رسالة العقل

كلمات مضيئة ..رسالة العقل.
العقل الانساني منحة  الهية محكمة وهي كميزان عادل أودعه الله في الانسان ، و يعمل بالطريقة التي يبرمج بها منذ الطفولة ، ما تمده به من المقدمات يعيده اليك كما أعطيته. ، ويعمل بطريقة عفوية من غير تكلّف وبسرعة كبيرة ، وهناك. مناهج ثلاثة لعمل العقل :

 المنهج الاول ان يعمل من خلال. ذلك الفضاء الذي تربي فيه ونشأ عليه ، ولا يتجاوزه. ولا يخرج عنه ،. وهو ينطلق من كل المسلمات لتكوين رؤيته الخاصة به ، وهذا هو المنهج. الذي يعتمد علي التقليد . وينتج. نفس  الفكر الذي أنتجه من سبقه ، قد يضيف شيئًا اليه يذكر به وينسب اليه وهو منهج يعطل دور  العقل ويتجاهل مبدأ استمرارية الخطاب ويجعل الانسان اسير النظرة التاريخية وتبعية كل جيل لما قبله عن طريق مناهج النعليم التي تعتمد علي التلقين ، ولا يمكن لهذا المنهج ان يتصدي لمنهج العقلانية المنضبطة المؤتمنة علي الحياة ولا ان يواكبه في حركته. ،

اما المنهج الثاني فهو المنهج العقلي. المجرد الذي يثق بالعقل ويعتبره كافيًا لادراك المعرفة الضرورية للحياة وتنمية تلك القدرة عن طريق التغذية المستمرة بالتجربة الانسانية التي تطور تلك المعرفة لكي تكون في خدمة الحياة ، وهذا منهج الحضارة الغربية في الثقة بالعقل والاحتكام اليه من غير مقدمات مسلمة ، ما يراه الانسان. هو ما يجب ان يكون انطلاقا من الحرية الفردية ، محنة هذا المنهج انه مغرق في المادية ويعبر عن الانانية المطلقة. والأنانية تشجع التغالب لان المصالح متناقضة ، وسوف يؤدي اولا الي اصطدام المصالح المتباينة. ، وتكون الغلبة في ذلك للاقوي الذي يملك اسباب تلك الغلبة، ولا مكان في مثل هذا المجتمع للضعيف ، والأقوياء لا يعرفون الرحمة ، وبخاصة في مجتمع يحكمه الطغاة ، القوة في مواجهة الضعف معادلة غير عادلة ستؤدي حتمًا الي العنف بكل اشكاله وهو خيار . المستضعفين للدقاع من وجودهم ، لا مكان في مثل هذا المنهج للقيم الروحية ولا للرحمة ولا للأخلاق ولا للعدالة. ، لان الاقوياء يرفضون العدالة ولا يتنازلون عما اغتصبوه من الحقوق باسم الحرية ، ويخشون من لفظة العدالة لكيلا تفضح. اطماعهم. وتقلص نفوذهم وسلطتهم ، وهذا منهج سيؤدي حتمًا الي المغالبات. بين الاقوياء انفسهم. ، وبأس الظالمين فيما بينهم شديد ، لان الاقوي يعتقد انه الاحق بالنصر ، وهو الذي يضع مفهوم العدالة وهو الذي يتحكم في القوانين التي تضع معايير لتلك العدالة ، وهذا المنهج سيشجع المواجهة الحتمية لان كل فريق يدعي انه يملك الحق ويدافع عنه باسم القانون. الذي وضعه ، والطريق كما اراه مسدود في النهاية لان نفق الحرية المطلقة مظلم ومغلق   في النهاية ، والمواجهة النهائيةً حتمية ومكلفة. ، وهذه هي نهاية الحضارة المادية التي. تمجد القوة وتشجع الطبقية وبخاصة في ظل التسابق علي انتاج أدوات الحرب لتحقيق النصر ، وهناك المنهج الثالث وهو منهج الدين وهو الذي يجعل العقل في خدمة. الانسان لتحقيق انسانيته ، العقل. مبرمج لكي يكون منضبطًا بقيود تمنعه من الانزلاق ، اهم تلك القيود ان الانسان مخاطب من الله. ومكلف بان يلتزم بما امره الله به ، وهو مؤتمن علي الحياة ، والعقل اداة تعمل لخدمة الحياة بالطريقة. التي تسهم في تحقيق السلام بين الشعوب , ومقتضي الائتمان الانساني ان يختار الانسان الطريق الذي أمر الله به كل عباده في اصول ثلاثة ، اولها الايمان بالله وكل ما في الحياة هو من الله. والله هو الخالق والمدبر لشؤون عبادة ، ولا احد خارج رعايته ورحمته والقيام بما أ وجبه علي عباد ه من العبادة والشكر لله ، وثانيها الالتزام بأصول الحقوق كما امر الله بها ، واهمها. احترام الحياة لكل عباده من غير عنصرية او طبقية او تفاضل في اَي سبب من اسباب التفاضل الخارج عن العدالًة ، والعقل المخاطب هو المكلف بان يفهم ما خوطب به من الاحكام التي ارادها الله ان تكون منهج الحياة لكل عباده ، وهنا تجب الثقة بالعقل فيما خوطب به ، وبالضوابط التي تمنع.جموحه عن الطريق ، وهذا المنهج يضبط مسار الحياة ويمنع ذلك. التسابق علي المصالح المادية والأنانية وما تؤدي اليه حتمًا من المواجهات والحروب ، وهي قادمة لامحالة لانعدام الشعور بتلك المسؤولية امام الله ، العقل اداة لإدراك المصالح. بالمنطق الغريزي الذي لا مكان فيه لعواطف الرحمة التي هي ثمرة من ثمار التربية الروحية ، ولا مصدر للرحمة الا في ظل القيم الروحية التي تنميها المشاعر الايمانية، اما الأصل الثالث فهو الخير الذي يحبه الله وكل ما يؤدي اليه يدخل ضمن العمل الصالح الذي يعتبره الاسلام معيارا وحيدا للتفاضل عند الله ، محنة كل منهج في تعصب اصحابه له. واعتبار ه هو الخيار الوحيد للحقيقة ، خيار المجتمعات الاسلامية الوحيد ان تفهم رسالتها الانسانية ، وان تقدم نفسها من خلال تلك الرسالة ، بشرط ان تُحسن فهم تلك الرسالة والا تسمح لاحد بان يعبث بها. جهلا او توظيفا لتحقيق مصالح له ، امران هما الاشد خطرا علي الحياة ، الاستبداد في السلطة والفساد في الاموال ، ورسالة الاسلام ان يواجه ذلك الخطر الذي يـُمتحن به المجتمع الاسلامي بسبب الجهل والأمية , عندما نفهم الاسلام كرسالة الهية. من الله. سوف ننهض به ، ونصحح ما نحن فيه. من التراكمات التاريخية والتوظيف السيئ الذي أسهم في تشويه كثير من المعالم. والافكار ، انني لا اجد الاسلام خارج تلك الخصوصيات الروحية والأخلاقية ، واهمها تلك النظرة التكافلية للحياة وتلك الخصوصية التي تعبر عن احترام الانسان ..

( الزيارات : 470 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *