علمتني الحياة

أن المجتمع لا ينهض إلا إذا ارتقى وعيُ المرأة وارتقى فكرها وارتقت ثقافتها , ولا يمكن لامرأةٍ جاهلةٍ أن تربي جيلاً واعياً ومُؤَهلاً لتحقيق التقدم , والأسرة لا يمكن أن تنهض بالرجل , بل تنهض بكلّ من الرجل والمرأة , وما تفعله المرأة في الأسرة لا يستطيع الرجل أن يفعله , والمرأة إذا حسن تكوينها وارتقت اهتماماتها يمكنها أن تسهم في نهضة مجتمعها , وأن تشارك الرجل في كلّ المجالات التي يمكن لها القيام بها , والدين لا يمنع المرأة من المشاركة في كلّ الأعمال الاجتماعية ومن القيام بالمسؤولياتِ العامّةِ وتملك ما يملكه الرجلُ من إمكانات وطاقات , وعملُ المرأة ظاهرةٌ إيجابيةٌ , ويجب أن تشجع المرأة على التعليم والعمل والمشاركة الجادّة في مسيرة المجتمع , والمرأة المتعلمة أفضلُ من الجاهلة والعاملةُ أفضلُ من العاطلة , والدين قد أمر بالاحتشام والالتزام بالأخلاق , ومشاركةُ المرأةِ في بناء مجتمعها لا يتنافى مع الالتزام بالسلوكياتِ الإسلامية , وليس من الدين ما نراه اليوم في مجتمعنا من أميةٍ وجهلٍ وتخلفٍ وسيطرةٍ للتقاليد الخاطئة , وهذا الواقع يسيء للدين أولاً , ويكرس التخلف باسم الدين ثانياً , وتخلّف المرأة هو تخلف الأسرة والمجتمع , ونريد للمرأة المسلمة أن تكون النموذج الصالح للمرأة في ثقافتها وشخصيتها وأخلاقها وعطائها لمجتمعها , والالتزام الأخلاقي لا يتحقق بعزلةِ المرأة وجهلها وإنّما يتحقق بثقافة المرأة وحسن تكوينها وانصرافها إلى الأعمال المفيدة , ويجب أن تثق المرأة بنفسها وأن يثق مجتمعها بها وأن تنال حقوقها الإسلاميّة من غير وصايةٍ على ما تملكه من حقوق في نفسها ومالها ..