رسالة الدين لاجل الحياة

كلمات مضيئة . رسالة الدين لاجل الحياة

عندما خلق الله هذا الكون بكل ما فيه اراد للارض ان تكون موطنا لذلك الانسان ، وجعل ذلك الانسان مؤتمنا علي الارض ومستخلفا عليها لكي تستمر الحياة ، وامده بثلاث منارات لهدايته الي الطريق ، المنارة الاولي هي الغريزة اتي تدله علي اسباب. حياته المادية منً كل المطالب الضرورية ، عندما يجوع يبحث عن طعامه عن طريق تلك الغريزة التي تحافظ علي الحياة. ، وتهديه الي طريق اشباع مطالبه التي تضمن له حياته ، وتمده بقوة الحماية التي تمكنه من الدفاع عن حياته عندما يقع العدوان عليه ، لااحد لا يملك هذه القوة الغريزية لدي كل من الانسان والحيوان ، وهناك القوة الثانية وهي قوة التمييز التي اداتها العقل ، وهي التي تبين له طريق الخير والشر لكي يختار ، وهذه القوة الفطرية. التي تخلق ناقصة في الاطفال تنمو باستمرا ر من خلال التجربة والتكوين. وتكون متفاوتة في معاييرها ، وهذه القوة. تدرك المصالح والمفاسد من خلال التجربة المادية. الواقعية ، وتدرك النافع والضار ، ولكن هذه القوة. ذات طبيعة انانية ، ومعاييرها فردية ونسبية وذاتية. وتختلف معاييرالترجيح. لديها متأثرة بطبيعة التكوين التربوي والاستعداد الذاتي ، ولا بد من وجود منارة ثالثة هادية هي الدين الذي بعلم ويهذب ويرتقي بذلك الانسان من مرتبة الحيوانية الي مرتبة الانسانية المؤتمة والمستخلفة علي الحياة ، وطريق الدين هم انبياء الله الذين يرسلهم الله لدعوة.عباده للايمان بالله ونبذ الشرك به والتحرر من سلطان الطغيان في الارض وكل ما يسهم في افساد الحياة والعدوان علي المستضعفين ، الانبياء

رجال صالحون. اختارهم الله. لدعوة مجتمعاتهم الي الايمان الي الله والي ما يحبه الله من الاعمال الصالحة ، ومهمة الانبياء تحقيق اهداف ثلاثة :الدعوة الي الايمان بالله لا شريك له مما ينفي صفة القداسة عن غير الله من اوثان البشر ، وهذا يوجب العبادة لله تعبيرا عن الشكر لله ، وهذا المبدأ ينفي عن كل طغاة الارض صفة القداسة واي وصف من اوصاف الالوهية ، والامر الثاني بيان المنهج الذي اراده الله. لهداية الانسان في كل الحقوق , واهمها امور ثلاثة ، قيام الاسرة. من خلال التوافق والارادة لضمان التكاثر والتوالد ، وشرعية المال كثمرة للكسب وقيمة العمل ، والحكم كوظيفة اجتماعية من منطلق التفويض الارادي لتحقيق العدالة وحماية المصالح المشروعة ، وليست هناك نظم ثابتة لان النظم متجددة وتعبر عن مجتمعها كما هو عليه ،وهذه مهمة الانسان  لان الحياةً متجددة علي الدوام ، والنظام الاجتماعي هو جهد عقلي تتحكم فيه المصالح التي يراها كل مجتمع ، وكل مجتمع مؤتمن علي عصره، والانسانً مخاطب ومكلف ومؤتمن ، وهو المستخلف علي الحياة ان يحافظ علي استمرارها بطريقة عادلة تضمن الحق في الحياة لكل عباد الله ، لا احد اقرب الي الله الا بعمله الصالح ، ولا احد من خلق الله خارج رحمته الالهية، والحق في كمال الحياة بكل اسبابها من خلال منهجية متكاملة من التكافل الاجتماعي في كل الحقوق، اعداء الحياة هم اعداء الله فى كل عصر ، وهم كل طغاة الارض الذي يظلمون. ويقتلون. ويعتدون علي عباد الله ، واشدهم. ظلما هم اولا : القتلة الذي يعلنون الحروب ويقتلون الانسان وينتجون السلاح ويتاجرون به  وهؤلاء هم اعداء الحياة ، وثانيا السارقون الذين يأكلون اموال الناس بالباطل بكل الطرق من الاستغلال والاحتكار والربويات المتجددة الاشكال واستغلال السلطة ، والذين يكنزون الاموال ويجمعون الثروات من جهد المستضعفين وقيم اعمالهم ، فيكبرون ظلما وبكثر الجوع  وتشتد المعاناة , ويكون الظلم الاجتماعى ، ويستمد. الدين مما امر الله به عن طريق انبياء الله وطريقه الوحي المنزل علي انبياء الله وخاتمتهم رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ، وهو المؤتمن علي التبليغ والبيان والهداية ، وما وصل عنه عن طريق اليقين يجب العمل به بالكيفية التي تحقق الغرض منه وبالروحية التي ارادها الله مما يحقق اهداف الدين. في الايمان والحقوق ومكارم الاخلاق ، وليس من الدين ما يتعارض مع اهداف الدين من الافكار والنظم التي تتضمن الاستغلال والظلم والعدوان ، ولا ينسب الي الدين ماليس منه ، ولا يستغل الدين لغير غاياته المرجوة منه في الايمان والعدالة والخير واحترام مصالح الخلق والرحمة بالمستضعفين، ما يخالف ذلك فليس من الدين ولا ينسب اليه ، ولا يحتج بالتاريخ علي الدين ، ومن اراد الدين مهنة له فلا ثقة به من اهل الشعارات ورموز. التعصب ، ولاوصاية علي الدين من أي احد ، ولا احد احق به ، ويدرك الدين بالفطرةالايمانية التي ارادها الله ضامنة للخير في الانسان ، بشرط ان تظل نقية صافية ، وكل صورة تاريخية لرسالة الدين تنافي حقيقة الدين لا يعتد بها وتنسب لمجتمعها ،. اعراف كل مجتمع تعبر عن حاجةًكل مجتمع ترتقي وتنحدر، ولا يحتج بها ، ومن حق كل مجتمع مؤتمن علي الحياةان يخضع كل ما ورثه من جهد الاجيال لمنهجية نقدية تصحيحية منعا من الانزلاق. الذي اخضع الدين لمفاهيم تاريخية ترسخت وتمكنت حتي اصبح. الدين اسير تلك المفاهيم ، لا بد الا ان يتحمل كل مجتمع مسؤوليته في فهم رسالة الدين كما يراه مستمدا من روحية ذلك الدين  كما جاءت من عند الله , لا بد من فهم متجدد العطاء لما يريده الدين من محبة للخير وبطريقة تقود الى فهم اعمق للحياة من منطلق ايماني تعيد صياغة الحياة. لكي تكون لكل عباد الله بعيدا عن الانانية والطغيان والتعصب والكراهية والحروب والعبث بالحياة، الدين لاجل استقامة الحياة واستمرارها. كمنطلق لفهم اعمق لتلك الحياة ، وما يهدد الحياة في كل مطالبها فليس من الدين ، واهم ما يجب ان يتحمله كل جيل ان يحرر الدين من قبضة الاوصباء عليه من الجهلة والطغاة واعداء الحياة ومن كل الذين ارادوا الدين مطبة لهم لما يرغبون من دنياهم  ..

 

 

  •  

 

( الزيارات : 852 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *