تراثنا الفقهي .زنظرة مستقبلية

كلمات مضيئة..تراثنا الفقهي ..نظرة مستقبلية

كنت ارى ان كل جيل مؤتمن على عصره , وهو مخاطب بما خوطبت به الاجيال السابقة , النص هو الذى لا يتجدد لان مصدره هوالله عن طريق الوحي , وماكان من عند الله فلا ياتيه الباطل , القرآن هو كلام الله , والسنة النبوية هي البيان لذلك النص , وماتجاوز ذلك فهو جهد العقول على امتداد العصور , وهو جهد يتجدد باستمرار لانه يعبر عن رؤية العقول لما تفهمه من تلك النصوص  بما يلا ئم مقاصدها ويعبر عنها ,  الخطاب واحد والمخاطب متجدد , ولكل مخاطب خصوصيته فى الفهم ومعاييره , ولا اقول كل جيل وانما اقول كل مخاطب هو المؤتمن على ماخوطب به  وهو اقدر الناس على فهم ما خوطب به  , من لا يحسن الفهم لقصور فيه يستشير من هو اعلم منه , لا وصاية لاحد على احد فيما يختاره لنفسهاو ما يترجح له  , النص واضح ويمكن لكل مخاطب ان يفهم المراد به , فما صعب عليه فهمه استعان بمن هو اقدر منه على فهم المراد , ما ترجح للجماعة انه اقرب للصواب اخذوا به , المجتمعات ليست واحدة , كل مجتمع يفهم المراد من النص بما يحقق مصالح ذلك المجتمع , المقاصد مدركة ويسيرة  ,  التوغل فى المعانى والدلالات يبعد المخاطب عن المعنى المراد , وينشغل بالوسائل عن الغايات , من احسن فهم الخطاب فهو العالم به , واهل الاختصاص اعلم باختصاصهم , ماكان من العبادات فيعتمد فيها على الدليل المبين , ولا اجتهاد مع الدليل , والبحث عن صحة الدليل من اختصاص اهل ذلك العلم , اذا ثبت الدليل فيؤخذ به , القران قطعي الثبوت , اما السنة فتحتاج الى توثيق اهل الاختصاص , ولا يثبت النص بالظن ابدا , ثبوت النص شرط لقبوله والاحتكام اليه  , اما دلالة النص فهي متجددة بما يلائم مقاصدها ويحقق غاياتها , غاية التفسير والتاويل ان يحقق النص مقاصده , والمقاصد واحدة وتتجدد مفاهيمها , العدالة مطلوبة وكل ما يؤدى اليها فهو مطلوب ومشروع , والظلم محرم ولكل عصر مفهومه للظلم فما رآه مجتمعه ظلما فهو من الظلم , والربا محرم وكل زيادة ادت الى ظلم واستغلال حاجة المستضعفين فهي من الربا , وكل ما ادى الى مصلحة فهو مشروع وكل ما ادى الى مفسدة فهو مذموم , ولا ينبغى ان تشغلنا الفروع عن الاصول , ولا ان نهتم باراء الفقهاء ونتجاهل النصوص التى اعتمدوا عليها , المخاطب هو الانسان بكل قدراته , والعقل هو مظنة الكمال فى الفهم بما يكفى للفهم , من حق الفقهاء ان يخوضوا فى الفروع والتطبيقات بما يعبر عن قضايا مجتمعهم , الانشغال بعلم الفقه عن حقيقة الفقه يبعد الفقه عن نصوصه , النص هو الاساس , وتعدد المناهج الفقهية  امر طبيعى وحتمي , لا احد من الفقهاء خارج الاسرة الفقهية , الثروة الفقهية ليست لفريق او طائفة , وانما هي لكل من شارك فى اثراء الفقه بجهده , ليست هناك مذاهب وانما هناك مناهج ومدارس للفهم , ولكل طريقته ودليله , ماكان خارج السرب فيناقش بما انفرد به من خلال منهج علمي وليس من خلال منهج اقصائى , الدليل هو المرجح , وفقهاء كل عصر هم المعتمدون فى فهم النص لانهم هم المخاطبون به , كل من خوطب فله الحق فى فهم ما خوطب به , لا عبرة لرأي غير اهل الاختصاص فيما هم اعلم به , ولا يحتج به لعدم الاختصاص , لكل مهنة فقهاؤها الذين يحسنون فهم خباياها واسرارها , التجار والصناعيون والاطباء والمهندسون  والخدمات العامة , يحترم رأي هؤلاء ومعاييرهم ويؤخذ منها ماهو اعدل وافضل واصلح ,  ما يراه مجتمعه ظلما من المعاملات فيعتبر من الظلم وما رأوا فيه المصلحة فيحترم رأيهم فيه , ورأي الجماعة يلزم من قال به ولا يلزم غيرهم الا اذا اعتمد كقانون ملزم من جهة تملك الحق فى الالزام , الفتوى الجماعية اذا اعتمدت كانت ملزمة , ولا يعتد بالفتوى الفردية الا اذا اعتمدت وترجحت المصلحة فيها , والقضاء فى كل مجتمع يأخذ بماكان معتمدا لديه , ولا يحتج باجتهاد على اجتهاد , والاجتهاد الاحدث اولى بالقبول ما لم يترجح خلافه , والتقليد ظاهرة سلبية ولا تصح من العلماء وتقبل من العامة , والاجتهاد عابر لكل الحدود ومعياره الدليل والحجة والمصلحة , المذهبية والطائفية هي ظاهرة ولها اسباب سياسية , ولا بد من وجود مؤسسة خاصة بالدراسات والبحوث والفتاوى والاجتهادات والنوازل تضم كبار اهل العلم , وتكون مستقلة ولها كامل الحرية , ويكون اهلها من العلم والتقوى معا  والا تكون عليهم اية وصاية فيما يفعلون , ولا بد من تجاوز مانحن فيه , الى منهجية جديدة تعبر عن تطلع مجتمعنا الاسلامى الى ماهو افضل , وسوف نصل فى النهاية الى فهم اعمق لمدى التلازم  بين الفقه والمجتمع  فيما هو فيه , ان لم نحسن الفهم فسوف تزداد عزلة فقهنا عن قضايانا المتجددة , لسنا اليوم فى الوضع الافضل  لكي ندافع عنه او نبرره , رحلة التجديد لا بد الا ان تتواصل , التجديد فى المناهج والمعايير وفى فهمنا لرسالة الدين فى الحياة , الدين رسالة متجددة لاتتوقف , عندما نرتقى فكريا وثقافيا يرتقى فهمنا لتلك الرسالة الانسانية . .

( الزيارات : 464 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *