خاطرة الصباح
كنت عندما اصحو صباحا اجد نفسي كطفل لا يجد ما يفكر غيه ، وتشغله قضاياه الصغيرة ، لا تستقر له خاطرةً ، و لا تستقيم له فكرة ، وكنت ابحث في الزوايا الخفية التى تختزن فيها الاسرار فلا اجد شيئا مما يشغلني ويثير اهتمامي. ، وكإنني بلا هوية ولا انتماء ، وكنت ابدأ صباحي بسماع ايات من القران الكريم لعلى اجد ذلك الدفء الذى كنت احتاجه ليوم جديد ، وكنت انصت باهتمام الى ايات من كلام الله واستغرق فيما اسمعه الى درجة لا اشعر فيها. بما يجري من حولي ، وكانني اسمعه لاول مرة وينتابنى شعور كأننى المخاطب به من الله تعالي والمكلف به . وانا المعني به ، خطاب الله موجه لكل عباده ، كنت اريد ان اعيشه بنفسي , وافهمه بنفسي كما يترجح لي انه المراد به ، لم تكن تعنيني كل تفاسير المفسرين ولا تأويل من انفردوا بالتاويل ، كنت اريد ان افهم بنفسي ولنفسي وبحسب. قدراتي المحدودة كمخاطب به ومكلف ومؤتمن، وكنت ارى الحق فيما ترجح لي من معانيه ودلالاته ولم اكن اريد اكثر ممايترجح لي أيه المراد ، لست مكلفا باكثر مما افهمه بنفسي ، واصبحت اضيق بتفسير المفسرين ولا يعنينى ما يقولون الا اذا ترجح لى تفسيرهم ، وعندما احتاج لفهم. امر غامض كنت ارجع لمصدرمعتمد يمدني بالجواب والتوضيح ، وبخاصة معانى بعض الالفاظ اللغوية واسباب النزول ، كنت أكتفي بما افهمه ولا أريد اكثر من ذلك، دلالات الخطاب القرآني واضحة وكافية ، ويمكن ان يدركها كل مخاطب بها ولو كان قليل العلم ، كل انسان يفهم مراد الله كما جاء من عند الله ، لا احد يكلف بمالا يطيق ، خطاب الله لكل عباده، وليس للنخبة منهم دون غيرهم ، خطاب الله يفهم بروحيته المستمدة منه من الدلالات اللفظية ومن القرائن ، لكي يفهمه المخاطب به ولو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وقد يفهمه ذلك الذى انار الله قلبه بطريقة افضل من اهل العلم والدراية من المفسرين ، اعترف انني لم افهم القران الكريم بعقلي المجرد من خلال دلالة الفاظه الا بفهم تلك الروحية ، كنت اجد اثر ذلك المعنى في قلبي ووجداني ، بعد ذلك ينتابنى شعور جديد .واجد نفسي من غيرتكلف امسك بقلمى واعبر ععما ينتابنى فى تلك للحظة من المشاعر والانفعالات كنت اريد ان اعبر عما في نفسي. ، فكرة لم اكن افمر فيها اجدها نلح علي وتقف على الباب. كزائر يقتحم مجلسك , وكنت اتجاهل تلك الفكرة , وأمضي بعيدا عنها , وتعود منً جديد , واجد نفسي خاضعا لها ومستسلما ،واكتب تلك الفكرة التي تعبر عن زمانها ومكانها كما هي فى لحظة التأمل ، لا ادعي انها هي الحقيقة المطلقةً , انها مجرد خاطرة تعبر عن تلك اللحظة ، افكارنا هي سجل لما نحن فيه ، انها تمثلنا ، ترتقي برقي شخصيتنا واهتمامنا وتنحدر بانحدار ما نحن فيه ، كم هي جميلة تلك اللحظات التى التاملية التى نكتب فيها مشاعرنا الذاتية ونكون فيها صادقين مع انفسنا , نكتب ما نؤمن به ونصف ما نراه كما نراه , كل الاشياء لها وجود ذاتى مادى واحد لا يتعدد يعبر عنها كحقيقة كونية , ولها تصور فى الذهن متعدد ومتجدد يختلف باختلاف صاحبه وما هو عليه فى تلك اللحظة , الخطاب واحد والمخاطب به متعدد ومتجدد , وبهذه الخصوصية يتجدد الفكر لكي يواكب مسيرة الانسان فى رحلته من النقص نحو الكما
اترك تعليقاً