المبادئ ام المصالح .. من ينتصر

كلما تمضيئة ..المادي والمصالح ..من ينتصر

.كنت اتساءل باستمرار عن تلك المعادلة الصعبة التى يمكن ان تكون بين المبادئ والمصالح , وتاملت فى كثير من الظواهر الاجتماعية المعاصرة وهناك ما يماثلها فى التاريخ القديم والحديث , وكنت احاول الفهم والتوصل الى فهم طبيعة النفوس وهي تواجه ذلك التناقض الملح بين ما تؤمن به من مبادئ وقيم وبين ما تراه فى الواقع من تحكم المصالح فى المبادئ , ورأيت الكثر من تلك المبادئ تتساقط امام غلبة المصالح , والاخطر ان ترتدى المصالح ثوب المبادئ , وتصبح كانها هي , انه امتحان صعب ومن الصعب النجاح فيه , ليس عيبا ان يدافع الانسان عن مصالحه المشروعة , ويكمن العيب فيمن يخفى تلك المصالح تحت شعار المبادئ , معظم الطغاة فى الارض  بسبب ما يملكون من سلطة المال او الحكم او الزعامة الاجتماعية يملكون القدرة على اخفاء تلك المصالح والادعاء  بدفاعهم عن المبادئ , ليست كل المصالح متصادمة مع المبادئ,  و احيانا يكون هناك توافق وانسجام , المشكلة عندما يقع التناقض والتصادم بين مبادئك التى ترفع شعارها وتفخر بها وتعتبرها اعجازا حضاريا وبين مصالحك المادية , انت لا تستطيع التوفيق بين امرين متناقضين , اما ان تلتزم بما انت مؤمن به وهذا يتطلب منك التضحية بمصالحك المادية , هذه هي محنة الحضارة الغربية اليوم , فى مواقفها من حقوق الانسان ومن الجرائم الانسانية ومن كل السلوكيات التى تهدد السلم العالمى , كنت ارى ان السياسة هي علم اللا اخلاق لانها تعلمك كيف تكذب وكيف تنافق وكيف تغدر وكيف تسرق وكيف تمارس الضغوط على المستضعفين من الافراد والشعوب والدول وكيف تستغل ضعفها وجهلها لكي تمارس عليها حق الوصاية , ولا حرية لمستضعف , ومن لا يستطيع ان يواجه من يفاوضه لضعفه فلا خيار له الا ان يذعن ويستسلم والا فانه سيدفع ثمن مطالبته بحقوقه ,  اين اذن المبادئ وهي تخفى وراءها مصالح ومجاملات ونفاقات وصفقات مشبوهة من الهيمنة المذلة .

ما دفعنى الى هذا الحديث  هو ما اراه اليوم فى الصحافة العالمية من التعاطف مع السيد جمال خاشقجى الصحافى المعارض للدولة السعودية  تحرك الاعلام الغربي بقوة مطالبا الحكومات الغربية ان تدافع عن العدالة وتدين المعتدين ولو تعرضت مصالحهم الاقتصادية بذلك , هناك صفقات اسلحة بالمليارات والاعلام يطالب بمعاقبة المجرم وملا حقته مهما يكن ولو كان كبيرا  , الصراع قوى جدا بين الاعلام الدولى فى الغرب والحكومات التى تغريها صفقات السلاح وهي صفحات مغرية , هل يعاقب القانون الدولى الاقوياء ويلاحقهم ام يتجاهلهم ويبرر لهم ما يفعلون , العدالة هي العدالة فاما ان تكون او لا تكون , لا احد فوق العدالة والقانون والا فلا قيمة للقانون ولا مصداقية للعدالة , انه التحدى الاكبر لكل الحضارة الغربية , الاعلام العالمى يقود ربيعا ضاغطا على الحكومات لكي تنتصر للعدالة , والا فالحضارة الغربية ستسقط امام المطامع والمصالح , وتفتضح اكذوبة حقوق الانسان فى الغرب , انه التحدى الاكبر لكل الحضارة الغربية , اننى اكبر دور الاعلام فى حماية الحريات والدفاع عن حقوق الانسان والتصدى لكل الانظمة المستبدة التى ترتكب جرائم ضد الانسانية فى اذلال شعوبها , لم يعد الاستبداد مقبولا ولا الظلم مشروعا , الاسرة الكونية متكافلة للدفاع عن الكرامة الانسانية والعدالة والتصدى لكل الانظمة المستبدة التى ترتكب جرائم الابادة والتمييز العنصرى والطبقى ضد شعوبها , اذا سقطت العدالة سقط كل شيء , لا بد من عدالة تخترق الحدود وتكون من المسلمات فى عالم اليوم , العدالة فى توزيع الثروات والعدالة فى القضاء والعدالة فى مقاومة الظلم والفقر والجهل والتخلف  وهذه حقوق مسلمة وضرورية , واهمها تحريم الاتجار بالسلاح وتطويرة وتشجيع الحروب الاقليمة لشرائه , الاعلام اليوم مسؤول امام التاريخ ان يواجه الحكومات المستبدة التى لا تحترم حقوق الانسان , لا شرعية خارج الشرعية الدولية التى تحميها الاسرة الكونية , عندما يتكافل المستضعفون ويتناصرون للدفاع عن حقوقهم فهم الاقوى وهم المنتصرون , والله ناصرهم لان الله مع كل المستضعفين من خلقه ,والله هو الذى ضمن لهم ارزاقهم فى ثروة الطبيعة فمن اغتصب حقوقهم فقد ظلمهم , وهذه هي رسالة الدين فى مجتمعه , فمن ارادها غير ذلك فقد جهل ما اراده من تلك الاديان ..

( الزيارات : 584 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *