اليقين الايمانى .ز

كلمات مضيئة..اليقين الايمانى

فى لحظات التأمل لا احد لا يفكر فى الحياة والانسان , كنت اغبط اؤلئك الذين لا يفكرون ابدا او يفكرون فى قشاياهم التى تشغلهم , ما تجاوز ذلك فهو جولة فى صحراء مقفرة ليس لها نهاية , كنت كثير التأمل فيما اراه امامى , واعتبر ما اراه فى الحياة هو مصدر ما افكر فيه , لا شيء لا يخضع للتأمل , لا شيء من اليقين فيما تدركه العقول , الذين يبحثون عن البرهان العقلى مخطؤون لان الطريقة التى يؤدى بها العقل مهمته تخضع للتامل , العقل يفكر من خلال ما تزوده به الحواس , وهو ينفعل بما يراه ويتأثر به , لولا ذلك الغذاء الذى يأتيه فلا يمكنه ان يعمل , هو كالكوميوتر لا يمكنه ان يعمل الا اذا زودته بمعطيات ويبنى عليها حكمه  , الحواس ادوات تصيب وتخطئ , ولها قدرات خاصة ومحدودة , ما اراه ليس بالضرورة هو ما يراه غيرى , لا احد منا يمكنه ان يعرف الطريقة التى تعمل بها الحواس , هناك الانفعالات والمشاعر وهي تتحكم فى حكمها على الاشياء , ما تراه العقول لايمكن الثقة به على انه اليقين المطلق , اذاكانت العقول متاثرة بمحيطها الزمانى والمكانى فلا يمكن ان تتجاوز عصرها ومجتمعها , مانراه انه الحق لا يعنى انه الحق يقينا , العقل وليد ظروفه المحيطة به , ولذلك لا يمكن الثقة بحكمه على الاشياء , لا يمكن ان ندرك طبيعة العلاقة بين الغريزة والعقل ومن يتحكم فى الاخر , من اليسير ان نقول بان العقل يتحكم فى الغرائز ولكن الواقع ان الغرائز هي التى تتحكم فى العقل فى معظم الحالات وتؤثر فى حكمه على الاشياء  , فى لحظة الغضب تتغير ملامح الاشياء والوانها , ولهذا لا يقضى القاضى وهو غضبان لانه لن يتمكن من معرفة اين تكون  العدالة , كنت التمس العذر لاولئك الذين يتحدثون عن المعرفة العرفانية فقد يكونون على حق فيما يشعرون به فى لحظات تاملهم من صفاء داخلى وسعادة تغمرهم , لما ذانصدق اهل المعرفة البرهانية ولا نصدق من ادعى المعرفة العرفانية , احتمال الصدق عند هؤلاء كاحتمال الصدق عند الاخرين , كنت ارقب اؤلئك الذين يشعرون باليقين الايمانى وهو يقين حقيقى واوثق من يقين الفلاسفة الذى لا يخلو من الشك ومعظم الفلاسفة المسلمين والغربين عاشوا تلك المرحلة الغزالى اولا وديكارت ثانيا  , الثقة بالعقل منهج ايجابى ولكن ماالذي يؤكد لنا انه المنهج الذى يقودنا الى الحق , لا شيء مما نراه يمكنه ان يكون يقينا , عندما انام كنت اجد حلما واعتقد انه حقيقة واعيش احداثه كما هي فى عالم الواقع وعندما افيق اتساءل ما الذي يؤكد لنا اننا فى حياتنا الواقعية لسنا فى حلم قد نستيقظ  منه يوما, لست من هؤلاء الذين ينكرون البرهان العقلى او يستخفون بالعقل , فى المعتقدات الايمانية نحتاج الى اليقين والعقول لاتقود الى اليقين فى القضايا الايمانية التى موطنها الفطرة الصافية , ذهلت وانا اتابع راي الفيلسوف دافيد هيوم فى عدم الثقة بالاسباب الظاهرة فلاشيء فى نظرة يؤكد العلاقة بين السبب وما ترتب عليه , بالرغم من وجود قوانين الطبيعة , ويقول وجود النار لا يعنى الاحتراق قطعا ولكننا نحن نعتقد ذلك عن طريق التكرار  , انه ينكر السببية لا من منطلق ايمانى كما ذهب الى ذلك الامام الغزالى من منطلق ايمانى  , عندما نبحث عن الكمال والحركة الانساننجد الكمال المطلق فى فكرة الايمان بالله والله تعالى هو الكمال والكون كله يتجه نحو ذلك الكمال , ولذلك يقول الصوفية ان كل شيء فى الكون من الاحياء والجمادات  يسجد لله سجود العبدية له والله هو رمز الكمال والخير والايمان به هو الحق واليقين , من العبث ان يكون العقل هو اداة المعرفة الايمانية فالعقل مهمته انارة الطريق للانسان لكي يميز به بين الخير والشر , ولا يمكن لذلك العقل ان يدرك ماتجاوز قدراته فى اكتشاف قوانين الطبيعة وهو فى هذه المعرفة لا يدرك هذا بقدرته الذاتية وانما بمراقبته لقوانين الكون عن طريق الاستقراء   التكرار والتجربة الانسانية والاستقراء هو تتبع الظاهرة واكتشاف قوانينها العامة  , ولولا تلك التجربة لما اكتشف العقل قانون تمدد الحديد فى النار او خاصية الاحتراق بالنار , كنت اتمنى لو ان الفلاسفة اتجهوا الى التامل ليس فى الالهيات والغيبيات التى اختص الله بعلمها الى الاهتمام بمطالب الانسان وكيفية النهوض به وتوفير اسباب الكرامة له التى تعتبر من اهم حقوقه الانسانية ..

( الزيارات : 582 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *