ذاكرة الأيام.. ناظم القدسي

ذاكرة الأيام.. ناظم القدسي 

images (2)

اتصل بي هاتفياً مستشار الملك الحسن الثاني الأستاذ عبد الهادي بوطالب السياسي المغربي الكبير..في التسعينيات أوقبل ..قال لي :
فخامة الرئيس ناظم القدسي الرئيس السابق لسوريا موجود في الرباط وقد أمرني جلالة الملك أن أدعوه وأكرمه , وإنني ادعوك للعشاء معنا في منزلي ..
حضرت العشاء..لم ألتق ناظم القدسي من قبل ..كل حلب تعرفه..كل سوريا تعرفه ..
كان في الثمانين من العمر .. كان مرهقاً حزيناً يخفي حزنه بابتسامة متكلفة.. تحدثنا عن بعض الذكريات..كنت أعرفه ولم يكن يعرفني ..عندما عرفني اقترب مني أكثر ..وكأنه يريد أن يشم رائحة سوريا ..
كان رئيساً للجمهورية في فترة الانفصال ..انتخبته حلب بأكملها ..هو ابن حلب البار..لما زار حلب ذبحت الإبل احتفالا به وزينت الساحات العامة..تذكرت كل ذلك ..كنت صغيراً..
كان صاحب الدعوة عبد الهادى بوطالب سفيراً للمغرب في سوريا في تلك الفترة ..أحضر من مكتبته الخاصة ألبوم صور وأخرج منه صورة وأعطاها له :
نظر إليها وأخذ يتأمل ملامحها..انهمرت الدموع من عينيه..حاول أن يتماسك ولم يتمكن ..نظر اليّ ..كان يريد أن يقول شيئا ..لم يستطع.. لم يتكلم ..
لم أر في حياتي نظرة ناطقة بالألم كهذه النظرة ..أعطاني الصورة ..ذهلت ..أمسكت نفسي لئلا يظهر عليّ التأثر ..
كتب على الصورة ً: صورة الرئيس ناظم القدسي رئيس الجمهورية وهو بتقبل أوراق اعتماد السيد بوطالب سفيراً للمغرب فى سوريا عام 1962
ما أقسى ما تفعله الأيام .؟!.

( الزيارات : 1٬029 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *