المقاومة لاجل الانتقال الى الافضل..

 

علمتني الحياة

أنّ المقاومة هي واجب دينيّ وأخلاقيّ ووطنيّ , والمقاومة هي موقف وهي رأي , وتحتاج لتضحية , وهي منهج كلّ الأنبياء والمصلحين , والمقاومة لا تقتصر على مقاومة الاحتلال الخارجيّ وإنّما هي سلوكٌ يستهدف مقاومة كلّ مظاهر التخلف والفساد والجهل والظلم , ولا يمكن لشعب أن يتغلب على تخلفه إلا بمقاومة أسباب التخلف , وأهمّها الجهل والفساد والظلم وانتشار القيم الفاسدة والعادات الخاطئة والمعاملات الجائرة , وسلوكيّات النفاق والتخلف وشراء الضمائر والاستبداد السياسي والإعلام المتخلف المأجور وضعف الدّعاة وأنانية أصحاب الأموال , وسوء استخدام النفوذ لتحقيق مصالح شخصية  والتحايل على القانون وخضوع القضاء لسلطة المال , وانتشار الرشوة وقلّة الأمانة والانحلال الأخلاقي وكلّ هذه من أسباب التخلف ويجب مقاومة كلّ هذه الظواهر بما يخفف من أثرها السيء على المجتمع , وأخطر شيء الجهل والأميّة والفساد , وهي أمراضٌ خطيرةٌ تفتك بالمجتمع , وكما تقاوم الأوبئة بالوقاية والتحصين والعلاج فيجب أن تُقاوَم الأمراض التي تهدّد صحة المجتمع وسلامته بالقانون أولاً وبالدين ثانياً وبالتربية السليمة ثالثاً وبالضبط الاجتماعي الرافض لسلوكيات الفساد رابعاً , ولا أحد يريد التخلف ويرضى بالأمية بالجهل , ولا أحد يقرّ الفساد , ويجب على كلّ مجتمع أن يقاوم هذه المظاهر السيئة وأن يرفضها , وأن يربي الجيل على إنكارها ، فالأميّة مرضٌ لا يقلّ خطره عن المرض , والأميّ هو إنسانٌ يفقد قدرته على التواصل مع الآخرين وهو كمن يفقد سمعه أو بصره وهو ضحيّة إهمال مجتمعه به , والأميّة هي عدوان على الإنسان واغتصابٌ لحقٍّ من حقوق الإنسانية ويجب أن يحاسب من تسبب في جهله وحَرمِه من نعمة القراءة والكتابة .

والفساد مظهر خلل في المجتمع , ويجب أن يتصدّى القانون لمعاقبة المرتشي والّراشي , والرّاشي هو المجرم لأنّه يشجع الفاسد عل الفساد لكي يحصل عن طريق الرشوة على حقّ الغير وعندما تنتشر الرشوة في القضاء فلا حدود لأثر الرشوة في ترسيخ التخلف وتوليد أسباب العنف والجريمة وعندما لا يحميك القضاء بقوّته الرّادعة فأنت مضطر للدفاع عن نفسك لإرهاب ذلك الظالم الذي اغتصب حقاً من حقوقك ومقاومة الفساد واجبٌ ديني وأخلاقي واجتماعي , فأنت عندما تقاوم الفساد فإنّما تخدم مجتمعك وتنقذه من ظاهرة مرضية ولا بدّ من التعاون بين السلطة والمواطن لمقاومة الفساد , والمجتمع المدنيّ يجب أن يقاوم الفساد , بكل أنواعه عن طريق التوعية والتربية وكلّ المجتمع يدفع ثمن الفساد , والقاضي الذي يحكم لك بالرشوة , ويحرمك من حقّك وما تملك بالرشوة أيضاً , والمجتمع الذي لا يقاوم التخلف والجهل والفساد مسؤولٌ عن هذا التخلف والتخلف عدوٌ يسكن في داخل مجتمعك كالجرثومة القاتلة إذا لم تٌقاوَم بكلّ الوسائل فهي مستقرّة وباقية .

( الزيارات : 1٬026 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *