ذكريات الأيام…حاجتنا للتربية الروحية

 ذكريات الأيام…حاجتنا للتربية الروحية

سؤال كنت أطرحه على نفسي في حياة السيد النبهان طيب الله ثراه وأطرحه الآن على نفسي من جديد..

هل نحتاج في أيام المحن والأزمات إلى الكلمات التي تحدثنا عن المعرفة والمحبة ومفاهيم القلب ومقامات السالكين واهتمامات العارفين من أهل الله والمتفرغين لمحبة الله وعبادته..ألا يعتبر ذلك انشغالاً عن قضايا أكثر أهمية وتتعلق بقضايا وهموم مجتمعنا ومطالبه الإصلاحية..؟!

سؤال مشروع ومقبول ..

وقد افترضت أن هناك من يفكر فيه ويخاطب نفسه به..

مجتمعنا اليوم في محنة قاسية وهي الأكثر قسوة في حياة كل المجتمعات , ونحن على أبواب حرب مدمرة ومجتمعنا منشغل بها مؤيداً أومعارضاً..ألا يجدر بنا أن نفكر فيها وأن ننصرف إلى الحديث عنها بدلاً من اهتمامات فكرية صوفية المنطلقات ..

من المؤكد أن مجتمعنا يعيش في أقسى محنة , وهو منشغل بها ولا خيار له إلا أن يعيش أيامها صابراً مسلماً أمره إلى الله راضياً بما هو مقدر عليه, وأي مجتمع مهما كانت ظروفه وقدراته يحتاج في المحنة إلى تنمية قدراته الذاتية وتمكينه من الصمود النفسي وإحياء قيمه الإيمانية وأشواقه الروحية, ولا شيء كالإيمان بالله يمكن الشعوب من التماسك الداخلي لإيقاف الانهيارات النفسية ومشاعر الخوف , والمسلم يلجأ إلى الله في كل المحن التي تواجه النفوس في لحظات الشعور بالضعف أمام العواصف والزلازل والخسوف والكسوف ..

شعبنا اليوم بحاجة إلى ايقاظ قدراته الروحية الكامنة في أعماقه والتي مكنته على امتداد تاريخه من التماسك والصمود, مجتمعنا اليوم يحتاج إلى السكون القلبي والشعور بالطمأنينة الروحية لكي يقاوم الطغيان الذي أحكم سيطرته عليه , وهو يعيش في لحظات ضياع وفقدان لهويته ويعاني من حالات إحباط شديد , ولا شيء يمكنه من الصمود إلا الإيمان بالله لا لكي يستسلم للظلم الواقع عليه من كل الأطراف , وإنما لكي يقاوم اليأس والإحباط بصلابة إيمانه بالله , وأن الغد ينتظره وأن الظلم لن يدوم وإن طال ليله وأن الفجر قادم وإن غاب أفقه وأن الله ناصر المستضعفين لا محالة ..

القوة الإيمانية هي التي نحتاجها في أزمتنا اليوم لكي تكون شمعة مضيئة في ليلنا المظلم , وأن الله لن يترك شعبنا في محنته ولن يمكن رموز القسوة وأعداء الإنسان من إذلال المستضعفين من الأبرياء والأطفال..

نحتاج اليوم إلى التماسك النفسي بفضل التربية الروحية وإيمان شعبنا بالعدالة الإلهية التي وعد الله بها أولياءه بأنه سيتولاهم بالرعاية والنصرة وأنه لا حول لأحد ولاقوة لأي قوي إلا بالله العلي العظيم..

( الزيارات : 752 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *