اليتامى فى القران الكريم

كلمات مضيئة.. اليتامى  فى القران الكريم

ما وجدت في القران الكريم اهتمامًا يتردد. في كل مناسبة كاهتمامه باليتامي والمساكين وكل المستضعفين في الارض الذين يحتاجون الي المؤازرة والمساندة والشعور بالتضامن معهم والتخفيف من معاناتهم . الأيتام واليتامى. هم الذين فقدوا آباءهم في الطفولة ولَم بعد لديهم من يقوم بأمرهم كما كان يفعل الاباء ، وأبرز هؤلاء ابناء الشهداء وأولا هم بالاهتمام ، وهؤلاء في ضمانة مجتمعهم كفاية ما دية ورعاية. اجتماعية ، ويجب أشعارهم بدفء الحياة وكرامة. الانسان ، ليس عدلا ان يترك هؤلاء وحدهم في غربة اليتم وقسوة الحياة ، لا اتكلم عن اكل اموالهم والعدوان عليهم فذلك خارج كل معايير العدالة ، وهو اشد انواع الظلم. الذي حرمه الله  لا شي كاكل اموال اليتامى , وهو اشد انواع العدوان  عليهم ، وبهذه العدالة والرحمة جاءت الرسالة المحمدية ، اكثر من عشرين مرة جاء ذكر اليتامي في القران الكريم ، لا يكفي ان تحافظ علي أموال اليتيم بل يجب انً ترعاه . ، فقد لا يملكً تلك الاموال التي يحتاجها ، وهو لن يجد الأب المورث الذي يرث عنه قيمة جهده ، عندما يفقد الطفل من يعيله فالله هو الذي يتولاه برعايته ، ويجب ان ينفق عليه من مال الله لانه عبد الله ولا يحرم عبد من رعاية ربه وبخاصة عندما يكون طفلا يتيما ، ليس عدلا ان يجوع اليتيم ولا ان يذل ولا ذنب له  ، الأيتام في رعاية الله دائما ، ومن كان في رعاية الله فهو امانة بيد مجتمعه المؤتمن علي الحياة ان تكون لكل عباد الله ، لا يمكن ان يكون اليتيم عالة علي مجتمعه ينتظر من يتصدق عليه بلقمة طعام ، ليس هذا عدلًا ، وليس هذا من عدالة الله ، لا يمكن ابدا ان يكون كل هذا الاهتمام القرآني بالأيتام مجرد. دعوة قد لا تجد من ينصت اليها او يلتزم بها ، محنة الأيتام ليست محنة فرد وانما هم جزء كبير من المجتمع ، ويكثرون في ايّام الحروب والمجاعات والمحن الاجتماعية ، لا بد من رعايتهم ماليا وتربويا. وأشعارهم بالكرامة ، هذا حق اليتيم وهو حق من الله ، التبرعات الاحسانية ليست كافية لتحقيق الكفاية والكرامة ، هؤلاء يملكون ما يملكه كل الاخرين من الكرامة والحق في الحياة بكل اسبابها ، ولذلك كانت الوصية التي اصبحت منسية او تذهب لغير مكانها وهو مساعدة الاخرين ، ويجب ان يعفي الايتام من كل الأعباء المادية في كل ما ارتبطت حياتهم به , الوصية هي حق الله وهي واجب اجتماعي ، ويجب ان توجه الوصية لكل المحتاجين خارج قواعد الارث ، واهمهم الايتام  والمساكين ، لا بد من. تشريع الوصيةًكحق وواجب دينى وقانونى لا يمكن تجاهله ، وتكون وصية واجبة بثلث المال ، تؤخذ من التركة. اولا قبل توزيعها كحق من حقوق الله ، وهي مشروعة كالزكاة وكل حقوق الله ، ويؤسس صندوق مالي وهو الصندوق الذي تجمع فيه اموال الوصايا كحق اجتماعى  ، الوصية الواجبة يجب ان  تفرض. بحكم القانون ولها الاولية على كل الحقوق  ، لانها من اهم حقوق الله ، وينفق من اموال تلك الوصية علي كل الايتام فى مجتمعهم ويعفون من كل الاعباء المادية التى يحتاجون  اليها وبخاصة تكاليف الدراسة وتكاليف الرعاية الكاملة ، الي ان يبلغوا سن الرشد ، ولا يُمنع احد من الايتام من حق الكرامةً بكل اسبابها ، الايتام اولا ، هؤلاء طبقة اجتماعية يجب ان تحظي بالرعاية الكاملة في كل مطالبها ، اليس الله هو الضامن لحياة عباده ، فمن للأيتام الا الله ، لا عذر لمجتمع يتجاهل حق الايتام في الحياة والكرامة. ، موسسات الايتام هي اهم المؤسسات الاجتماعية التي تعبر عن التكافل الاجتماعي لاجل الحياة ، هذا هو مفهوم البر الذي امر الله به ، وهذه حقيقته الانسانية التي يحبها الله من عباده ،

. {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.. [البقرة : 177]. 3. {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.. [البقرة : 215].

ان اردنا الاسلام فهذا هو الاسلام وهذا ما افهمه من الاسلام ، اليس هذا هو البر الذي يحبه الله من عباده ، هذا هو الاسلام الذي يحدث التغيير في مجتمعه نحو مزيد من الكرامة للانسان ، هذا الاسلام لا يقاوم ابدا ، لانه يعبر عن الفطرة ويمثل الكمال الانساني ، اسلام الحقوق التي تحقق الكمال فى كل مطالبه الضرورية ، ما نراه ليس هو الاسلام وانما هو صورة ما عليه المسلمون من جهل بالإسلام وسفه في فهم معني الحقوق وطغيان الاقوياء علي الضعفاء ، ما عليه المسلمون في حياتهم ليس هو الاسلام الحق الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لا بد من التصحيح في مفهوم الحقوق لكي تتحقق بها العدالة التي يحبها الله ، ماليس عدلا فليس من الاسلام ولا ينسب اليه وهو كثير في مجتمع الجهل والتخلف وتقليد كل جيل لما عليه اسلافه من الاجيال من غير تأمل فيه ولو كان يتضمن ظلما وعدوانًا وطغيانا في الحقوق واستبدادا ، الايتام. امانة بيد مجتمعهم ، فمن تجاهل حقوقهم في الحياة فقد ظلمهم ، ومن تولي الله امره. فالمجتمع مؤتمن عليه ، تعالوا نفهم من جديد مفهوم البر كما امر الله به ، ونستمده من القران الكريم الذي لا يأتيه الباطل ، لا بد من التصحيح في ميدان الحقوق لكي تتحقق بها العدالة ، دعونا من التاريخ فالتاريخ يعبر عن تجربة جيله ومجتمعه ولا يعبر عن الاسلام الذي يستمد من كلام الله وسنة رسوله , انني ادعو المجتمعات الاسلامية ان تقر مبدأ الوصية الواجبة بثلث المال لكل الايتام ، ولا يسمح بالتلاعب فيه والتنازل عنه للتهرب من تلك الفريضة ، وتصرف تلك الوصية. لكل الأيتام. اولا لتمكينهم من كمال حقوقهم. وحياتهم ، ويجب ان تكون مؤسسات الايتام شامخة البنيان وان تشعر الايتام. بالكرامة وليس بالخجل مما هم فيه ، الايتام لهم حق ويجب ان ينالوه بكرامة من غير انتقاص من تلك الكرامة ، وكلمة الأيتام يشمل كل من ليس له اسرة لا ي سبب ،الحق فى الحياة بكل اسبابها لكل انسان ,  لا بد من التوزيع العادل للثروات وتحترم المعايير الشرعية كما امر الله بها وتستمد من النصوص الأصيلة ، وليس من التطبيقات التاريخية التي تعبر عن مجتمعها ، لا بد من مراعاة امرين : الاول ان تحترم المعايير الشرعية في نمو تلك الثروات فلا شرعية لمال الفساد الناتج عن الاحتكار والاستغلال. وكل صور الربويات واغتصاب الحقوق والامتيازات ، ولاً يورث مال الفساد ويسترد بكل ما تولد عنه ولو بعد اجيال ، فلا يسقط الفساد بالتقادم ابدا ، والثاني ان يدفع صاحب المال كل الحقوق التي فرضها الله علي الاموال بطريقة عادلة ، من حقوق النفقات والزكوات والوصية الواجبة بالثلث للأيتام ، وواجب التكافل لتمويل مؤسسات العبادة والاعمال الخيرية بمالا يقل عن عشر التركات كحق اجتماعى تدفع اليه المصالح الاجتماعية  ، ويجب ان تتاح الفرصة للمستضعفين من المنافسة العادلة في التجارات والشركات والمقاولات والصناعات والوظائف العامة والتعليم ، ويمنع الاقوياء من مزاحمة المستضعفين في كل ذلك لكي يكبر الصغار ويقوى الضعفاء ويتمكن الفقراء من الاستغناء عن الاخرين  ، فمن اخذ حقه فعليه ان يغادر الما ئدة لمن سيأكل بعده ،ولا منافسة بين من يركب فرسا ومن يمشي علي قدميه حافيا ، من شبع فعليه ان يغادر المائدة لكي يعطي الفرصة لغيرة لكي يأكل ، لا ادخار لمال مع حاجة مجتمعه اليه وجوبا دينيا من منطلق التكافل للدفاع عن الحياة ، ولااكتناز للأموال. بما يحرم المستضعفين من اسباب حياتهم ، اكل اموال الناس بالباطل حرام حرام حرام بكل صوره المتجددة ، وأبرزها استغلال حاجة المستضعفين في انتقاص اجر وربح فاحش واستغلال جاه ، وحرمان احد من حقه باسم الحقوق والعدالة التي وضعها الطغاة لتبرير تجاوزاتهم ، الطغيان والفساد والاستبداد والاغتصاب والاستيلاء والامتيازات من ابشع الجرائم التي لا تقبل العفو والتسامح. فيها ، ولاً فضيلة في الصبر علي الظلم والطغيان ، ذلك هو التفريط المخل بالأمانة ، الذي لا يحبه الله من عباده ، اليس من حق مجتمعنا الاسلامي ان يفهم حقيقة الرسالة الاسلامية كمنهج الهي لهداية الانسانية الي طريق الحق. الذي تتحقق به جمالية الحياة من خلال ذلك التكافل الانساني لحماية الحياة واستمرارها بعيدًا عن تلك الانانية البغيضة والفردية التي تكرس الحقد الطبقي وتنشر الكراهية والبغضاء ، وتخيف الانسان وتهدد أمنه وسلامته ، ليس هذه هي صورة الحياة كما يحبها الله من عباده ، فرعونية اليوم اقسي من فرعونية الأقدمين من الفراعنة ، فراعنة الماضي لم يملكوا ذلك السلاح المدمر للحياة ، ولَم يتاجروا بالانسان ، كانوا طغاة في قصورهم ، وعلي من حولهم ، اما طغاة الارض اليوم  فى عصر الحضارة فقد استعبدوا الانسان وافقروه واجاعوه ، وهددوا الاسرة ألكونية ، واحتكروا المال والثروة والسلاح والقوة ، وأذلوا الانسان في كل مكان ، لا بد من. صيحة موقظة لذلك الانسان من ذلك الطغيان في الارض ، ليس عدلا ان تكون ثروة الكون بيد واحد بالمئة من سكان الارض ، وليس عدلا ان يقع احتلال العالم العربي والسيطرة علي ثرواته الكبيرة وحرمان كل العرب من ثرواتهم واذلالهم وتمكين السفهاء منهم ، اي عدل هذا واية حضارة نعيشها اليوم ، في ظل ذلك الطغيان والفساد ، لا أجد الاسلام فيما نحن فيه ، اين نحن مما قاله الله تعالي في كتابه : {: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.. [البقرة : 177].

اليس هذا هو البر الذي امر الله به ، والذي هو الغاية المقصودة التي تتحقق بها الحياة ، ذلك هو المنهج الالهي ، كل نظام اجتماعي يحقق هذه المفاهيم فهو من البر الذي يحبه الله ، وكل نظام لا يحترم هذه الثوابت في مجال الايمان والحقوق فلا ينسب الي الاسلام ولو رفع كل شعاراته ، لا عبرة فيما يدعيه الانسان ، وانما العبرة فيما كان من هذا البر في المواقف. والافكار ، الاسلام منهج حياة لاجل كمال الحياة بكل من فيها من عباد الله .

 



 

 

( الزيارات : 662 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *