رحلة تأمل فيما نحن فيه

كلمات مضيئة..رحلة تامل فيما نحن فيه

كنت التمس العذر لكل الاخرين فيما اختاروه لانفسهم من مواقف وما ترجح لهم من افكار وما نقل عنهم من اراء , انهم يمارسون حقهم فى التعبير والاختيار , لا احد اولى بالحق  من الاخرين , لماذا التفاضل ونحن نملك ادوات واحدة للتفكير , ولكل فكرة ما يدعو اليها ولكل رأي دليله وحجته , من كان باحثا عن الحق فهو اولى بما ترجح انه الحق , عندما نمنح شرعية لوصاية البعض على البعض الاخر نخطئ كثيرا فيما منحناه من حقوق لانفسنا , وقد اخطأنا فى حق انفسنا اكثر مما اخطأنا بحق الاخرين , الاخر لا يعنيه ما اخترناه وهو فى طريقه لا يلتفت الى من خالفه او رضي عنه , اليس هذا من الجهل والانانية , هذا خلق الله , والله هو اعرف بخلقه من يحسن منهم ومن يسيء , وهو الذى يحاسبهم ويحكم عليهم , فكيف  نعطى لانفسنا من الحقوق مالا نملكه , واذا توهمناه فى انفسنا فقد اسأنا الادب مع الله وكنا بما نفعل قضاة جاهلين , ما كان لله من حقوق  فالله اولى به وهو الحكيم العليم الذى لا تخفى عليه خافية , اما ماكان من امر الخلق من حقوق فيما بينهم فكل الخلق مكلفون بالا يظلموا ولا يعتدوا , والله سائلهم عما يفعلون , وان حكموا بغير ما امر الله فساء ما يحكمون , لا يوصف الله بوصف الا بما وصف به نفسه عن طريق الوحي , من عرف الله التزم الادب معه , ومن ادعى العرفان والالهام ومعرفة الغيب وسر التدبير  فقد ادعى مالايملك وضل بذلك ضلالا بعيدا , الكل عبيد لله وربهم اعلم بما فى قلوبهم بما يسرون وبما يعلنون , ماكان لله فلا تجاوز لما جاء من عند الله , لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد , لا شفاعات ولا وساطات الا بامر الله , ومن ادعى الوساطة فلا عبرة لما يدعيه , وهذا من الجهل والغفلة وسوء الادب مع الله , الانسان مكلف ولا تجاوز لما كلف به , من دعا الى الله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة فقد احسن , الصالحون يتولاهم الله ويصلح امرهم بالاستقامة وحسن الفهم , والمفسدون فى الارض بغير الحق غافلون , وهم مسؤولون عن كل تجاوز او فساد او عدوان او ظلم ارتكبوه , ولاعذر لهم عند الله , اما مايخص امر الخلق فى حياتهم الدنيا فهم مؤتمنون على ما امرهم الله به , ومقتضى التكليف ان يكونوا خلفاء الله فى ارضه يبنون وفق نظام يختارونه لانفسهم فى معاملاتهم واختياراتهم وقراراتهم , يجتهدون فيما هو افضل لهم لتحمل المسؤولية , وعليهم ان يتكافلوا فيما بينهم لحماية الحياة واستمرارها , من قتل يقتل ومن اعتدى بظلم يحاسب ويمنع , الاقوياء يحملون الضعفاء ويخففون من اثقالهم , والاغنياء يكفون الفقراء للتخفيف من معاناتهم , ما استودعه الله فى الطبيعة من ثروات الارض فهو لكل خلقه , لا ينفرد احد الابقيمة جهده , لا اكتناز للامول ولا احتكار لما ارتبطت به الحياة , ولا استغلال لحاجة المحتاجين , لا دولة فى الاموال لطبقة اجتماعية ولا انفراد بسلطة , كل الخلق مؤتمنون على الحياة اولا وعلى حقوقهم واسباب حياتهم ثانيا , لا يمنع احد من حقه , ولا شرعية لتجاوز , والعدوان فساد فى الارض , والمفسدون يسألون ويعاقبون , لا فردية فى الحقوق تهدد امن المجتمع ولا انانية فى الحقوق , من دعا لاستقامة فى السلوك وعدالة فى الحقوق ورحمة بالمستضعفين  فهو على الحق , ومن سار على غير بصيرة فهو اعمى ولو كان بصيرا , الحكم لله وليس لاحد من الخلق ولو ملك القوة , وتسيير امر الخلق بما ينفعهم يحتاج الى تفويض ارادى ممن يتولى امره , الدين رسالة ايمانية واخلاقية تدعو الى استقامة الخلق عدالة والتزاما بالحقوق وادبا مع الله وكل الاخرين , من اراد الدين مطية له قصمه الله واذله وجعل القلوب ضيقة به , لا قداسة للبشر ولا للتاريخ ولا لابطاله , ولا للماضى وتراثه ولا لما خلفته الاجيال المتعاقبة الا اذا كان  مفيدا ونافعا , وتتحدد مكانته بمقدار نفعه لمجتمعه , مالا يثبت من الدين بيقين فلاثقة به , ومن قلد غيره فيما هو قادر عليه  فقد خان امانة التكليف , العقول مخاطبة ومؤتمنة وهي نور يضيء ظلمة الطريق فمن اطفأ مشعل النور كان من الضالين , المذاهب الفقهية مناهج للفهم وهي متجددة على الدوام  , فمن لم يضف الى جهد السابقين ما يحتاج مجتمعه اليه لم يغادرعصر العصر الذى انتجه , والحياة مستمرة وجهد العقول لا يتجاوز محتمعه , الاديان متكافلة ويجب ان تكون متناصرة لا بلاغ رسالة الايمان والاصلاح وطرق الهداية ,صوفية الطقوس بعيدة عن تنمية قيم الاستقامة ولا ثمرة لها فيماهي فيه , اما سلفية المتاخرين فهي سلفية المصالح السياسية والمفاهيم الضيقة , وكل منهما مهنة لمن يقوم بها واغصانها وان كبرت لاتثمر وردا , ظاهرة التكفير والتضليل تعبر عن جاهلية تاريخية وتراكمية , وهي بما هي فيه منفرة وتشمئز منها النفوس لجهل اهلها بحقيقة الدين  , بعض ما نفخر به من تراثنا يحتاج الى تصحيح وتجديد وبعضة يجب الاستغناء عنه ويظل تراثا يعبر عن مجتمعه انحدارا اونهوضا , لاثقة بمن جعل الدين مهنة اومطية من العلماء والسياسيين والعامة , انهم يحسنون ترويج ما يحقق لهم مصالحهم وهم عن الحق مبعدون وضالون ,

تلك تاملات سريعة اردت بها رضا الله تعالى عبرت فيها عن قناعتى المتواضعة , كتبتها فى ليلة مباركة اردت بها بيان بعض ما ارى من ظواهر اجتماعية ومفاهيم لا تعبر عن معانيها التى اريدت بها , ارجو ان يقبل الله عذرى فيما قصرت فيه او مااخطات فى فهمه او ماتجاوزت فيه الصواب , وبعض ما يردد فى اذهاننا لانملك له ردا ولاتجاهلا ولا اعراضا ..

( الزيارات : 593 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *