تاملات فى النص القرانى

كنت استمتع بقراءة القران او سماعه كل صباح واجد نفسي مخاطبا به من الله تعالي كشأن كل المخاطبين به  ، وكل مكلف  في كل عصر ومجتمع مخاطب به ان يفهمه  ، لا احد من خلق الله خارج ذلك الخطاب الالهي. الداعي الي الايمان بالله. وحده لا شريك له  , لم يلد ولَم يولد ولَم يكن له كفوا احد ، وكنت اجد في. عموم ذلك الخطاب الانسجام  فى الدلالات والتكامل فى المعانى والدعوة الي الايمان بالله ، االاسلام كما فهمته من ذلك الخطاب القراني منهجية في الحياة تعتمد علي اصول ثلاثة :

اولا : إيمان بالله وحده ولا شريك له وكل الخلق عباده ، وهذا هو الركن الاهم في ذلك الخطاب وهو الذي. وقع التركيز عليه في معظم التوجيهات القرانية وبخاصة في المرحلة المكية ، وألمعاني الايمانية تستمد من عموم الخطاب وروحيته. الواضحة. ، ويجب ان يتجه التعليم والتكوين التربوي لتنمية هذا. المنطلق الايماني في شخصية الانسان ، واجد الكثير من القصور في بيان  هذا المعنى الذى كان الاهتمام به واضحا  فى معظم الايات القرانية  ، وبخاصة في الثقافة التربوية المتوارثة  وتعتبر ذلك من المسلمات الايمانية  في معايير التفاضل. الاجتماعي. ، الايمان هو الدعامة الاهم فى كيان المجتمع  التى يجب التركيز عليها  فى مجال التربية  , الايمان بالله  هو الجامع لكل المؤمنين , وبمقتضى هذا الايمان فلا قداسة لاحد من عباد الله , ولا شيء من اوصاف الالوهية الا لله , وهذا هو معنى التوحيد المطلق ,  لا احدد خارج البشرية والعبدية والتكليف  , لا احد يملك أي وصف  تخرجه عن العبدية ,القداسة لله وحده ولا شيء  يخرج الانسان من بشريته. بكل       خصائص البشرية   من حيث الغرائز والقدرات. بكل كمالها  ، وكل انسان مسخر لخدمة ما هو مكلف به ويملك اسبابه الظاهرة ، قضايا الايمان مصدرها. الوحي وطريقها النبوة كما جاءت. من غير تأويل يبعدها عن الحقيقة ، او تفسير يخرجها عن سياقها المراد بها. ولا يعتد بغيرها من جهد الانسان فيما خالفها مهما بلغت مكانة صاحبه في العلم والتقوي. ، والعقل هو المخاطب بها تكليفا ان. يعمل بمقتضاها  ولا يتجاوزها ، كل الاعراف الاجتماعية تخضع لمنهجية نقدية صادقة لكيلا يقع الانحراف عن المنهج الايماني الصحيح. كما جاء. من عند الله ، اما العبادات  فهي من. ثمرات  الايمان ، ومصدرها الاتباع لرسول الله من غير زيادة او اضافة ولًو بنية حسنة ، وتراث الاجيال يعبر عن جهد تلك المجتمعات في اغناء. المعرفة فيما ترجح لها انه الحق ، الجهد العقلي. الذي لا يضيف شيئا الى جهد السابقين  لاقيمة له ، العلم اداة المعرفة لاجل البحث عن الحق. وليس مجرد مهنة يقع التنافس فيها والتفاخر لاجل. الشهرة والمكانة الاجتماعية>

ثانيًا : احترام الحقوق الانسانية التى تسهم فى رقي الحياة عن طريق احترام الانسان  بطريقة عادلة لا ظلم فيها ولا تجاوز ولاعدوان ، لمنع الاختلاف فيها بدافع الانانية التي هي من خصوصية النفس ، وتلك مهمة الاحكام التفصيلية. لبيان ما يمكن ان يكون الخلاف فيه  من امر الحقوق التى تضمن السلام الاجتماعى  وتعبر عن سمو الانسانية ، ما يراد من ذلك هو المقاصد المرجوة وهي التي يجب التركيز عليها بالكيفية التي تلا ئم كل عصر وكل مجتمع ، المقاصد هي المرجوة والكيفيات متعددة ، المهم ان. يحقق كل حكم أهدافه التي أريدت به ، واهمها تحقيق العدالة في الحقوق. التى ارتبطت بها الحياة ، ومنع التفاضل والتمايز وكل صور العدوان ، ولكل مجتمع مفهومه لتلك العدالة ، ولا اجد العدالة في كثير مما يعتبره الانسان من العدالة ، عدالة الاقوباء ليست عدالة الا اذا تحققت بها العدالة بين العباد فيما كان من مطالب الحياة الضرورية ، واهمها العدالة في توزيع الاموال بالطريقة التي تعبر عن معني التكافل. الاناني. للدفاع عن الحياة

، كنت ابحث عن العدالة   واحاول ان افهمها من خلا ل التصور القرانى الذى يجعل الحياة امانة  ومسؤولية  , وعندنا انظر فى مفهوم العدالة كما هي فى مفاهيم المجتمع لم اكن  اجد العدالة في مفهوم الحقوق والملكيات. كما هي عليه في المعايير التي وضعها الانسان القانونية والاخلاقية ، لا عدالة خارج العدالة.الحقيقية  فيما يضمن الحياة ، لكل عباد الله في كل ما ضمنه الله لهم وسخره من اسباب ، كل ثروات. الطبيعة لخدمة

الحياة. ، ولا ملكية فردية خارج قيمة الجهد. ولا توارث خارج تلك الملكية العادلة. المشروعة ولا توارث لأموال الفساد التي تشمل كل كسب ارتبط بظلم او استغلال. فضلا عن الاغتصاب المعتمد علي القوة ، لا توارث الا في مال وقع التأكد من شرعية اكتسابه وشرعية ادخاره. ، ما كان ثمرة لجهد مجتمعه من الثروات فلا توارث فيه ، ويعود للمجتمع ، ولا يورث. ، فحقوق المجتمع لاتورث وتعود  للمجتمع نفسه كحق. اجتماعي يستفيد. منه. كل مجتمعه ويوزع بعدالة كملكية جماعية ينتفع بها ..

، ثالثا : اخلاقية سلوكية تعتمد علي مبادئ ثلاثة : تكافل. انساني للدفاع عن الحياة ، ورحمة في العلاقات الانسانية لا قسوة فيها ، وصفاء داخلي يجعل الانسان اكثر. سكينة واستقامة وادبا في. شخصيته ، لا اجد العدالة خارج المفهوم التكافلي لاسباب الرزق المسخرة للانسان ، ليس عدلا ان يكون هناك من يولد غنيا يملك الكثيرمن غير جهد  واخر يولد فقيرا ولا يملك شيئا , اين العدالة واين التنافس , التنافس بين فارس وماشي ليس عادلا ولا يبرر ولايحتج بالتفاوت الاجتماعى ، لا بد الا ان تكون البدايات عادلة لكي يكون التنافس في الحياة عادلا ومرضيا في كل الحقوق.,  واهمها. العدالة في التعليم كحق. يملكه الجميع ويمنح كفرصة للجميع بطريقة متساوية لكي يكون التنافس عادلا ، ليس الخلاف في شرعية التوارث  فالارث حق شرعي لانه ثمرة لقيمة الجهد , وانما الخلاف فيما يقع توارثه من الحقوق المشروعة ، ما كان خارج الشرعية التي تمثل العدالة بمفهومها المطلق فلا توارث فيه ويشمل كل ملكية ناتجة عن الفساد والاستغلال ، اهم خصوصية للانسان هي الشعور بالرحمة ، ولا انسانية خارج الرحمة. ، نحتاج الي تجديد صلتنا بالقران الكريم كمنهج هداية ربانية وان نعيد التأمل فيما يستفاد منه من المعاني والدلالات.،التى ارادها الله ان تكون هادية للانسان ,  ليس هناك معني معين كثمرة لجهد العقول. لا يخضع  للمناهج النقدية ،  هناك. دلالة.متجددة لكل خطاب . تعبر عن  الحالة الايمانية. التي يعيشها المخاطب بها. ، اللغة اداة لضبط الفهم ، اما الفهم فهو حالةً  ذهنية  تعبر. عن ذلك الانفعال المولد للفكرة  بما يحدث اثره في القلب من الخواطر .

( الزيارات : 442 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *