المنهج هي طريقة التفكير

كلمات مضيئة.ز

المكلف مؤتمن على ان يعرف الحقيقة , بنفسه او بغيره , واداة ذلك العقل الذى اكرم الله به الانسان , ولكن العقول ليست واحدة , ولكل عقل خصوصيته التى تعبر عنه , منها قدرة ذاتية ومنها ما هو عن طريق التكوين , طريق العقل هو التامل فيما يشغل الانسان , ولكي يكون اداء العقل منضبطا فلا بد من اخضاعه لمنهجية عاقلة للتوصل الى تلك الحقيقة , المنهج والمنهجية هي الطريقة التى يختارها الانسان , ولكل انسان منهجه, ولكل علم قانونه , ويستنبط المنهج عن طريق الاستقراء والتتبع , وهو الطريق الذى يوصل الى الغاية المرجوة , هناك ما يمكن معرفته عن طريق البرهان العقلى والادلة , وهذا يدعونا للتامل فى تلك الادلة من حيث ثبوتها , فليس كل ما يروى هو صحيح ولا بد من التأكد من صحة الرواية وهناك من تخصص فى ذلك , الدليل ينظر اليه من زاويتين ثبوته ودلالته , ولكل منهما من تخصص فيه , الدليل اذا كان نقليل فيحتاج الى توثيق , ومالا يثبت فلا يحتج به ولا ينسب لقائله , هناك تداخل كبير فى موضوع الادلة والبراهين , هناك النقلي والعقلي , ولكل منهما طريقته العلمية , ليست كل المناهج سواء , الاهتمام بالمنهج قضية مهمة للتوصل الى معرفة الطريقة التى التزم بها صاحبها للتوصل الى الحقيقة , كل رواية تحتاج الى توثيق لمعرفة صدق روايتها لمن تنسب اليه , وقد وقعت اخطاء كثيرة فى المرويات , وكانت هناك احاديث موضوعة لا اصل لها , وهناك اقوال منسوبة لمن رويت عنهم ممن اشتهر بالرواية , وهناك كتب نسبت لغير مؤلفيها , او مخطوطات اضيفت اليها ماليس فى نصوصها الاصلية , وهنا تبرز اهمة التوثيق  فى المرويات , قضية النص اولا للتاكد من صحته , الاهتمام بالسند والمتن معا , والمتن اكثر اهمية , وهناك فى المتون مالا يمكن ان يكون صحيحا لوجود اسباب فى المت ترجح عدم صحته , هناك من علماء التوثيق من اهتم بالاسانيد وهناك من اهتم بالمتون , والمتن اكثر اهمية , وكلما تقدمت مناهج النقد اسهمت فى التوصل الى الحقيقة , منهج التوثيق هو منهج المؤرخين وهو منهج له قواعده وقوانينه , وهناك من اختص به ,  وهو ترجيحى لانه يساعد على الفهم , وهناك مناهج الاستدلال والاستنباط وهو منهج مختلف وله قوانينه , ولا يحسنه الا من كان يملك ملكته , الاستدلال يحتاج الى من يحسنه , وهو اشق منالا , ولا احد يمكنه ان يدعى التوصل الى الحقيقة , الفقه يحتاج الى ملكة فقهية , وليس كل من ادعى الفقه فقيها , ولا يسند القضاء الا لمن كان يملك القدرة على حسن الفهم وتوليد الفروع من اصولها واستعمال الاقيسة والمقاصد , اهل الرواية يحسنون الرواية وفى الغالب لا يحسن الفقه ولا القضاء , من ليست له منهجية يلتزم بها فمن المتوقع ان تتناقض افكاره لعدم وضوح ما يلتزم به,  مناهج البحث يجب ان تتطور باستمرار لكي تستفيد من جهود السابقين , والحقل الاوسع للتجديد هو ميدان الدلالات ومناهج الاستنباط , وهي تعتمد على فهم المصالح المتجددة والمقاصد المرادة , الفقه جهد عقلى متجدد مرتبط بزمانه ومعبر عن مصالح اهله , الموازين ليست واحدة , عندما نفهم المقاصد تتسع رؤيتنا لدلالات النصوص بحيث تشمل ما يراد بها, لكل عصر فقهه ولكل مجتمع معاييره , والدليل يمتد لكي يشمل كل ما يرادبه , والعقل هو اداة فهم الدليل , ومالا يثبت بيقين فلا يحتج به , والاباحة لا تحتاج الى دليل , واذا ثبتت المصالح وتاكدت عدالتها فالعدالة هي الدليل لانها من الاصول المعتمدة ..

( الزيارات : 547 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *