ذكريات المسيرة الخضراء

 

المسيرة الخضراء….

عدت إلى الكويت وما زالت ذكريات المغرب في نفسي حية، وأصبح اهتمامي بقضايا المغرب واضحاً، فالمغرب بالنسبة لي أصبح البلد الذي تشدني إليه ذكريات جملة .

وفجأة… أعلنت الصحف عن المسيرة الخضراء التي أعلن عنها الملك بعد قرار المحكمة الدولية بوجود روابط بيعة بين ملوك المغرب وشيوخ القبائل الصحراوية، والبيعة تعني الروابط السياسية والإرادة المشتركة في تكوين مجتمع واحد وكانت سيادة الدولة تمتد حيث يكون الولاء للدولة، وصحراء المغرب هي امتداد طبيعي للمغرب ومن حق المغرب أن يحرص على امتداد سيادته على صحراء المغرب في جنوب أراضيه، وهذا حق طبيعي للمغرب، وطموحه في هذا الأمر مشروع، وإذا ثبت وجود روابط بيعة وولاء فهذا يؤكد امتداد السيادة المغربية على هذه الصحراء و لا يمكن تجاهل حقوق المغرب في هذه المنطقة، وقد استطاع المغرب أن يسترد أجزاء من أراضيه في الشمال والجنوب، ولا يمكن تطبيق مبدأ تقرير المصير في إطار الشعب الواحد، فالأمر لا يتعلق بمبدأ تصفية آثار الاستعمار، فعلاقة المغرب بالصحراء هي علاقة تكاملية وتكافلية ووطنية وليست علاقة احتلال دولة لصحراء دولة مجاورة , وكانت المسيرة الخضراء هي الخطوة الحضارية برمزيتها الوطنية والإسلامية وبرمزيتها الحضارية كأسلوب متميز في الدفاع عن الحقوق المشروعة , وكان قرار الملك شجاعاً وذكياً وهو رسالة وطنية للتعبير عن إرادة الشعب المغربي كله في تحقيق وحدته الترابية ..

أثارت المسيرة في نفسى مشاعر عاطفية قوية وتذكرت ملامح أصدقائي المغاربة وهم يرفعون القرآن ويسيرون مسيرة سلمية إلى الصحراء وتمنيت أن أكون معهم في هذه المسيرة ولكن ماذا يمكنني أن افعل وماذا أضيف إلى المسيرة إذا شاركت فيها…

وهناك أمران  أثارا مشاعري , أولهما ارتباطي العاطفي بالمغرب خلال السنوات الثلاثة الماضية وثانيهما إيماني بمشروعية المطالب المغربية , ومازلت أومن بحق المغرب في صحرائه ولا أومن بفكرة تقرير المصير في هذه القضية وقد ظلم المغرب في هذا الأمر وقضية الصحراء هي قضية مفتعلة من الاساس , وكان يمكن أن تعود الصحراء إلى المغرب بغير عناء ولا مشقة كما عادت منطقة الشمال ولكن أريد للمنطقة أن تنشغل بهذه المشكلة لكيلا تنصرف إلى الوحدة والتنمية ..

وأردت أن أعبر عن قناعتي من منطلق  قومي، فأنا ضدّ أي خطوة تمزيقية وانفصالية ومع كل خطوة توحيدية، وضد تكوين دويلات صغيرة في الوطن العربي ، وهذا ينطبق على كل البلاد العربية، ولا أجد أي مبرر لقيام دويلات صغيرة ، وأدعو جميع الدول الصغرى للاندماج والوحدة، حفاظاً على كيانها .

وجمعت كل الوثائق والمعلومات عن تاريخ الصحراء وملف الصحراء في الأمم المتحدة وقرارت المحكمة الدولية والسياسة الإسبانية تجاه الصحراء وكتبت مقالاً موثقاً بالأدلة عن قضية الصحراء في جريدة (الرأي العام) الكويتية، ودعوت الدول العربية للوقوف إلى جانب المغرب في هذه القضية الوطنية ، وشاركت في ندوة تلفزيونية في تلفزيون الكويت عن قضية الصحراء كما شاركت في ندوات وحوارات في جامعة الكويت حول مشكلة الصحراء المغربية، واعتقد البعض أنني متخصص في  دراسة تاريخ المغرب ، ولم أكن أعرف شيئاً عن تاريخ المغرب أو الصحراء ، وأسهمت  هذه الجهود في تكوين رأي عام مؤيد لموقف المغرب، وكان الإعلام المغربي ينشر ما كانت الصحافة الكويتية تنشره من دفاع عن مغربية الصحراء ، وشعرت بسعادة لأنني أساند الشعب المغربي في قضيته الوطنية .

 

( الزيارات : 857 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *