تعالوا نفكر اكثر ..

 كلمات مضيئة..تعالوا نفكر اكثر.

عندما نتامل فى فكرة التكايف الالهي للانسان نفهم منها ان الله تعالى قد كرم ذلك الانسان واناط به مهمة الاختياروالقرار , فلا احد فى الكون هو اولى من ذلك الانسان الذى اناط الله مهمة الفهم عن الله , والتكليف ليس لجنس الانسان على وجه الاجمال وانما هو تكليف لكل فرد عما يختار ويفعل , فلا احد يملك حق الوصاية على الانسان فيما يختار , فهو مخاطب بطريقة مباشرة وقد زوده الله باداة التمييز وهو العقل , ويجب عليه ان يفكر بنفسه وان يستخدم عقله وان يجتهد فى كل امر من اموره , فيما يعلم وفيما لا يعلم , فما يعلمه فهو قادر عليه ,  وفيما لا يعلم فعليه ان يتعلم ويستشير ويسال اهل العلم ثم يختار فيما ترجح له انه الحق او الاقرب الى الحق , وهذا هي مسؤوليته  الاجتهاد هو استعمال العقل والتامل العقلى  للتوصل الى الحق , عندما تقلد غيرك ولو كنت واثقا منه فقد اخطات لانك انت المكلف , الاعلم منك والاكبر منك والافهم منك ليس له وصاية عليك وليس هو انت , انت انت , انت المخاطب والمطلف  ولا احد يحمل عنك تلك المسؤولية , ان تجتهد وتخطئ فهذا حق لك  ولك اجر الباحثين عن الحق و  وعندما تقلد غيرك فانت مسؤول عن فعلك ولا عذر لك فيما اخطات فيه , لا يمكن عقلا ان يكلفك الله بامر وانت لا تحسن فهمه ولست قادرا عليه, ومهمة الانسان ان يبحث عن الحق , والانسان يدرك بفطرته  الحق , ولا احد لا يملك  تلك القوة التى يملكها الانسان فى اعماقه , بفطرته او عقله او بروحه التى هي فى كيانه , الخطاب الالهي متجدد لكل جيل ولكل فرد ولا يتوقف الخطاب لحظة واحدة , فلا احد يملك حق الوصاية على الانسان فيما يقرره من افعاله الارادية , التفكير منهج اسلامى وهو واجب دينى وانسانى , والاجتهاد هم منهج العقلاء للبحث عن الحق , عندما تسأل من هو اعلم منك فانت مجتهد وباحث عن الحق  ولست مقلدا , اختر من ترجح له ولا تلغ ذاتك , مهمة التربية ان تسهم فى تكوين جيل يحسن التفكير ويثق بما يفكر فيه , الانسان مكرم بما اكرمه الله به من ذلك العقل الذى زوده الله به , والعقل لا يعمل بمعزل عن الاجساد الظاهرة وهو متاثر بما يملكه من قوة خفية تحركه وتوجهه , هماك قوة روحية ليست هي الاجساد وليست هي  العقول وحدها  , تلك القوة هي التى توجه صاحب الانسان  الى ما يختاره , اذا صفت  النفوس ارتقت , واذا حسنت ازهرت , واذا تأثرت بمحيطها الفاسد انحرفت , التكليف الالهي لذلك الانسان بجسده الظاهر ولعقله المميز ولنفسه ببعدها الغريزى وامتدادها الروحانى , عندما نستخدم عقولنا فسوف نختار ما نراه الحق , وعندما نقلد فقد عطلنا كل ما نملكه من المعانى والقدرات التى نملكها , عندما نعطل قدرتنا على التفكير فمن الطبيعى ان نتخلف ونتراجع , التفكير فضيلة وعدم التفكير رزيلة , عندما يتحكم الظلام يعتاده الناس وعندئذ يخشون  من النور لانه سياتى لهم بما يكرهون مما اعتادوا عليه , من خوطب فعليه ان ينصت اولا ثم يتامل فيما خوطب به ثم يجتهد فى اختيار المعنى المراد , لا عذر لمقلد ابدا وليس هناك من هو اقدر منك على فهم ما ينفعك , انصت لكل ما تسمعه واستشر اهل الاختصاص والعلم ثم خذ بما ترجح لك , ما اشد جهل الانسان وهو يقبل الوصاية عليه فى امره , لا احد سيحمل عنك اعباءك , ليس من المهم ان تصل الى اليقين فذلك امر من عطاء الله فمن طبيعة العقل ان يتامل ويفكر , مالا تراه بقدراتك الحسية من امور الغيب فلا تشغل نفسك به فهي مما امرت بالايمان به كما سمعته , تمنيت لو ان مناهجنا التربوية والتعليمية تحرص على تكوين تلك المنهجية التى تنطلق من منطلق التكليف الالهي , ورفض منهج التقليد والاتكاء على الغير , والايمان بالله تعالى يقوى صلة العبد بربه ويشعر الانسان ان الله تعالى هو الذى يلهمه رشده فيما يوجهه اليه , اليقين الناتج عن الجهل ليس كاليقين الناتج عن التامل والفهم وهو اليقين الذى يورق ويزهر فى قلوب المؤمنين ذلك النور الذي يكرم الله به من شاء من عباده , عندما نفكر نفهم اكثر ونقترب من الله وندرك عظمته فى العباد خلقا وتنوعا وحكمة وجلالا , نريد  النهوض ولن ننهض الا اذا اردنا النهوض , فالارادة تولد العزم والعزم هو مولد الحركة الانسانية ..

( الزيارات : 562 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *