تميز الانسان بالقوة الفكرية..

كلمة اليوم
يشترك الانسان مع الحيوان فى قوتين من قواه , ويتميز عن الحيوان بقوة ثالثة يملكها الانسان ولا يملكها الحيوان , يملك الانسان والحيوان معا قوة الشهوة التى يطلب بها ما يريد من طعام وشراب وجنس , وقوة الغضب التى يحمى بها وجوده ضد من يعتدى عليه , وينفرد الانسان عن الحيوان بقوة ثالثة يملكها الانسان ولا يملكها الحيوان وهي قوة الفكر والعقل التى تمكنه من حسن الاختيار وسداد القرار , وبهذه القوة الثالثة تميز الانسان وكان بها التكليف , والعقل : قوة تبتدئ صغيرة ثم تكمل بالتجربة والتعلم , وكلما نمت تجربة الانسان وعلمه بما حوله كان اقدر على الفهم والاختيار , الناس ليسوا سواء فى هذه القوة العقلية والفكرية وهم متفاوتون بها , والتفاوت سر جمال الحياة , ولولاه لكان الانسان مماثلا للانسان الآخر , الاجتهاد هو جهد انسانى غايته التوصل الى الحق , اجتهادك يختلف عن اجتهاد غيرك لان القوة التى يفكر بها الانسان ليست متماثلة , انت على حق والآخر على حق ايضا , لا تكن وصيا عليه فيما يراه , الوصاية على الصغار وفاقدى الاهلية فقط , اما الكبار فهم مسؤولون ومكلفون ومخاطبون ومؤتمنون على ما خوطبوا به , مهمة الدين انه يعلم الانسان الثوابت الاساسية التى يحتاج اليها فى مجالات ثلاثة : كمال الايمان بالله وعدالة الحقوق ورقي السلوك , مهمة العقل الانسانى ان يفهم الخطاب الالهي ولا يخالفه , ثم يحسن الفهم لما يحتاجه من مصالح وان يحترم مصالح الآخرين , كل ما تجاوز الثوابت فهو من جهد الانسان , كل الانظمة والافكار ترتبط بجهد الانسان واختياره , ما رآه نافعا له ومفيدا أخذ به وما رآه ضارا به تركه واهمله , التجديد حتمي ولا بد منه لكي تتجدد الحياة به , مارآه جيل انه صالح له قد لا يراه جيل آخر , ما احترم ثوابت الدين من الانظمة والافكار فهو فى موطن القبول وما خالف ثوابت الدين كليا او جزئيا فى المقاصد والاحكام فلا يعتبر من الدين , وهناك امران يحرمهما الدين ولا يقرهما فى اي شكل من الاشكال هما الشرك بالله وظلم الانسان , الظلم واحد وان تعددت اشكاله ومظاهره , وما انتشر الظلم فى مجتمع الا انهكه واتعبه واشقاه , وقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما فمن تحدى الله بظلم اذله الله بظلمه , نصر الله لايكون الا اذا توفقت المظالم وعمت الرحمة وارتفت راية الله التى لاشرك فيها ولا ظلم للانسان ..

( الزيارات : 1٬005 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *