تعلم من الآخرين

ذاكرة الايام..تعلم من الآخرين
مازلت اتعلَّم الكثير من ذكريات الماضى وأحداثه ، كل موقف يمر بك يمكنه ان يكون مصدرا لمعرفتك ، وكل حكاية من حكايات الماضى تعلمك وتلهمك وتدلك على الطريق ، كنت اتتبع جيدا ما أراه امامى من المشاهد اليومية ، واختزن كل ذلك فى ذاكرتى ، وفجأة اجد كل ما اختزنته مدخرا فى حسابى اتعلَّم منه ، لا يمكننا ان نتوقف ، فمادامت المسيرة مستمرة فلا يمكننا ان نتوقف عن السير ، ليس المهم ان تكون فى البداية او النهاية ، الكل راضٍ بموقعه ، ولا خيار له الا ان يقبل به راضيا او كارها ، تعلمت الكثير من الحياة ، ومن حياة الآخرين ، تعلمت ان نكون اكثر صدقا مع أنفسنا وان يكون حوارنا الداخلى صادقا وصريحا ، لا احد يكذب على نفسه ، انت الوحيد الذى يمكنك تن تكتشف الخطأ الذى وقعت فيه ، قد لأتعرف به ، ولكن لا يمكن ان تتجاهله ، تذكرت ذلك اليوم الذى التقيت فيه بصديق لى على مائدة عشاء ، كان الرجل فى اعلى المناصب ، ثم انتهى كل شيء ، اخطأ واصاب ، وكانت اخطاؤه اكثر من صوابه ، كان غضوبا منفعلا ثائرا ، سألته بعفوية وصدق ، عن تجربته فى الحياة ، هل اخطأت فى قرار اتخذته او خطوة قمت بها او موقف من المواقف ، قال لى بانفعال ، لا ، لم أخطئ ابدا ، مافعلتَ كان هو الصواب ، ولو عدت الى ماكنت فيه فسوف افعل ما فعلت ، كان الرجل صادقا فى لهجته ، قلت فى نفسى : قد يكون على حق فيما قال ، رأيت كثيرا من الرجال لا يتراجعون ولو أخطؤوا ويظنون انهم على حق دائما ، تعلمت من هذا الحوار ان نلتمس العذر لكل احد فيما اختار لنفسه ، بعض الناس يحاسبون أنفسهم باستمرار ، كنت أقول لنفسي ، لست على حق دائما ، كنت اكتشف اخطائى واعترف أننى اخطأت كثيرا فى مواقف وسلوكيات وقرارات ، ليس عيبا ان نخطئ ، عندما لانعترف بالخطأ نخطئ مع أنفسنااولا ، لا احد لا يخطئ ، عندما تعترف بالخطأ تصلحه ، اما من لا يخطئ فسوف يدفع ثمن ذلك الخطأ باستمرار ، دعونا نتأمل ، والتأمل هو الذى يجعلنا نكتشف الحقيقة ، العناد فى المواقف ليس فضيلة وليس قوة ، القوي حقا هو الذى يعود الى الحق عندما يكتشفه وهذا هو الاقوى ، كن قويا عندما يسيطر الغضب عليك ولاتدع غضبك يبعدك عن إنسانيتك الراقية ، لن تكون اقرب الى الله الا بخلقك وعملك الصالح ، افعل مافيه الخير ، العدالة ليست اقوى من الرحمة ، كن رحيما واجعل العدالة وسيلتك لكي تكون اكثر رحمة بالمستضعفين..

( الزيارات : 2٬523 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *