ذكريات مغربية .. اهمية الوحدة الوطنية

كلمة اليوم
زرت معظم جهات المغرب فى الشمال تطوان وطنجة وشفشاون , وجنوب المغرب اغادير وتارودانت وتزنيت , وشرق المغرب وجدة والحسيمة والناضور , وعواصم المغرب التاريخية فى الوسط فاس ومكناس ومراكش والرباط والدارالبيضاء , وكل منطقة تختص بخصوصيات تختلف عن خصوصيات الجهة الاخرى من حيث المكونات واللهجات والانتماءات اللغوية والقومية , واللهجات الامازيغية مختلفة , فالامازيغية الريفية فى الشمال تختلف كليا عن امازيغية الاطلس وسوس , وكل هذه التعدديات تجمعها ثقافة واحدة موحّدة هي ثقافة الاسلام ووحدة مذهبية هي المذهب المالكى الذى يقرب بين هذه التعديات فى الاسس والثوابت والعقيدة الاشعرية فى ثوابتها التى تعبر عن منهج اهل السنة والجماعة والتربية الروحية الصوفية التى يحبها كل المغاربة بالرغم من تعدّد الطرق ومناهج المربين , والكل يحترم خصوصية الكل , ويلتقون جميعا على الثوابت الوطنية التى تجمعهم , ويضيقون بكل فكر يباعد بينهم , وهم ضد اي تطرف فى المواقف , ولا احد يضيق بالاخر, ولا احد يريد ان يتجاوز حدوده , وكلهم يقفون فى وجه من يعتدى على بلدهم او يسيء لخصوصية التعايش بين هذه التعدديات القومية واللغوية والخصوصيات المحلية , وعندما ارادت فرنسا فى عهد استعمارها للمغرب ان تصدر الظهير البربرى الذى يفرق بين العرب والبربر وقف كل المغاربة ضد هذا الظهير , وعندما حاول ملك البرتغال ان يغتنم الخلاف بين ملوك السعديين ويناصر احد الملكين على الاخر وقف المغاربة جميعا فى وجه الجيش البرتغالى الصليبى فى معركة وادى المخازن الشهيرة التى قتل فيها ملك البرتغال والسلطان الذى استعان بالاجنبى على بلده , وحشوا بطنه ترابا وتبنا لانه خان بلده , وبقي المغرب بالرغم من كل الهجمات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية والتى تقاسمت المغرب وقسّمته الى شمال تحكمه اسبانيا وجنوب تحكمه فرنسا وفصلت صحراء المغرب عن المغرب واحتلتها وما زالت تكيد للمغرب فى وحدته الترابية , ولكن المغاربة فى شمال وجنوب وعرب وبربر لا يسمحون لاحد مهما كان ان يتدخل فى شؤونهم او يعبث بوحدتهم او يفرط فيما هو مؤتمن عليه ..كم كان يعجبنى ذلك التلاحم الذى كان يتمسك به المغاربة فى الازمات والمحن وكيف كانوا يلتقون على الثوابت الوطنية الجامعة لهم, واهمها الاسلام وثقافة الاسلام ومتطلبات العيش المشترك واحترام كل طرف لخصوصيات الطرف الاخر, وعاد المغرب موحدا بالرغم من كل تحديات التقسيم وعاد شما ل المغرب الى المغرب كما عادجنوبه , وما زال المغرب يسعى لعودة سيتة ومليلة لكي يستعيد المغرب وحدته الكاملة فى ظل ارادة وطنية للعيش المشرك لكي يظل المغرب كما كان على امتداد التاريخ دولة تحمى الشاطئ الغربي من بلاد الاسلام..

( الزيارات : 996 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *