بديع الزمان النورسى

كلمة اليوم
مااروع الفكر عندما يرتقى باصحابه , وتكون الكلمة الصادقة مؤثرة وبانية ومنشئة للاجيال ومقنعة لمن تخاطبهم , فالكلمة هي اداة التغيير ولا حدود لاثرها فى التربية والتكوين , ما احوجنا اليوم الى تلك الكلمة وما احوجنا الى ذلك الرجل الذى ينهض بمجتمعه من خلال الكلمة العاقلة الصادقة المخلصة ..
تاملت فى حياة شخصية معاصرة كانت صادقة ومؤمنة فى حياتها وجهدها وقد احدثت تحولا فى حياة مجتمعها , لا اعرف الكثير عما كتبة السيد الشيخ بديع الزمان النورسى فى تركيا فى رسائل النور التى تركها لتلامذته ومحبيه وكانت هذه الرسائل هي هدية هذا الرجل وعطاؤه الى الجيل الذى جاء بعده , مازالت رسائل النور للنورسىية تضيء طريق الاجيال فى تركيا العلمانية متخطية كل الظروف والتحديات , وكانت هذه الرسائل تكبر كما تكبر الاجنة فى الارحام الى ان تبلغ كمالها وتخرج الى الحياة مكتملة الملامح جميلة القسمات ضاحكة مبشرة , لا احد فى تركيا لا يعرف بديع الزمان النورسى ورسائل النور , اجيال بعد اجيال جاءت متعاقبة تحمل فكر تلك الرسائل التى اضاءت الطريق وعبدت الدروب امام الاجيال , واسهمت فى تكويل جيل من المثقفين والمفكرين تابعوا الطريق بهمة ونشروا فى كل مكان اثرا من اثار شيخهم الذى غادرهم وترك لهم ذلك التراث من القيم والافكارفانطلقوا فى كل مكان يقيمون المدارس وينشؤون الجامعات ويعقدون المؤتمرات العلمية..
ما اروع الانسان عندما يحسن اختيار الطريق ويبنى لمن بعده منهج العمل الصالح الذى لا ينهض البناء الا به , عندما يخلص الانسان فى العمل لله لابد الا ان يجد الابواب مفتوحة له والقلوب منشرحة لكلمته , كم اتابع باعجاب جهد اؤلئك الرجال الذين كنت اصادفهم فى طريقى صدفة من اتباع ذلك الشيخ الصالح الذين تكاتفوا للتعريف بتراث الشيخ وفكره من خلا ل تاسيسهم للمدارس فى كل مكان فى تركيا وفى عدد من المدن الاوربية, وقد زرت احدى مدارسهم فى بروكسل واعجبت بالتنظيم المحكم والجدية التى تكفل لكل جهد ان يثمر اطيب الثمار.
تحية لهذه الكوكبة الصادقة المخلصة من المثقفين الاتراك الذين بنوا هذا الصرح الكبير فى بلدهم من المؤسسات العلمية, واوصيهم الا تشغلهم الدنيا عما هم فيه وان يتّحدوا وان يتضامنوا والا يختلفوا فيما بينهم فلا شيء اشد خطرا من الاختلاف المفضى الى الانقسام والضعف , ومن عمل لله وفى سبيل الله فالله ناصره لا محالة والله يرعاه ويتولى امره ويمكنه من تجاوز العقبات والتحديات..

( الزيارات : 779 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *