ثمرة العلم حسن الفهم

كلمات مضيئة..ثمرة العلم حسن الفهم

يراد بالعلم  اثره الذي يتركه في شخصية صاحبه  وفكره. ، ويجعله اكثر قدرة علي فهم الحياة بكل قضاياها والقدرة علي التعامل معها. بما يضمن سلامة الاختيار والقرار، العلم لبس مجموعة معارف مكدسة في الذهن كمحفوظات في مستودع ، لبس هذا هو العلم ، ما يراد  بالعلم هو الثمرة المرجوة من تلك المعارف. المكتسبة من العلم ، وهو حسُن الفهم لرسالة الحياة كما ارادها الله ، الحياة لاجل الحياة لكي تكون احدي اهم التجليات الالهية في كوكبنا الصغير الذي استخلف الله الانسان عليه لكي يعبد.فيه ، العلم لا يراد لذات العلم كمجموعة. معارف متناثرة من الافكار والاعلام والكتب ، وانما يراد لكي تكون به الحياة اكثر جمالا وكمالا بفضل ذلك العلم ، الانسان هو واحد من خلق الله المتعدد المتنوع. في البر والبحر والفضاء ، ولكل جنس مما خلقه الله. خصوصيته الذاتية وحياته والقوي التي توجهه لكي يؤدي مهمته التي خلق لاجلها. ، والكل مسخر لذلك الانسان ، والانسان المخاطب من الله هو المكلف والمؤتمن والمستخلف ، والانسانية مرتبة في الوجود الكلى ولا تتحقق الا بكمالها من خلال القوي الثلاث التي يملكها ذلك الانسان ، وهي القوة الغريزية والقوة العقلية والقوة الروحية التي تعمل بانسجام وتوازن ، وكلها قوة كمال ولا يمكن الاستغناء عن اية قوة من تلك القوي الضرورية لكمال الحياة ، لا انسانية خارج ذلك التكوين الثلاثي الضروري للحياة ، اذا تغلبت قوة علي قوة وقع الخلل فى الفكر والسلوك ، وهذا هو سبب الخلل الذي تعيشه الاسرة الكونية والازمات المتعاقبة الناتجة عن سيطرة احدي القوي علي الانسان ، القوة الغريزية هي الاهم والاقوي رسوخا في الانسان وهي موجودة في الحيوان ايضا ، ولكنها في الانسان اكثر قوة واشد طغيانا. ، القوة الشهوانية اذا طغت ولدت الطمع والجشع والنهم ، وكل الشرور ناتجة عن تلك الاوصاف ، والقوة الغضبية اذا تمكنت. من الانسان افقدته كل مشاعره الانسانية ، ويكون بتلك الصفة حاقدا ويكبر الحقد في داخله الي ان يفقد كل خصائصه ومشاعره الانسانية ، القوة الغريزية فطرية وتولد كاملة في الانسان منذ ولادته وتكون معتدلة ، وتنمو بطريقة منحرفة في حالتين : اولا : حياة الترف. المؤدي الي السفه وتلك محنة. حضارة اليَوْمَ التي يكثر السفه فيها وتنمو الطبقية الاجتماعية والشعور بالتميز الناتج عن ذلك التفاضل في موازين العدالة ،

وثانيا : الشعور بالظلم المؤدي الي الاحتقان والانتقام ، وهوالنتيجة الحتمية لتلك الطبقية المرضية المولدة لسلوك السفه المستفز للمشاعر ، مجتمع الترف هو المنتج لسلوك السفه وبخاصة الترف الناتج. عن الاستغلال والاغتصاب والظلم ، والسفه الناتج عن الترف اقرب طريق الي تنمية مشاعر الحقد الاجتماعي التي تهدد الحياة بازمات متعاقبة من الصراعات الطبقية ، وكل صراع طبقي محسوم النتائج لصالح. الطبقات الاجتماعية التي تدافع عن حقوقها التى منحها الله لها , وهي الاقدر علي المقاومة. والتضحية ، اما القوة العقلية فتنمو عن طريق التجربة الانسانية اولا والعلم الناتج عن تجارب الاخرين كثمرة لجهودهم ثانيا ، العلم الذي لا يضيف شيئا لا قيمة له في مجتمعه ولا يعتد به ويفقد هيبته في مجتمعه ، وهو كمقتنيات ثمينة في مستودع مغلق لا احد يشعربها او ككنز مدخر في حفرة لا احد يعلم عنه شيئا ، كل شيئ يقتني لاجل اثره. وما يستفاد منه ، وما لا اثر له فلا حاجة اليه ، وغاية العلم ان يكون مطية صاحبه لحسن الفهم. ورقي معايير التفاضل فى القيم ، ما يحفظ من المعارف والعلوم يراد لاثره في كمال الفهم لمعني الحرية الفردية التي يجب ان تُمارس في ظل الفضيلة الاجتماعية التي تحترم فيها. حقوق الحياة لكل الاخرين ، كل شيئ يراد لاثره ، العبادة تراد لاثرها في صفاء القلوب ، والعلم يراد لاثره في اتساع الفهم ، والمال يراد لتلبية حاجات صاحبه ، العلم ادخار لاجل ان تنفق منه عندما تحتاجه ، من كسب المال ولَم ينفقه لشراء طعامه عاش جائعا ، وهنا تبرز اهمية القوة الثالثة وهي القوة الروحية التي تحدث ذلك التوازن النفسي ، لتحقيق هدفين الاول : كبح جماح الغرائز الشهوانية والغضبية عن طريق المجاهدات الروحية ، وهي التي تميز الانسان عن الحيوان والهدف الثانى :تنمية القيم الروحية ومحبة الخير والرحمة من منطلق ايمانى لان الله تعالى يحب ذلك ويثيب عليه  ، الانسان يمسك بزمام نفسه فلا بندفع.عندما يسمع نداء غريزته الشهوانية أوالغضبية ، القوة الروحية هي اهم صفة في الانسان وهي مصدر العواطف والمشاعر كالرحمة والمحبة. التي تنمي الشعور بالتكافل للدفاع عن الحياة ، وتحتاج القوة الروحية لتنمية مستمرة. وهي كالزرع في ارض خصبة يحتاج الي سقاية مستمرة وتغذية دائمة لكيلا تصفر اوراق الخير في القلب ويزول بريقها ،فيفقد الانسان انسانيته ويكون اكثر قسوة وحقدا وانانية ، و مهمة الدين في حياة الانسان مايلي اولا : ان يغذي القيم الروحية عن طريق التربية الايمانية التي تشعر الانسان بمسؤوليته امام الله عن اعماله فلا يظلم ولا يعتدي ،

وثانيا : ان يبين له حقوقه. وان يدعوه للالتزام بها عن طريق الشريعة الالهية التي ارادها الله هادية للانسان ، وكل مجتمع مخاطب ان يلتزم بها بالكيفية التي تتحقق بها اغراضها المرجوة ، وكل مجتمع يختار طريقه الذي يراه موصلا لتلك الغايات ، والقوة الروحية هي القوةالتي تحدث التوازن الداخلي في الانسان لكي يعبر عن انسانيته. بكل ماتتضمنه من. المواقف والعواطف التي. تخفف من الانانية الفردية ، القوة الروحية قوة فطرية واصيلة ، وهي مصدر الخير في الانسان ، وهي القوة التي تميز بها الانسان المستخلف ، ويجب ان يتجه الاهتمام لتنمية تلك القوة وتحريرها من الجهلة الذين ارادوها. شعارا بغير دلالة ، وسلوكا خارج المعايير العقلية , ولا اجد الروحية خارج. التكليف الشرعي المنضبط والملتزم والمعبر عن فهم اعمق للحياة من منطلق التكامل والتكافل للدفاع عن الحياة. ،

 

( الزيارات : 580 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *