حلب اليوم جريحة..حزينة..مكسورة الخاطر..

حلب اليوم جريحة..حزينة..مكسورة الخاطر..

رجالها في بيوتهم غاضبون..يخفون دموعهم على شهدائهم , ورجال حلب إذا ظلموا لا يبكون ..وإذا قهروا لايستسلمون.. نساءها من خلف نوافذهم المغلقة يستغيثون ويبكون ..شوارعها خالية ..وأشجارها ذابلة ..وأبنيتها الشامخة حزينة ..

مائة شاب وشابة هم ثروة الوطن وأزهار متفتحة في ربيع العمر يقتلون ظلماً وغدراً وعدواناً ..ما أجبن من فعل ذلك…اليوم شبابنا في الجامعات ,وغداً شيوخنا في المساجد , وبعد غد أطفالنا في المدارس..

ليس المهم أن ننشغل بمن قتلهم عمن تسبب في قتلهم ..ومن المهم أن نتساءل عمن قاد البلد إلى هذه المحنة والدماء والخراب..

استئثار بالسلطة واستبداد مذموم وطغيان تجاوز كل الحدود .. أربعون عاماً من الظلم والخوف والفساد والاستبداد..

هذا الواقع هو الذي قاد البلد إلى ما هي فيه..الظلم مهما طال لا يمكن أن يدوم..مطالبات مشروعة وتظاهرات سلمية لو أنصت النظام لها في البداية لما وصلت بلدنا إلى هذه النهاية… واجهتها سياسات قمعية قاسية مستفزة..وأساليب بدائية اعتاد عليها النظام ..لقد دفعه الخوف منها إلى استخدام العنف معها ..

بدأ العنف من النظام عندما ارتكب جريمة لم يرتكبها نظام استبدادي من قبل عندما سلح جزءاً من الشعب لكي يذل ويخيف به كل الغاضبين ويعتدى به على كرامة المواطن في المساجد والمدارس والأسواق..

ما أسوأ هذا القرار وما أقساه ..وما أكثر غباء من فكروا فيه..

الشعوب إذا استفزت في كرامتها غضبت وثارت ..لوكان مايجري في سوريا مجرد عصابات ثائرة لما كانت ثورة الغضب في كل مدينة وقرية وفي كل شارع وحي ومسجد..شعب سوريا ليس عصابات..

العنف الأول لابد إلا أن يولد العنف المضاد للدفاع عن النفس.. إذا أردتم أن تفهموا ما يجري في سوريا ابحثوا عن الأسباب الحقيقية لهذه الثورة.. الخوف كان يخفي ما في النفوس من توتر وانفعال وشعور بالإذلال وغضب مكبوت..كانت كل القرارات تتخذ والشعب غائب ,ومهمته التصفيق لكل قرار ..

( الزيارات : 869 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *