رحلة تاريخية

ذاكرة الايام.. رحلة تاريخية

اهم شخصية التقيتها في هذه الزيارة. الاولي الي المغرب الزعيم المغربي الكبير علال الفاسي رحمه الله ، دعاني الي منزله في حي السويسي الذي اصبح مكتبة باسمه ، كان شخصية جمعت بين العلم والوطنية والسياسة ،. كان احد علماء القرويين وحمل شعلة  الاستقلال ، ومنها كان المنطلق. لقيادة. حزب الاستقلال شعار المقاومة ضد فرنسا ، تناولت طعام الافطار معه في شهر رمضان ، كان معه كبار مساعديه من اخوانه. من زعماء حزب الاستقلال ومنهم ابوبكر القادري الزعيم الروحي ومحمد بوستة ، وتوفي في نفس هذا العام رحمه الله ، وتلقيت منه رسالة مازلت احتفظ بها ، وخلفه الزعيم المغربي محمد بوستة ، وكان صديقا.لى  فيما بعد ، وزرت الرجل الصالح مولاي ابراهيم الكتاني. شيخ الزاوية الكتانية. الواسعة وهو والد الصديق الدكتور يوسف الكتاني في داره الواسعة في مدينة سلا التاريخية  ، واخذني اليه صديقي الدكتور حمزة الكتاني وكان عميدا لاهمً كلية للهندسة وهي المدرسة المحمدية ،, كان رجلا صالحا وهو مظنة للولا ية وكانت لها احوال روحية ، واستقبلني وكانه يعرفنى من زمن بعيد ،. وقال اراك. : بالجلابة والسلهام ، وهي في طريقها اليك ، وتلك اشارة كان يذكرني بها فيما بعد ، وكان معى فيما بعد فى كل المواقف  , واستقبلت في الفندق اهم صديقين فيما بعد الدكتور محمد يسف. الذي هو اليَوْمَ رئيس المجلس العلمي الاعلي والدكتور مولاي ادريس العلوي العبدلاوى الذي اصبح رئيسا لجامعة القرويين , وفيما بعد فهمت سبب الزيارة كما حدثني بها الدكتور ادريس بعد عشرين عاما ، وبدأت الرحلة العلمية الي المدن المغربية بامر من الملك. بعد الدرس الاول ، واول مدينة وصلت اليها هي مدينة طنجة الجميلة المطلة علي مضيق جبل طارق والبحر الاطلسي والبحر الابيض ، والتقيت علامة المغرب الكبير الاستاذ عبد الله كنون. الحسني رئيس رابطة علماء المغرب , وهو صاحب كتاب النبوغ المغربي الذى سجل فيه تاريخ المغرب واعلامه ، ، وهو من الشخصيات الكبيرة التي تحظي. بمكانةً كبيرة في مجتمعها ، وحضرت فيما بعد الكثير من مؤتمرات العلماء التي كان. يديرها بذكاء وحكمة وكان يدعونى اليها ، ولما انتقل الى الرفيق الاعلى  شاركت في حفل تأبينه. الكبير في طنجة. الذي شارك فيه كبار رجال الدولة. وتكلمت فيه عن ذكرياتي معه  ، وتم اختيارالصديق الاول  السيد مكي الناصري رئيسا للعلماء ، واستقبلني والي المدينة. الدكتور البرنوصي فى تلك الزيارة الاولى ، واقترح علي زيارة. معمل تيسمار للصناعة النسيجية. لال الططري الاسرة السورية التى اشتهرت بالنسيج  اوانتاج البروكار الصناعى ،. وزرتهم في المعمل ، واستقبلني الحاج محمد. ططري عميد الاسرة وكل اخوته , ولعلهم يذكرون ذلك وكانت لدي صورة تذكار ية معهم وفقدتها ، ولاول مرةً. التقي الحاج عبد العزيز الططري والحاج محمود وكل الاخوة ، وكنت اسمع عنهم. من قبل. كاسرة. صناعية. محبة للعلم والدين وهم اهل استقامة وخلق. ورموز خير ، وتذكرت موقفا قديما في حلب عندما صحبوا. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. عندما زار السيد النبهان. في مزرعة قرب حلب , وكنت حاضرا. ذلك اللقاء وكان ذلك عام ١٩٥٨ ولعلهم يذكرون ذلك. ، وتجددت صلتي بالاسرة بعد ذلك ، وكان الحاج محمد من افضل الشخصيات. التي. عرفتها. استقامة ودينا وحكمة وادبا ، ،وكنا علي تواصل دائم ، في كل. زياراتني بعد ذلك لتلك المدينة الجميلة التي كنت احبها وأجد فيها الجمال والصفاء والهدوء ، . وابلغني علامة طنجة وشيخها. الكبير المحدث الدكتور ابراهيم بن الصديق الغماري ان الحاج عبد العزيز ططري. يتابع دراسته. في كلية اصول الدين بهمة عالية ، وكنت اشرف علي اطروحته واكبرت فيه ذلك ، وتوفي الحاج محمد فجأة وحزنت عليه. وذهبت الي طنجة لتعزية. اخوته والتقيت بهم جميعا ، وبعد فترة زارني الحاج عبد العزيز في مكتبي وهو يحمل بيده. ملفه لكي يتابع دراسته العالية في دار الحديث الحسنية ، ونجح في مباريات الدخول وتابع وتخرج بتفوق , ورأيته في مؤتمرات الصحوة الاسلامية في الدار البيضاء وهو يشارك ويناقش بهمة. ونشاط ، وقد كلمني قبل فترة وجيزة. وتذكرنا كل ذلك وفيما. بعد عرفت الكثير من وجوه المجتمع السوري في طبجة ، ومن ابرزهم الصديق السيد زهدي الشماع ، وعادرت طنجة الى تطوان المدينة الثقافية مدينة العلم والعلماء والاتقياء والصالحين ، والتقيت شيخها الكبير محمد حدو امزيان وكتبت عنه. وكان يمثل شموخ العلم ، وكان عميدا لكلية اصول الدين ، وزرت مدينة سبته. المغربية مدينة القاضي عياض السبتي ، انها اليَوْمَ تحت السيادة الاسبانية وسوف تعود كما عادت صحراء. المغرب . باذن الله ، اهل تطوان. يشبهون بلاد الشام في شخصياتهم. وملامحهم. ، وربما اقرب الي اهل حلب ، هم رموز استقامة ودين ، ويحبون العلم ، وفيما بعد سيكون معظم طلابي من تطوان وانا فخور بهم  ، ومن ابرزهم الدكتور عمر الجيدي والدكتور ادريس خليفة والدكتور. نوري معمر ، والدكتور احمد العمراني وغيرهم. ، وانتقلت الي فاس. العاصمة التاريخية وموطن القرويين . والكل في فاس وزرت جامع القرويين ، والمدينة القديمة ومولاي ادريس ،. والمدارس العتيقة. الشهيرة ، بتاريخها وحضرت اهم الموتمرات والمناسبات الكبيرة فيما بعد في فاس . ، وانتقلت. الي عاصمة الجنوب. مراكش وزرت مسجد الكتبية الشهير وساحة الفنا السياحية والمعالم السياسية. وكلية اللغة العربية القروية ، وزرت اغادير. ومنطقة سوس ، واهل سوس. يمثلون تاريخ المغرب ، ورأيت تاريخ المغرب ورأيت احفاد المرابطين. في سوس  من ابناء قبائل جزولة  التاريخية ، فيما بعد عدت الي سوس ، وكان اهل سوس هم اهل وفاء ودين ومحبة للعلم ، عندما كنت ازور سوس كنت افهم تاريخ المغرب وتاريخ دوله المتعاقبة ، التي انطلق معظمها من الجنوب ، . وبعدها انجه اهتمامي الي دراسة ابن خلدون وهو. يشرح تاريخ الامم والممالك نشأتها وتطورها وانهيارها ، كانت رحلتي الاولي في المغرب. غنية بما تعلمته منها ، تلك هي الزيارة الاولي الي الضفة الاخري من عالمنا العربي الذي يستحق ان يفهم ، وفيما بعد. وجدت نفسي متجها باهتمامي. لفهم جديد لتراثنا. الاسلامي في كل تجلياته وانجازاته وخصائصه ، وشعرت انني لا بد لي من فهم جديد. لتراثنا الاسلامي من منطلق شمولي بعيد عن التعصب المذهبي الضيق والقومي ، هذه الامة بكل خصوصياتها مؤتمنة علي حاضرها ان تحافظ عليه وان تنهض به. ، وعدت بعد نهاية تلك الزيارة الي الكويت لاتابع. عملي العلمي ، وكنت اعكف في تلك السنة علي اعداد كتاب مهم عن نظام الحكم في الاسلام، الذي نشرته جامعة الكويت. وكان يضم تمانمائة صفحة ، اقول الان ، كنت اكتب عن نطام الحكم عند المسلمين كما سجلته كتب الاحكام السلطانية الماوردي وغيره ، اما نظام الحكم من منطلق اسلامي كما يجب ان يكون فلم يكتب بعد ، الافكار هي مصدر للنظم ، النظم جهد انساني. يعبر عن مصلحة مجتمعه ، النظم التاريخية. ترتقي وتنحدر كما هو الشأن في كل جهد انساني ان يعبر عن عصره في رحلة. انسانية. من النقص الي الكمال ، ومن الفردية الانانية الي الجماعية التكافلية التي تعبر عن احترام الحياة. كحق ضمنه الله لكل عباده ..

صورة تذكارية : الزعيم المغربي الكبير علال الفاسي ، والي يمينه الدكتور محمدفاروق النبهان والشيخ محمد الغزالي والشيخ حسنين مخلوف. والزعيم الروحي . للحركة الوطنية. المجاهد ابو بكر القادري في حفل عشاء في القصر الملكي ..

 

( الزيارات : 675 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *