ذكريات الأيام ..حلب الغاضبة

ذكريات الأيام ..حلب الغاضبة

سورية


مازلت أذكر أيام الطفولة..ذكريات وأيام قد انمحى بعضها بفعل الأيام وبقي بعضها الآخر عالقاً في الذاكرة.. ربما لأنه يمنحنا الشعور بالإعتزاز والفخار ببلدنا..
حلب التي ارادوا اغتيالها بسيف ظالم ..حلب الرجال .. حلب المواقف.. حلب الإسلام ..حلب التعايش والتساكن بين مختلف الأديان ..
شعب حلب ليس هذا الذي نراه اليوم..
حلب التاريخ والحضارة والشموخ تنزف اليوم وتئن وتخرب ويقتل بعض أهلها البعض الآخر..نظام ظالم مستبد سلط بعض أهلها على البعض الآخر وأمدهم بالسلاح ودفعهم إلى المدينة لكي ينشروا الخوف والرعب ويثيروا مشاعر الحقد والانتقام..
ما هكذا كانت حلب .؟!.
كنت أرى حلب المتماسكة المتناصرة المتكافلة للدفاع عن قيمها وأخلاقها.. ما زالت صورة المدينة التجارية القديمة تعج بكرام الرجال خلقاً ونبلاً وإنسانية..
حلب الغيورة على الإسلام الغاضبة على كل من يسيء له ..حلب الجامع الأموي والمدارس القديمة والمساجد العظيمة والاثار العريقة..
كان التعايش قائماً.بين كل الأديان والقوميات والطوائف في ظل صيغة حضارية من التساكن الإنساني…
مازلت أذكر جميع مطارنة حلب ورجال كنائسها يزورون السيد النبهان في الكلتاوية في أحد الأعياد الإسلامية ويجدون الترحيب والتكريم ..
ما زالت حلب تذكر اسم أبو شلباية سيء السمعة , ذلك الصحافي الذي كتب مقالة في جريدة برق الشمال في حلب يسخر من الرسول صلى الله عليه وسلم ويصفه براعي الغنم الذى قاد أمة العرب .. غضب الشيخ النبهان وخرج من بيته في الكلتاوية ومعه عشرون رجلاً من إخوانه إلى مكتب محافظ حلب في السراية..عندما وصل الشيخ إلى باب الأحمر أصبح عدد من معه ألف رجل , ولما وصل السراية كانت حلب كلها معه وطوق الغاضبون الذين جاؤوا من الأصيلة وباب المقام والجلوم وتجار المدينة السراية غضباً لله وتاييداً للشيخ الغاضب لله ولرسوله..
ألا تخرج حلب اليوم غضباً لشعبها الجائع المحاصر الأعزل.؟!.
ألا من مسيرة غاضبة لكرامة حلب ضد كل من ينتهك حرمتها ويذل شعبها ويقتل أبناءها ؟!..
لا عذر لأحد إن لم يدافع عن شعب حلب..
يجب أن نملأ الدنيا صراخاً غاضباً للدفاع عن أهلنا في حلب..إن لم نغضب اليوم فمتى نغضب ؟!..
يجب أن يسمع العالم كله صوت المحاصرين والمظلومين والجائعين..
يجب أن يتحرك العالم كله لنصرة شعبنا أمام قتلته من المجرمين الذين يستخدمون السلاح والمدافع والطائرات ضد شعب أعزل وأطفال ونساء..
ما أجبن من يفعل ذلك بشعبنا في حلب.. ما أجبنه..وما أظلمه..؟!

( الزيارات : 1٬672 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *