رسالة إلى حكماء إيران

رسالة إلى حكماء إيران 

في زيارتي الثانية إلى طهران عام 2002 لحضور مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية قلت في تصريح لى إلى التلفزيون الإيرانى ::
التقريب لا يكون بإلغاء السنة للشيعة ولا بإلغاء الشيعة للسنة , وإنما يكون بمعرفة كل من الطرفين للآخر واحترام كل منهما لحقوق الاخر وخصوصياته فيما يختاره لنفسه..وغاية التقريب هو منع التشابك بين الطرفين المتعايشين ..وكنت أحذر من الطائفية والتعصب المذهبي بين السنة والشيعة في كل المؤتمرات واللقاءات الثقافية..وكنا نتعاطف مع إيران فى قضاياها العادلة ودفاعها المشروع عن حقوقها ومصالحها واخياراتها في بلدها ومنطقتها ..
ولكن هذا لا يبرر لإيران أن تكون وصية على غيرها , ولا أن تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها مهما كانت الأسباب ..عندما تتعامل إيران مع الدول المجاورة من منطلق طائفي فإنها ستفقد مصداقيتها ورصيدها لدى الشعوب الإسلامية على امتداد العالم الإسلامي..إذا تعاملت إيران العالم الإسلامي من منطلق طائفي ستخسر كل تعاطف ..وسوف تسيء لكل شيعة الدول الأخرى المجاورة وسوف تحرجهم..
أنصح إيران من خطورة الإنزلاق في سياسة طائفية متعصبة ضيقة الأفق .. لا أحد يقبل من إيران أن تكون وصية على العالم الإسلامي , ولا أن تكون وصية على دول المنطقة العربية..
التعصب الطائفي يفقد إيران تعاطف الشعوب الإسلامية ..أحذر إيران من اتباع سياسة طائفية في المجتمعات السنية ..هذا خيار خاطئ وسياسة قاصرة..يجب أن تحترم خصوصيات كل مجتمع حيث كان..لا أحد يرضى بوصاية الآخر عليه مهما كان ذلك الآخر..إيران اليوم لا تملك ما كانت تملكه في السنوات الماضية من تعاطف المجتمعات السنية ذات الأكثرية العددية والتوزيع الجعرافي .. إيران قوية بانفتاحها على كل المسلمين وضعيفة جداً إذا اختارت الطائفية..
أقول هذا الكلام لعقلاء إيران وعلماء إيران ولقادة إيران..إياكم أن توقظوا مارد الطائفية في هذه المنطقة..إن أيقظتم الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة فلن تتوقف هذه الفتنة أبداً ..ولن يستفيد منها أحد ..
وأنصح الشيعة في العالم العربي ألا ينساقوا وراء الطموحات الإيرانية في التوسع والهيمنة على العالم العربي السني فهذا خيار خاطئ وسياسة غبية وقاصرة ..إيران تريد توريط الشيعة في مواجهات مع مجتمعها السني صاحب الأكثرية في هذه المنطقة لكي يكونوا حلفاءها ويخدموا مصالحها في السيطرة والهيمنة .. هذه سياسة خاطئة وغبية وسوف تكون آثارها مدمرة على التعايش التاريخي بين السنة والشيعة..

إيران تريد توريط الشيعة في مواجهات مع مجتمعها السني صاحب الأكثرية في هذه المنطقة لكي يكونوا حلفاءها ويخدمون مصالحها في السيطرة والهيمنة .. هذه سياسة خاطئة وغبية وسوف تكون آثارها مدمرة على التعايش التاريخي بين السنة والشيعة لأجيال متعاقبة….العرب وفارس شعبان يجمعهما الإسلام وتزخربهما ثقافته.. والسنة والشيعة طائفتان تجتمعان في الأصول ويفترقان في الفروع..ومحكوم عليهما بالتعايش والتساكن في منطقة جغرافية واحدة , ولا أحد منهما مهما بلغت قوته يمكنه أن يلغي الآخر ..شعوب هذه المنطقة مطالبة بأن تقرر فيما بينها السياسة العاقلة والعادلة التي تحقق العيش المشترك وأمن هذه المنطقة وألا تسمح لطموحات السياسيين أن تقود هذه الشعوب إلى المواجهة الخاطئة بين الطوائف والقوميات بسبب الاستئثار بالسلطة والقرار..

( الزيارات : 1٬127 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *