المحبة شعار لاجل التعايش.

كلمات مضيئة..المحبة شعار لاجل التعايش.

خياران لا بد منهما فى الحياة , اما التعايش والتساكن واما التنافر والتصادم , وعلى الانسان ان يختار , عندما نبحث عن الانسان نجده يملك الكثير من الخيارات فى حياته لكي يحقق ما يريد وما يجد فيه سعادته , العمران والازدهار يحتاج الى الاستقرار ,وهو هدف انسانى ولكن كيف يمكننا الوصول اليه , الانسان بطبيعته وفطرته يكره الظلم والقسوة والعدوان , وهذا شعور طبيعى , ولكن التربية الخاطئة  والمجتمع  الجاهل يدفعان الى تنمية الميول الانانية والعدوانية , فتكبر الاستعدادات السلبية ويكون الظلم واقعا والفساد مقبولا , الانسان بفطرته يحب الاخر ويحتاج اليه , وجمال الحياة بكمالها , وتنمية الفردية ترسخ خلق الانانية , فالفردية خيار خاطئ  لانه يجعل التصادم بين الانسان والانسان حتميا لان كل فرد يدافع عن مصالحه المادية ويعتبر ذلك حقا مشروعا له , الفردية تنمى الانانية وتجعل التنافر والتنازع والتصادم امرا مقبولا , العدالة لا يمكن ان تكون ارادية ولا بد فيها من الرادع الذى يمنع من التفاوت والفساد , هناك رادعان يمنعان من الظلم هما الدين اولا والقانون ثانيا , الاقوياء يمكنهم التحكم فى الموقف الدينى وتسخيره لمصالحهم كما يمكنهم التاثير فى القانون والقضاء لتبرير التجاوز , الدين الحق بمواقفه العادلة يقف الى جانب المظلومين والمحرومين , والقانون اداة الردع للدفاع عن المظلومين , كل الناس يرفعون شعار الفضيلة ولكن لا احد من الظالمين يؤمن بالفضيلة الا اذا كانت كما يريد , كلمة الحق هي جهاد وليست ضد الحاكم الظالم ولكن هي جهاد عندما تستخدم لمقاومة كل ظلم مهما كان مصدره , الطغيات ليس خاصا بالحكام وانما يشمل كل تجاوز على الاخر , يمكن لاحد الزوجين ان يطغى على الاخر الاضعف منه , ويمكن للاخ الاقوى ان يطغى على اخيه الاضعف , مهمة التربية الروحية ان تنمى قيما روحية وايمانية وعاطفية تجعل الانسان اكثررقيا ورحمة , عندما نرفع شعار الحب ونحب كل الاخرين فلا يمكننا ان نقسو ولا ان نظلم ولا ان نقتل ولا نسيء لمن نحبه , المحبة شعار نحتاج اليه لكي نتعايش ونتساكن ونقترب من الاخر لاجل الخير العام وتحقيق السعادة , المحب لا يظلم ابدا وقد يدفعه الحب الى الايثار والعطاء والتضحية لاجل الاخرين وبخاصة اذا كانوا مستضعفين , السلام لا يتحقق الا فى ظل المحبة والرحمة , الصداقات الصادقة هي  ثمرة المحبة المتبادلة التى لا مصالح فيها , المحبة هي التى تجعل الحياة الزوجية اكثر استقرارا , والمحبة هي التى تجعل الاسرة اكثر سعادة , العلاقات الانسانية تبنى على المحبة والايثار وليس على الانانية البغيضة , عندما تكون المحبة فكل شيء يكون مقبولا , انت تنصت لمن تحبه وتحترم من تحبه وتصبر على من تحبه ولو تجاوز عليك , شعار المحبة ليس ترفا اخلاقيا وانما هو شعار لاجل الحياة , عندما تكون المحبة والايثار فلن يكون هناك اقوياء يستغلون الضعفاء , الاستقرار الذى نريده لا يمكن ان يتحقق فى ظل الخوف والاذعان والاستغلال , عندما تؤمن ان الاخر هو شريك لك  فى الحياة فانت تحترمه ولا تجعل نفسك وصيا عليه ولا تشعره بالاذلال , عندما يتعلم الكبار ادب القوة ومطالب القوة يقتربون من المستضعفين ويعترفون لهم بانسانيتهم وحقوقهم الانسانية التى اقرها الله لهم , الاقوياء مؤتمنون ومكلفون ومسؤولون امام الله عما يفعلون , ماكان ضروريا للحياة وما ارتبطت الحياة به من الحقوق فالناس شركاء فيه فلا يحرم منه اي احد ولا يمكن تجاهلة , محنة الاقوياء انهم انانيون قساة القلوب لا يرحمون ولا يفهمون , وهم اشقياء القوة لان الظلم يجعلهم يشعرون بقسوة الشقاء , هم ممتحنون ومبتلون بما يظنون انه لهم من اموال وسلطات وجاه وشهرة ,  

تعالوا نعيد النظر فى كل خياراتنا ومفاهيمنا ومعاييرنا لكي ننتج فكرا اكثر انسانية ونقيم مجتمعا اكثر تجانسا ونرسخ لمجتمع اكثر محبة , مازال مجتمعنا يعيش فى فهم تقليدى لم يتطور الى الافضل , عندما نؤمن ان الارض هي ارض الانسان وان كل البشر هم افراد اسرة واحدة وان خيرات الارض هي ملك لكل الخلق يتقاسمون الرزق بعدالة ولا يكون بينهم جائع او مظلوم فمن المؤكد اننا سنقيم هيكلا تنظيميا لضمان الحياة واستقرارها , رسالة الدين ليست ما يردده الجهلة المتعصبون الغافلون عن الله من شعارات التعصب والكراهية والعنف والعدوان وانما هي رسالة ايمانية تعمق الشعور بالقيم الراقية التى تجعل المجتمعات الانسانية اكثر تعاونا وتكاتفا واكثر استعدادا لعمل الخير واحتراما لكل الاخرين ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 1٬164 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *