تأملات نقدية

كلمات مضيئة..تأملات نقدية

لا احد يمكنه ان يدعى ان ما يراه هو الحق  وان كل الاخرين على خطأ وضلال , هذه انانية ضيقة , كل احد يملك الحق الذى يملكه غيره , انت ترى وغيرك يرى , كل منكما يملك الحق في ان يصف ما يراه , لا احد يملك مالا يملكه غيره , اهل الاختصاص والخبرة هم اهل العلم بما يسألون عنه , ولا رأي لغيرهم فيما هو من اختصاصهم , اذا قام الدليل على انتفاء النزاهة والتقوى فهذا يكفى للطعن فى الحكم , اذا وقع التساوى فى العلم فلامجال للترجيح الا بدليل , التفاوت فى قدرات العقول وموازين الفهم لا يمكن التحكم فيه الا بالاحتكام لمعايير الفهم وموازين الاستدلال , التقوى لا تكفى للترجيح اذا انتفت الاهلية العلمية , العلم له موازينه العلمية عند اهل الاختصاص , اهل الرواية يعتمد عليهم فى صحة الرواية وليس فى استنباط الحكم منها , علم الاستدلال يحتاج لمن هو من اهل الاستدلال ممن يملكون ملكة الاستدلال , جهد العقول ليس واحدا ونتائجه ليست واحدة , اهل التقليد لا يحتج بما يقولون , لانهم ناقلون ومقلدون , ولا يصح التقليد من اهل العلم لانه تعطيل لدور العقل فى الفهم , لا احد يكلف بما لا طاقة له عليه , كل الاراء الفقهية من كل المذاهب والطوائف خاضعة لميزان واحد , وهو الدليل , فما قام الدليل عليه فهو الاصح الى ان يترجح غيره , لا شيء من جهد العقول لا يخضع للمعايير النقدية , ومن العدالة ان يقف الجميع امام العدالة من غير تميز او قداسة , فما قام الدليل عليه كان اولى بالصحة والقبول , ولكل عصر فقهه , ولكل مجتمع قضاياه , ومايلائم عصرا قد لا يلائم عصرا مختلفا عنه فى معاييره ومصالحه , لا شيء من جهد العقول لا يحتمل القبول  او عدمه , وعدم قبوله لا يعنى عدم صحته وانما يعنى عدم ملا ءمته فى تلك اللحظة,  فقد يتوقف العمل به كليا او مؤقتا لعدم الملاءمة , ما جرى تجاوزه من الاراء لا يعنى انها خطا , قد يكون استدلالها صحيحا ولكنها ليست ملائمة , اذن لا بد من ان يؤدى الحكم الاغراض التى جاء لاجل تحقيقها , مالا يحقق غرضه فلا يحتج به , ما اريد به تحقيق العدالة يؤخذ به لتحقيق العدالة , فاذا ادى الى ظلم فلا يؤخذ به , وما اريد به دفع ظلم فلا يؤخذ به ما دام يؤدى الى الظلم , فاذا اقتضت العدالة ان يكون فيؤخذ به تحقيقا للعدالة , وحديثنا عن جهد العقول من الاجتهادات والافكار والاقضية , لا بد من احترام المقاصد المرجوة , جهد العقول يعبر عن حاجات مجتمعه و, ويستانس به فى عصر لاحق , اذا ترجحت المصلحة فيه , علماء كل عصر مؤتمنون على قضايا عصرهم , فاذا ارادوا تقليد من كان قبلهم فهذا خيارهم , وعليهم ان يبررواتقصيرهم  مع ان التقصير لا يبرر , وتعطيل العقول عن فهم الخطاب الذى خوطبت به من الله لا يعبر عن التقوى والورع وانما يعبر عن تقصير فيما كلفت به , من خوطب فعليه ان يفهم ما خوطب به , ويستثنى من لا يملك اهلية التكليف كالصغار والمجانين , مناهج التعليم مؤتمنة على تكوين الملكات العلمية المؤهلة لفهم ما خوطبت به , النقل هو خطاب ومهمة العلماء ان يهتموا بثبوته , مالا يثبت فلا يحتج به اصلا , القران ثابت بيقين عن طريق التواتر , اما السنة فيجب الاهتمام بتوثيقها عن طريق الاسانيد اولا وصحة المتون ثانيا , المهم ان يثبت الخطاب انه خطاب تكليفى , اما عن طريق الوحي او السنة وهي بيان القران , ثم تكون الخطوة الثانية وهي فهم دلالة ذلك الخطاب , وما ذا يراد به , ومن هو المخاطب به و وما يتضمنه الخطاب من احكام ,  ومن الضرورى فهم علة الحكم لكي يمكن القياس عليه والحاق الفروع المستجدة باصولها , من الطبيعى ان تتعدد الدلالات وتختلف المناهج الاجتهادية , القداسة للنص وحده ويشمل البيان النبوى له , وما تجاوز ذلك فهو خاضع لمنهج النقد العلمى الذى يراد به التوصل الى الحق , جهد الفقهاء جميعا يخضع لمنهج النقد التأصيلى الذى يراد به التوصل الى ما يريده الله من تلك الاحكام , جهد العقول لا يمكن ان يكون مقدسا , فلا قداسة خارج الوحي والنبوة , هناك مناهج مختلفة تساعد على الفهم , مناهج اعتمدت الرواية او توسعت فى الاقيسة , لا بد من تلاقى المنهجين فى منهج واحد يعتمد الحجة والدليل ويحترم المقاصد المرجوة والمصالح الجماعية وتحقيق العدالة , الفقه الاسلامى واحد ولو تعددت مناهجه واتسعت فروعه , ولا بد من تضييق اسباب التباعد بين المناهج والبحث عن الادلة بعيدا عن التعصب وتحكم الصراعات الساسية , ولا بد من ايجاد هيئة علمية مختصة ومستقلة وبعيدة عن التوجيهات وتبحث عن الحق وتعتمد الدليل , ولا تخضع فى تكوينها ولا تمويلها لاية سلطة سياسية ويكون من فيها من اهل العلم والفهم والتقوى , وهذه امنية غالية قد تكون بعد زمن طويل عندما يتحرر مجتمعنا من الاوصياء عليه ويتحرر اهل العلم من الخوف والطمع والتبعية , تلك امنية قد تكون ولكن ليس الان , التحولات الكبيرة فى حياة الامم قد تحتاج الى قرون وليس الى عقود , عندما يتحرر الدين من الوصاية عليه سوف تبرز ملامحه الاصيلة كرسالة الهية ذات اهداف ايمانية وذات مقاصد اصلاحية واهمها ان تحترم  الحياة وان تتحقق العدالة وان تنتشر ثقافة انسانية تؤمن بالتكافل والتسامح والدفاع عن كل المستضعفين الصابرين , الحياة حق لكل الخلق فالفقر ليس قدرا فالثروات كبيرة ورزق الله كاف لكل خلقه , مائدة الله ممدودة وهي لكل الاسرة الكونية , لو اكتفى كل فرد بحاجته ولم يحمل معه شيئا لاكتفى الجميع ولما كان هناك جائع او محروم و لا احد فى ملك الله خارج الرعاية الالهية ولو كانوا من المذنبين .. ..

( الزيارات : 661 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *