اين نحن..

كلمات مضيئة..اين نحن .

ليست ثقافة المجتمعات واحدة , وهي تختلف بين مجتمع وآخر , وقد تختلف فى المجتمع الواحد بحسب البيئة الاجتماعية والقيم السائدة , متأثرة بعوامل تربوية ومؤثرات تاريخية , ومن الصعب على اي باحث ان يحكم على ما يراه بطريقة قاطعة , ولا بد من فهم خصوصية كل مجتمع ومكوناته , هناك ثقافات نمت وترسخت نتيجة واقع تاريخي معين , وهناك العامل الاهم فى تكوين ثقافة المجتمعات الاسلامية هو اثر الدين فى تكوين ثقافة هذه المجتمعات , ثقافة الاسلام هي الاكثر تاثيرا ورسوخا فى المجتمعات الاسلامية ولو تعددت انتماءاتها القومية او خصوصياتها التاريخية , هناك قدر كبير وهو الاكثر والاهم هو ثقافة الاسلام , هناك جانب عاطفى لا يمكن انكاره يجمع كل المجتمعات الاسلامية ويقرب ما بينها فى المحن والازمات , وبالرغم من كل التناقضات الحقيقية او المفتعلة وهي كثيرة,  فكل المجتمعات الاسلامية تواجه اليوم تحديا كبيرا وقد يكون تحديا وجوديا لتعميق التناقضات والخلافات واسهمت الدراسات الاستشراقية فى اكتشاف خصوصيات كل مجتمع وطبيعة التناقضات الثقافية والقومية والطائفية والمذهبية , ومعظم الدراسات الاستشراقية موجهة وتؤدى دورا فى استكشاف ذلك العالم الاسلامي من داخله كثقافة وشعوب , وهذه المجتمعات ولقرون مقبلة ستدفع ثمن هذه التناقضات فيما بينها , قد تنمو النزعات القومية بين الشعوب الاسلامية , وقد تكون الانقسامات الطائفية اكثر مما هي عليه , وقد تصغر رقعة العالم العربي ويشتد التضييق عليه الى ان يضعف تاثيره فى محيطه , ومن المؤكد انه  لن يسمح له بالتقارب والتعاون لكيلا يكون قوة مؤثرة , ما زال الغرب المسيحي ينظر بخوف وحذر الى ذلك العالم الاسلامى  الذى كان قوة مؤثرة وفاعلة , مقومات التعاون بين المجتمعات الاسلامية ممكنة ومؤثرة وفاعلة ولكنها ستظل بعيدة المنال من الناحية الواقعية , هناك رهان حقيقى على اضعاف هذه الكتلة من المجتمعات التى  يمكنها ان تتحكم فى محيطها , ما نراه اليوم من صراعات هو امر يجب توقعه , وهناك اختراقات اشد واقسى يمكنها ان تكون , لا خطر على شعوب هذه المنطقة فهي شديدة الوفاء لارضها شديدة التعلق بثقافتها ولكنها قد تواجه اخطارا تهدد امنها واستقرارها , النظام العالمى الجديد سيكون غربي النزعة عنصري التوجه ضيقا بكل من يتصدى له , سيظل هو الاقوي عسكريا والمتحكم اقتصديا والموجه ثقافيا والممسك بزمام الاعلام , لن تتمكن المجتمعات الاسلامية من تجاوز  حدودها المرسومة , وسوف تكون اكثر انشغالا بقضاياها واقل تقدما من غيرها وسوف تكون اقل استفادة من ثرواتها فى تطوير شعوبها باسباب التقدم العلمى ..

 كنت ارقب ما يجرى فى تلك المجتمعات على امتداد نصف قرن من الزمن , هناك تطلع مكبوت الى الافضل , وهناك تراجع فى ميادين كثيرة , لقد كثرت المدارس والجامعات وتراجع الوعي الوطنى وتعمقت النزاعات القومية والطائفية , لم نكن هكذا من قبل , كان المواطن يحلم بالافضل  ولكنه اليوم لم يعد يثق بالمستقبل ويخاف منه , كنا فى مرحلة الشروق واليوم نجد انفسنا فى مرحلة الغروب وننتظر الليل بخوف  , لم نكن هكذا من قبل , كنا نقاوم لاجل الاستقلال والحرية واليوم نفقد الكثير من مقومات الاستقلال , ثروة هذه المجتمعات تستنزف فى صراعات محلية بين شعوب المنطقة , اصبح التدخل فى امورنا امرا مطلوبا ومحمودا , اصبحنا نستعين بمن يطمع فينا  لحما يتنا من بعضنا , اصبحت كل شعوبنا خائفة من المستقبل , كانت هناك روابط ولو كانت ضعيفة وانقطعت واصبح الكل يخشى من الكل ,كنا امة واحدة متماسكة بعواطفنا ومواقفنا ولم نعد اليوم كما كنا , كنت اتساءل اين الخطأ فيما كنا فيه , ومن الذى تقع عليه مسؤولية ما نحن فيه , اين دور العقلاء والحكماء فيما يجرى اليوم , هم صامتون او معتزلون او معرضون او يائسون , فى الزحام لا تسمع كلمات الحكماء ولا العقلاء , المواطن الاعزل المستضعف يدفع اليوم ثمن ما يجرى , هذا المواطن هو المواطن والوطن وهو اكثر صدقا ومحبة لوطنه , انه ينزف دما فى كل مكان , لا اود ان اتهم فالكل مسؤول , الطرق المظلمة لا تقود الى نهايات سليمة , مازلنا نحلم بالافضل لشعوبنا , ايماننا ان الله تعالى لن يتخل عن شعبنا المستضعف الاعزل امام ما يجرى فى ارضه , فى تاريخنا الكثير من المحن والازمات  وظل شعبنا صامدا فى ارضه , لن نفقد الامل ابدا بالله تعالى , اهم ما فى المحنة انها تعلمنا الكثير مما نحتاج اليه , ندعو الله تعالى ان يتولانا بالرعاية والتسديد وان يشرح قلوبنا للخير ولما يحبه لنا وما يختاره لشعبنا ..   

 

 

 

 

 

 

( الزيارات : 588 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *