيات الفاسدة فهؤلاء يجب أن يمنعوا من الكلام في هذا المنبر , وهذا المنبر ملك للمجتمع كله , وليس لفرد أو جماعة أو حزب أو طائفة , وتعرض فيه القضايا التي تهم المجتمع ولا تناقش فيه القضايا الخلافية , ولا يمكن استخدام هذا المنبر لغير الإصلاح وفقاً للمعايير الإسلامية,  ولا يذكر في هذا الأمر غير اسم الله , ولا بأس من الدعاء لأولي الأمر بالتوفيق والتسديد ,  ويشاد بالمواقف الوطنية وليس بالأشخاص , وتعلن من منبر الجمعة المواقف الإسلامية الجامعة والعادلة , ولا يدعى من منبر الجمعة لطاعة حاكم ظالم أو مستبد أو مغتصب السلطة ,ولا تبرر السياسات الظالمة من منبر الجمعة , وكل منبر يستخدم لغير الغاية المرجوة منه يجب أن يقاطع من المجتمع لكي تحافظ هذه المنابر على أداء رسالتها في النصيحة والإصلاح والبناء,  ويجب أن ترتقي ثقافة خطيب الجمعة وأن يكون عالماً في الأحكام الشرعية وحكيماً فيما يقول , وألا يستميل الناس بالمبالغات وأن لا يروي الأحاديث الموضوعة والحكايات الوعظية التي لا أساس لها من الصحة , ولا أن يخيف الناس فيما يقول , وأن لا يقسو على المذنبين بما ينفرهم ويبعدهم عن المساجد , وأن يحبب الناس بالإسلام , وأن يختار الكلمة الطيبة المؤثرة النافعة ,كما يجب على خطيب الجمعة أن يهتم بما يهتم به المجتمع وألا يتجاهل آلام الناس , وأن يكون مع المستضعفين والمظلومين , وأن يحض المجتمع على أنصاف هؤلاء والتعاطف معهم ولا يجوز لمنبر الجمعة أن يدافع عن ظلم ظالم أبداً , ولا عن استبداد حاكم , ولا يبرر ظلم الأغنياء للفقراء , ولا يكون منبراً لفريق سياسي ضد فريق سياسي آخر , فالمنبر لكل الناس والتدافع السياسي أمر طبيعي ولا يؤيد الإسلام فريقاً ضد آخر ,وإنما يؤيد المواقف العادلة والسياسات الوطنية النافعة..

 

( الزيارات : 1٬601 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *