تاملات فى النفس والسلوك..

ذاكرة الايام..تاملات فى النفس
كنت كثير التامل فى قضايا النفس , وكنت احاول ان افسر السلوك الانسانى , كان البعض يظن اننى متخصص فى الدراسات النفسية والتربوية ولست كذلك ولكننى كنت اتأمل فى كثير من الظواهر النفسية وتابعت الكثير مما كتبه الفيلسوف الاسلامى مسكويه والامام الغزالى وكثير ممن اهتموا بالنفس والسلوك , وكنت ارى ان ميل النفس الى اللذات الغريزية كالطعام والشراب والملابس امر طبيعي وهو مما تالفه النفوس فى حال صحتها النفسية , الا ان ما تختاره النفوس من تلك اللذات هو ما يؤدى الى كمال النفس لا الى نقصانها , وهنا يبرز دور العقل فى حسن الاختيار لما يحتاجه من تلك اللذات , ميل النفس الى اللذات امر طبيعيي لانها امور ملذوذة ومطلوبة ومحبوبة , فالانسان بقوته الاولى الشهوانية يميل الى الشهوات وبقوته الثانية العقلية يختار من تلك اللذات ماهو ملائم له , النفس تميل الى اللذات وتانف ما هو منحرف منها مما يتنافى مع الاستقامة والكرامة , النفس السوية الصحيحة تحب الطعام النظيف وتشتاق الى الطعام الحلو اللذيد , هذه هي طبيعة النفوس الصحيحة , فاذا اعتادت النفس على الطعام المر فى مكان غير نظيف فهذا ليس من طبيعة النفوس الا اذا اعتادت ذلك والفته واصبح من عوائدها والعوائد غالبة ومسيطرة , , والانسان بطبيعته يحب الاخرين ويريد لهم الخير ويسعى فى اسعادهم فاذا وجدنا من يحب الشر والكراهية ويحقد على كل الاخرين فهذا دليل على مرض نفسي يدفع الانسان الى ذلك الشعور المرضى , الامراض النفسية هي ثمرة لاسباب احتماعية يعيشها المريض فى اسرته او فى مجتمعه , الكراهية هي ثمرة لاسباب عاشها صاحبها, واهمها الشعور بالظلم والاضطهاد فى الطفولة , لاحقد الا لوجود اسبابه ولا كراهية الا لوجود اسبابها , عندما تكون الاسباب فلابد الا ان تكون النتائج, التطرف مرض نفسي غير طبيعى ولا يمكن فهمه الا اذا عرفنا اسبابه المؤدية اليه , كل خلل فى النفس لا بد الا ان تكون له اسبابه , وما دامت الاسباب قائمة فالعوارض المرضية لا بد الا ان تكون , لا تتعبوا انفسكم فى علاج مرض ما دامت اسباب المرض قائمة , الحبوب المهدئة تخفف من الالام النفسية على المريض ولكنها لا تعالجه ابدا الى ان يترسخ المرض ويقوى ويصبح عصيا على العلاج , كل ظاهرة مرضية فهناك سبب لها , وهذا نسمية الخطا الافتراضى الذى لا يمكننا تصور المرض الابه , قد لا يكون مدركا او مرئيا ولكنه خطا لابد الا ان يكون , لا شيء يكون بغير اسبابه , قد يقول قائل هذا قضاء وقدر , ومن قال بان القضاء والقدر لا يبنى على اسباب قد تخفى احيانا وقد تكون مدركة , ارادة الله هي الاساس ولكن تلك الارادة الالهية لا تكون الا باسبابها التى قد لا تتوصل اليها العقول احيانا , ..مااحوجنا الى حسن الفهم لمعنى التدبير الالهي الخاضع لسنن الكون التى ارادها الله ان تكون ..الذين قالوا باسقاط التدبير لا يعنى اسقاط الاسباب ولكنها تعنى عجز الانسان عن الفهم لما اراده الله..

( الزيارات : 1٬492 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *