خصوصية الزمان والمكان فى الاجتهاد

كلمة اليوم
من ابرز اسباب التخلف الفكرى والثقافى اننا نتجاهل خصوصية القضايا التى نعيشها ، واهم خصوصية لكل مسألة هو خصوصية زمانها ومكانها وما يحيط بها ، فمن اغفل الزمان والمكان فلا يمكنه ان يفهم القضية بشكل حقيقي ، والانسان هو وليد عصره ومتأثر لا محالة بزمانه ومكانه وهو نتاج واقعه الخاص به وما يصدر عنه من افكار واجتهادات ، وهو متأثر بهذه الخصوصيات ، ولهذا فاننا عندما ندرس حياة شخصية من الشخصيات ندرس زمنه ونعرف عصره ونحيط بمن اسهم فى تكوينه من اساتذته وما ارتبطت به ضخصيته من احداث ومؤثرات تربوية ونفسية ، كلما توسعنا فى دراسة عوامل تكوين الانسان كنا اقدر على فهم مواقفه وافكاره التى هي نتاج كل تلك المكونات ، كل فكر هو نتاج واقع معين اعطى لذلك الفكر ملامحه ، والفكر الذى لا يعبر عن عصره لا ينتمى لذلك العصر ، فلا قيمة له ولا يمكنه ان يضيف شيئا ، لا بد للفكر الا ان يرتبط بزمانه ومكانه لكي يكون مفيدا ونافعا ، كل اجتهاد فقهي لا يمكنه ان يتجاهل خصوصية عصره ، وهو امر لا يمكن انكاره او تجاهله ، التراث الانسانى هو ترجمة لتطور الاجيال المتعاقبة التى اسهمت فى تكوين ملامح ما اضافته من عطائها ، اذا اغفلنا دور الزمان والمكان فقد اغفلنا اهم ركن فى فهم النتاج العقلى ، كل جيل مخاطب بقضاياه ولا وصاية عليه فيما يراه صالحا له ، فما يراه حسنا له فهو حسن الى ان يرى قبحه ، وما يراه قبيحا فهو قبيح الى ان يرى خلاف ذلك ، ولهذا كان الاجماع ملزما ومعتبرا لانه يحترم رؤ ية جيل لما يراه مناسبا له .

( الزيارات : 1٬041 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *