المولد النبوي ..عاطفة وتعبير والتزام

المولد النبوي ..عاطفة وتعبير والتزام

المولد النبوي


نريد أن نضم إلى تقاليدنا الإسلامية بدعاً مستحسنة ومفيدة ومعبرة عن دلالات تنمي المشاعر الإيمانية في القلوب في السلوك والقيم والعادات الإجتماعية ليس في ثوابت العبادات , فلا بدعة في العبادات المقررة والثابتة ولا إضافة إلى هذه العبادات, وتكون البدعة الحسنة المعبرة عن قيم أصيلة في التقاليد والعادات والسلوكيات الإجتماعية, فالإحتفال بالمولد ليس عبادة, وإنما هو من العادات الإجتماعية التي تختلف بين بلد وآخر , ومن التقاليد التي تعبر عن عاطفة نبيلة سامية الأهداف , وأرقى عاطفة وأسمى عاطفة هي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم, و لا ينبغى لاحتفالات المولد أن تتضمن سلوكيات خاطئة ولا انحرافات في الفكر ولا في السلوك ،ولا مبرّر للمبالغات والشطحات, فهذا ليس من آداب المولد, والشطحات في الأقوال والأفعال ضارة ومذمومة, وتصدر بسبب الجهل والتخلف ولا تضيف الشطحات الخاطئة شيئاً إلى الإسلام .. 
ولا تزار المدينة المنورة إلا لأنها مدينة الرسول التي شهدت مولد مجتمع الإسلام, ولا يزار المسجد النبوي إلا لأنه مسجد رسول الله وفيه دفن ، ومن زار المسجد النبوي ولم يزر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقف أمام ضريحه بأدب وخضوع فهو محروم وكأنه لم يزر المسجد النبوي ، ولا يقبل هذا أي مسلم ومن يفعل هذا عامداً مختاراً قاصداً فمن المؤكد أن قلبه مريض وفيه زيغ , وهو محروم من البركة ومحجوب عن النور النبوي والرعاية ، ولا يمكن لمثل هذا القلب أن يذوق حلاوة الإيمان ،فمن أحب رسول الله أحبه الله، ولا يحب رسول الله إلا من أحبه الله فإذا أحبه أدخل في قلبه حب رسوله ،ولا يلام المسلم فيما يفعله تعبيراً عن حبه لرسوله الله ، بشرط ألا يخالف ثوابت العقيدة , ويجب أن يقف أمام ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم بأدب وتواضع واستحضار لعظمة الرسالة ، وليدعو الله تعالى في ذلك الموقف العظيم , ،ولا يطلب من رسول الله شيئاً ،وإنما يدعو الله في هذا الموقف ،ويمكن أن يفعل هذا مع الأولياء والصالحين، فهذا من الدعاء والأدب المشروع والمحمود والملتزم ، ومن توسل برسول الله صلى الله عليه وسلم متجاوزاً آداب التوسل وضوابطه الشرعية المنصوص عليها في القران والسنة وإجماع الأمة فهذا من الدعاء المذموم، فالعبادة لله تعالى ولا عبادة لغيره ،وهذا أمر متفق عليه , وكلّ مجالس الذكر محمودة إذا التزمت بالضوابط الشرعية والأدب مع الله فيها والابتعاد عن الشطحات المذمومة ،وأدعو لإقامة احتفال عالمي عظيم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وفي المسجد النبوي ، يكون عادة سنوية يشارك فيها وفود من العالم الإسلامي ويكون معبراً عن اعتزاز المسلمين بمولد رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم.

الإحتفال من العادات
الإحتفال بالمولد من العادات الإجتماعية التي استحسنتها كثير من المجتمعات الإسلامية ولم يقل أحد أنها من العبادات ، العبادة لا تثبت إلا بدليل مثبت لها لأن الأصل في العبادات ألا تثبت إلا بدليل ، والعادة لا تحرم إلا بدليل محرم لها لأن الأصل في العادات الإباحة ، وليس لدينا دليل يحرم هذا اللقاء العاطفى الذي يغذى القلوب بالمعانى الروحية ، وهي مثل مجالس الذكر والعلم لأنها تتضمن لمحات من السيرة والأذكار والصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم ..

حكمة

لا يقاوم الجهل بالجهل ،ولا يقاوم التطرف بالتطرف ، وإنما يقاوم الجهل بتعليم الجاهل لكي ترتقى به ، ويقاوم التطرف بالاعتدال فى المواقف والأفكار لكي تقنع المتطرف بفضيلة الاعتدال..

لا شرك مع سلامة الإعتقاد
كلما ارتقى المجتمع ارتقى أسلوبه في التعبير عن حبه وعاطفته وأشواقه لرسوله الكريم ، تعالوا نرتقي بمستوى احتفالاتنا بالمولد النبوي ، نمسك بكل ما هو صحيح ومفيد ونترك كل ما هو خاطئ ومنحرف لكي نحقق الغاية المرجوة من المولد ، وأن نركز على دراسة السيرة النبوية وأن نستلهم منها العبرة والقدوة فى حياتنا ، كل ما يحقق هدفاً مفيداً من أعرافنا فهو صالح وكل ما ينحدر بمستوى فهمنا لديننا فهو غير صالح ، ليس مشركاً من أخطأ عن حسن نية في أداء عبادة ، المشرك من أشرك مع الله غيره فيما اختص الله به من شؤون تدبيره ..

( الزيارات : 868 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *