دار الحديث الحسنية فى مجلس الملك

الدرس الحسني الرابع

أقبل شهر رمضان سريعاً، وبدأت الدروس الحسينية، وافتتح رئيس علماء المغرب الدرس الأول، وأراد  الملك أن ألقي الدرس الثاني وكانت هذه الرغبة معبرة عن رضاه بمناقشة الأطروحة الأولى، وأسعدتني هذه الرسالة في الوقت الذي أراد البعض إشاعة عدم الرضى بما جرى، واخترت موضوعاً هاماً للدرس بعنوان منعطفات في مسيرة الثقافة الإسلامية، وهو أول درس ألقيه بعد تكليفي بالإدارة، وتحدثت فى الدرس عن الثقافة الإسلامية والمنعطفات الأساسية التي اعترضت طريق هذه الثقافة، الإيجابية والسلبية، وناقشت كل ذلك بموضوعية وتجرد وواقعية، وتكلمت عن مراحل الازدهار و مراحل الجمود ومستقبل هذه الثقافة، وطرحت رؤيتي لمخططات الإصلاح الثقافي في العالم العربي، وأهمية النهوض بهذه الثقافة، وأكدت أنني في حديثي هذا لا أقصد المغرب ولا أستثنيه، مما سأصف به واقع الثقافة المعاصرة كما انتقدت واقع العمل الإسلامي وطالبت بإعداد استراتيجية موحدة للنهوض الثقافي في  الاعلام والمدارس والجامعات، وفي المناهج التربوية، وفي وسائل الدعوة، وأكدت على خطورة التحديات التي تواجهها الثقافة الإسلامية والتي تتمثل في تخلف المناهج التربوية

 ودور المدارس والجامعات الأجنبية في تشويه الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وتسليط الضوء على الجوانب السلبية في هذه الثقافة , وكنت أرتجل الدرس لكي أتمكن من إبراز الأفكار الوليدة التي تتولد من خلال العلاقة  بين المتكلم ومجلس الدروس,  وكان الملك ينصت كعادته باهتمام بالغ وعبرت عن كل أفكاري الذي أؤمن بها بحرية كاملة كما كنت أفعل عندما كنت أشارك كضيف قادم من المشرق , وتكلمت عن التراث وطالبت باختيار النافع والمفيد منه وإن إحياءه لا تتم بطبعه ونشره وإنما تتم بالإضافة إليه، وإن الاهتمام به لا ينبغي ان يكون على حساب الاهتمام بالثقافة المعاصرة وما تنتجه عقول المفكرين المعاصرين , وأن التراث الذي لا يفيدنا في ثقافتنا وفكرنا لا نحتاج إليه والمجتمعات ذات الثقافة التقليدية تخشى من  هذه الأفكار وتعتبرها أفكاراً جريئة ويضيقون بكل دعوة للتجديد والتحديث , ويعتبرون التجديد فكرة مشبوهة الاهداف ,  وغايتها القضاء على الثقافة الإسلامية وهذا ليس صحيحاً فما يهدد الثقافة الإسلامية هو الجمود والتوقف والانعزال والاكتفاء بجهود الأجيال السابقة والنظر إلى الماضي بقداسة , وتوجيه الاتهام لكل فكرة جديدة أو دعوة للقراءة الجديدة , وهذا كله ناتج عن الجهل والتقليد وتغييب العقل , وأخيراً وصلت إلى دار الحديث ا لحسنية، وكنت عازماً على طرح الأفكار التي كنت أفكر فيها والتي كانت تشغل اهتمامي ، وأردت أن أطرح رؤيتي لمستقبل هذه المؤسسة كما أراها وكما يجب أن تكون  ، ورسمت ملامح هذه الدار كما كنت أريدها وكما سأعمل له ، وكنت اعتقد أنني أؤدي الأمانة، فإذا كانت هذه الرؤية توافق ما يريده الملك فأن من المؤكد أن الملك سوف  يشجع ذلك ، والملوك لا يجاملون في مواقفهم  ولا يضحون بمصالح بلدهم وإرادة شعبهم لأجل إرضاء أي أحد …

وكنت قد قرأت أفكار الملك كما جاءت في خطاب افتتاح هذه الدار قبل خمسة عشر عاماً، وقد تركت تجربتي خلال عام ونصف أثراً في مواقفي، وأردت أن أطرح هذا الموضوع في مجلس علمي كبير يتابعه كل الشعب المغربي، وكنت أريد أن أقول هذه أفكاري وهذا ما سأفعله، وقد جئت إلى المغرب برغبة ملكية لكي أفعل شيئاً وإذا لم أتمكن من العمل فسوف أغادر المغرب، وكنت أعتقد أن الشعب المغربي كان ينتظر من هذه الشخصية المشرقية شيئاً جديداً يذكر المغاربة بتاريخ العلماء المشارقة وإسهامهم في الثقافة الإسلامية ,وخاطبت الملك مباشرةً :ياجلالة الملك : دار الحديث الحسنية بين خيارين لاثالث لهما امّاأن تكون أو لاتكون…وشرعت بعد ذلك فى شرح تصوراتى  وافكارى حول مسنقبل هذه الدار

وأهم هذه الأفكار ما يلي :

 أولاً: غاية دار الحديث الحسينية تكوين فيادات فكرية إسلامية وجنرالات في الفكر، واستخدمت عبارة جنرالات في الفكر، وليس مهمتها تكوين وعاظ ومرشدين، يمكن أن تقوم وزارة الأوقاف باعدادهم…

ثانياً: يجب أن يرافق هذا التكوين رؤية تجديدية لمواجهة تحديات التخلف والجمود الفكري، وهذا لا يتحقق إلا بوضع منهجية تربوية وتكوينية لإعداد هذا الجيل .

ثالثاً: تمكين المغرب من إحياء دوره التاريخي في إغناء الثقافة الإسلامية، وتكوين علماء أكفاء يشاركون بجدارة وفاعلية في النشاط الثقافي العام …

وكنت منفعلا عندما طرحت هذه الأفكار على خلاف عادتي في دروسي السابقة وكنت ما أزال أشعر بألم الضغط الذي كنت أعيشه ، وكدت أن أصل إلى اليأس والقنوط، وقد سدّت الطرق فى وجهي وأصبحت مثقلاً بالقيود والأغلال ، وأحس الملك بما كنت أعانيه في داخلي من احتقان، ولعله التمس لي العذر في ذلك …

وكانت وجوه الجالسين واجمة والأعصاب متوترة، والكل ينظر إلى ملامح الملك وهم خائفون، يترقبون ويتساءلون عما يمكن أن يكون , ولم تكن طبيعة الملك مما يقبل أن توجه إليه مثل هذه الكلمات ، ولم أدرك في حينها حجم هذه الكلمة، وما يمكن أن تحدثه من أثر، وبخاصة وأنها قيلت في مجلس عام وكان الشعب المغربي يتابع ذلك وتوقع الجميع موقفاً من الملك

ولما انتهى الدرس كالمعتاد أمسك الملك بالمكريفون، وألقى كلمة مطولة استمرت لمدة عشرين دقيقة تقريباً، وكانت كلمة هادئة عاقلة حكيمة هادفة وبدأت الكلمة بالأفكار التالية :

–     أكد  في البداية أن خلافاً وقع بين إدارة دار الحديث ومسؤولين آخرين وأن مثل هذه الخلافات لا تخيفه ولا تزعجه ولقد سمع الكثير من المناقشات الحادة والصراعات القوية في مجلس والده الملك محمد الخامس , وكان والده يسمع هذا باهتمام ,  وما جرى من خلاف في دار الحديث أسعده لأنه اكتشف أن هذه الدار ما زالت حية وما زال الدم يجري في عروقها وتستطيع أن تدافع عن حقوقها..

–     أكد أن دار الحديث الحسنية ليست مهمتها تكوين وعاظ ومرشدين ولكن مهمتها تكوين علماء كبار، لأن من يدخل دار الحديث يحمل الإجازة الجامعية ويريد أن يتخصص ويحصل على الشهادات العالية..

–  شجع القائمين على إدارة دار الحديث على الاجتهاد في اختيار الطريق الأفضل، ومن حق الجميع أن يجتهد للتوصل إلى الأفضل وحق الاجتهاد ثابت للجميع والخطأ يجب أنيكون مقبولاً لأن كل من يجتهد فإنه قد يخطئ وهو معذور في الخطأ

   – دعا مدير دار الحسنية لتقديم اقتراحات إلى جلالته لدراسة هذه الاقتراحات، في ضوء المصالح الوطنية والأهداف المرجوة ..

ولما انتهت الكلمة نهض الملك وتقدمت للسلام عليه، ولم يتكلم في موضوع الدرس، ولم يعلق عليه، وانتهى المجلس، والكل حائر ومتوتر، واعتقد البعض  أنني قد وجهت النقد  للحكومة وأنني أحرجت الملك في هذا المجلس، واضطر للتخفيف من أثر كلامي بالكلمة التي ألقاها بعد الدرس، وأؤكد أنني لم أوجه النقد لأي أحد، ولا يمكنني أن أفعل ذلك في مجلس الملك، ولم أرد نقد السياسة الثقافية والتعليمية ومنهجية الدعوة الإسلامية وهذا ليس من خلقي، وكنت أتكلم كما تعودت أن أتكلم في دروسي السابقة بكل حرية وصراحة ، وكانت أفكاري النقدية تقبل وتحترم، ولكنها في هذه المرة أثارت ردود فعل كثيرة ، بعضها مؤيد لها مشجع عليها ويعتبرها أفضل ما قلت في دروسي دفاعاً عن دار الحديث وعن مبادئي الإسلامية وعن أفكاري في مجال التربية والثقافة، وأهمية وضع إستراتيجية متطورة للتربية والثقافة، وهذا ما اهتم به المغرب بعد عشرين عاماً، وهو ما أقرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية، (( الا يسيسكو )) وكل المنظمات والمؤتمرات الدولية .. 

وكنت أقول ما قلت من منطلق أدائي للأمانة وكنت صادقاً في كل كلمة وردت على لساني ، وكنت أريد التأكيد على أهمية دور دار الحديث لا لما كانت عليه، ولكن كما يجب أن تكون، وكما يليق بها أن تكون ، ومؤسسة يرعاها الملك و يؤمن برسالتها يجب أن تكون في مستوى الرعاية الملكية، وأن تكون مفخرة عهد وأداة للنهضة ، وكانت عناية الملك بها كبيرة، فلماذا لا تكون كبيرة كما يريدها المغرب وكما يريدها المغاربة ، وهل يجوز لمثل هذه المؤسسة العلمية التي يرأسها الملك ويشرف عليها ويضمها إلى المصالح الملكية أن تكون في الوضع الذي كانت عليه لمدة خمسة عشر عاماً، ولم يكن لها مراسيم قانونية لتنظيم وجودها القانوني ولم تكن هناك معادلة لشهاداتها، وكانت مناهجها الدراسية ضعيفة وتقليدية وكانت بحوثها العلمية بعيدة عن أي منهج علمي سليم , و قلت في رسالة إلى رئيس الديوان الملكى  :إنني لا أرضى أن تكون ولا تكون، بمعنى أن تكون موجودة في الشكل وليس لها وجود حقيقي يليق بها ، وإنما أريدها أن تكون بكل ما يليق بها وأن تسهم في نهضة المغرب، وإذا لم يقتنع المغرب بدورها  فالأفضل الاستغناء عنها ..

وهذه الكلمات أغضبت بعض المسؤولين، وأشعرتهم  وكأنهم قصروا في تنفيذ الإرادة الملكية في إعداد النصوص القانونية الخاصة بهذه المؤسسة ….

وعندما دخل الأستاذ عبدالرحمن الدكاني على الملك في مجلسه قال له :يا سيدي لعل الدكتور النبهان قد كان صريحاً في إبداء أرائه و قال ما لا يجب أن يقال، قال له الملك :

لقد كان الدكتور النبهان صادقاً فيما قال و أميناً في تحمل المسؤولية، و لما عجز عن تحقيق ما كلفته به أبلغني الرسالة ويطلب الجواب، وقد كان على حق فيما ذهب إليه، قد تكون صراحته غير معهودة في مجالسنا، و لكن صدقه وإخلاصه أثار مشاعري ولولا اخلاصه لما وقف هذه المواقف، ولكان قد رضي بالواقع و سكت عنه و أرضى من حوله به ..

ثم قال له :

اذهب إليه الآن ..وقل له لقد وصلت رسالتك إلي، وفهمت ما تريد، وقال لمن يتدخل في شؤونه : دعوه في طريقه و ليفعل ما يريد و أنا أثق باختياراته

وجاءني الأستاذ الدكالى إلى داري بعد منتصف الليل ، وقال لي : جئت الآن برسالة من جلالة الملك، هو معك ويؤيدك، ولن يتدخل أحد بعد اليوم في شؤونك، ولا سلطان لأحد عليك، فأنت معين بظهير شريف..

أبقيت أمر الرسالة الملكية سراً ولم أحدث أحداً بمضمونها، وتابعت عملي وأنا مطمئن إلى ما قمت به، وما زال معظم الناس ينتظر شيئاً جديداً، ولم يحدث أي جديد، وشاع في معظم الأوساط أن الملك شجعني على ما قلت، وهو يعلم بالأمر قبل الدرس، وأؤكد الآن أن الملك لم يكن يعلم أي شيء عما سأقوله، ولم يعطني أي ضوء أخضر لذلك، وأدرك الناس أن هناك أمراً غير معتاد، وليس من عادة الملك أن يتجاوز مثل هذه المواقف التي اعتبرها البعض تجاوزاً للمألوف

وعندما أتأمل الآن بعد ثلاثين عام من ذلك اليوم أشعر بالندم واعترف بالخطأ، فلقد أحرجت الملك في موقف عام، سمعه كل شعبه، وخاطبته بكلمة لا يخاطب بها الملوك في العادة ، وكان الملك نبيلاً في موقفه كبيراً في صبره، وكان دافعه إلى ذلك شعوره إنني صادق فيما أقول، ومخلص في رغبتي خدمة هذه المؤسسة التي كان يرعاها، وتأكد لي أن الملك قد أنشأها لكي تحقق الأهداف المرجوة منها، خدمة للثقافة الإسلامية، وكان البعض يعتقد أن الملك أنشأها لكي يستميل بها عواطف العامة، ولم يكن جاداً فيها ، وهذا الموقف يثبت أن الملك أرادها أن تكون، ولكن البعض ممن يملك سلطة القرار كان لا يريدها أن تكون، وكان يخشى من أثرها في المجتمع المغربي ، وكان بعض هؤلاء لا يريد الإسلام إلا في حدود الإسلام التقليدي الذي يهتم بقضايا العبادة في المساجد ولا يريد إسلام  المواقف , ويريد الإسلام الذي يسير في ركاب السلطة ولا يريد الإسلام الذي يتطلع إلى إصلاح السلطة ، وان الدين هو مظلة للحاكم  لكبح جماح شعبه وإخضاعه، ومهمة العلماء في المجتمع هو اقناع الناس بذلك وتبرير كل مواقف الحاكم، وإعطاء شرعية دينية للحكم في كل ما يدعم ركائزه،   

    كان البعض يخشى  من ثقافة إسلامية أصيلة محررة للإنسان موقظة له، ناشرة قيم الحرية في المجتمع ، ويعتبرون هذه الثقافة خطراً على الاستقرار ، ولا يستقيم أمر المجتمع إلا بثقافة إسلامية تكرس قيم الطاعة للحاكم ..

وكنت أرى رأياً مغايراً ومختلفاً، فمثل هذه التصورات عن الإسلام كانت قائمة في الماضي وقد انتهت ، وكان الحاكم يصنع رموزاً دينية لخدمة أهدافه، ويضيق الخناق على كل عالم يخرج عن الطاعة ويتمرد على المفاهيم الإسلامية الفاسدة ، وقد امتحن كثير من العلماء بسبب مواقفهم الصادقة ودفاعهم عن الإسلام الأصيل،  ولذلك منع الاجتهاد وكان أهل الورع يخشون من العلماء الفاسدين الذين كانوا يجتهدون لتبرير الظلم وأكل الأموال، وكانت المواجهة مستمرة بين علماء السلطة وأحرار العلماء, وكانت القوة غير متكافئة، وكان الشعب يقف بعواطفه مع العلماء المجاهدين ويدعو لهم في السر ويرى فيهم الرموز الإسلامية الصادقة والنظيفة وفي الوقت ذاته يقف بسيوفه مع السلطة رافعاً راياتها مباركاً خطواتها داعياً لها في العلن بالنصر، وكنت أعتقد أن الحكم يدوم بالعدل ويستقر باحترام إرادة الأمة ويطول أمده بالتواصل بين الحكام والمحكومين، وإن الظلم لا يدوم، والاستبداد لا يوفر الاستقرار، والجهل لا يطيل أمد الأنظمة الاستبدادية، ولقد تغيرت أوضاع المجتمعات اليوم، وانكشف الغطاء عن أعين الشعوب وأصبحت ترى وتسمع، وهي مستعدة للتضحية في سبيل الدفاع عن حقوقها، ولا يمكن أ ن نغمض أعيننا عن الواقع المعاصر، ومن لم يوقظه عقله في الوقت الملائم فسوف توقظه ثورة شعبه وأنصح كل الأنظمة السياسية أن تصحح المسارات الخاطئة قبل فوات الأوان، وأن تدخل الإصلاحات المطلوبة والضرورية على نظامها السياسي والاجتماعي، وأن تحترم حقوق المواطن في الحرية والكرامة والمشاركة في الاختيارات السياسية، وأن تخفف من اعتمادها على الأجهزة الأمنية والعنف والتخويف، فهذا المنهج يحقق استقراراً مؤقتاً، ثم تنفجر سلوكيات العنف عندما يبلغ اليأس مداه الأقصى وينفلت زمام البؤساء والمحرومين والمهملين ..

وأوجه نصيحة للحكام وأقول لهم لا تخافوا من الإسلام الأصيل، ولكن عليكم أن تخافوا من الإسلام المزيف، الذي يروج له علماء السلطة والسائرين في ركب السلطة طمعاً في مغريات السلطة وامتيازاتها المادية والنفوذ، وأقول لهم اعدلوا ولا تخافوا، و أصلحوا ولا تهابوا من شعوبكم والشعوب وفية لمن أحسن إليها، ولا تغدروا بمن رفع رايتها وأعز شأنها، وازهدوا في أموال شعوبكم ولا تنافسوهم فيه، وأبعدوا أفراد أسرتكم وحاشيتكم عن اختلاس أموال شعبكم والاعتداء على حقوقه و كرامته فهذا مما يسيء إليكم، وتدفعون ثمنه من رصيدكم، وكونوا مؤتمنين على المصالح و الأموال والحريات العامة .

 

( الزيارات : 1٬002 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *