رسالة لا تعرف الحدود

كلمات مضيئة..رسالة لاتعرف الحدود

رسالة الدين واحدة ولو تعدد انبياء الله ولكل منهم  رسالته التى  ارسله الله لابلاغها لقومه  , وهي الرسالة التي ارادها الله لكل عباده ان يلتزموا بها في حياتهم ،  وتتضمن ثلاثة اهداف أساسية : الاول : الايمان بالله لا شريك له وبكل ما جاء من عند الله عن طريق أنبيائه والقيام بحقوق الله تعبيرًا عن الطاعة له ،وهذه هي الرسالة الاولى  الاكثر اهمية  , والثاني : الدعوة لعمل الخير وما فيه صلاح الحياة واستمرارها ,  واداة ذلك  بيان اصول الحقوق واحترامها منعًا للظلم ، والثالث : اجتناب ما حرمه الله علي عبادة مَن المحرمات التي جاء بيانها من عند الله عن طريق الشريعة التى جاءت من عند الله ، وتعددت الاديان لكي تكون ملا ئمة لعصرها ومخاطبة ذلك الانسان  المكلف بما يرتقي به من درجة البهيمية التي يشترك فيها مع الحيوان في قوته الغريزية التي تدفعه. نحو مزيد من الانانية في تلبية مطالبه الشهوانية ، وكان الاسلام الذى جاء به الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم  هو الدين الخاتم الذي. اكمل. الله به. رسالة الاديان واهم اصوله الدعوة الى التوحيد المطلق  وطاعة الله ورسوله فيما امر به ونهى عنه فى العقيدة والاحكام التفصيلية والاداب  الاجتماعية ، الاسرة الكونية مخاطبة بامر الله. ان تحترم تلك الثوابت بالطريقة التي.جاء بها الاسلام بالطريقة التى  توصلها الي الله تعالي والي ما يريده الله من عباده ، والاسلام كما جاء في القران وفي السنة النبوية الصحيحة وفي عصر النبوة هو مصدر ذلك التصور. الكوني لذلك المفهوم من خلال تعاليمه وافكاره. ومنهجيته. التربوية. والروحية , الاصول ثابتة والفروع متجددة لكي تطبق فى كل عصر ومجتمع بما يلائم ذلك العصر وذلك المجتمع بالطريقة التى تعبر عن تلك الروحية  التى تتحقق بها المقاصد المرجوة , لا شيء من جهد العقول  يتجاوز قدرة تلك العقول  على اكتشاف الغيب الذى اختص الله بعلمه ، وكل جيل مكلف ان يبحث عن الحق الذى يترجح له انه الحق , وجهد العقل لا يتجاوز مجتمعه , لان النظر العقلى محكوم بالحواس الظاهرة ويخضع لمنهجية العقول ومقاييسها المدركة بذلك العقل  ,  وقد اسهم كل. عصر في اثراء. ذلك الفكر الاسلامي بجهد المفكرين والفقهاء ورموز المعرفة والحكمة من ابناء ذلك الجيل ممن ملكوا اسباب المعرفة  التى يحتاجون اليها  والمستمدة من فهمهم  لما خوطبوا به , ولا راي لغير اهل العلم فيما اختصوا به ولا يجوز لا حد ان يجتهد فى غير اختصاصه , اهل الرواية لا يتجاوزون الرواية واهل الدراية هم مؤتمنون على ما ترجح لهم انه الحق فى اطار اختصاصه , ولكل علم رموزه الذين اتقنوا ذلك العلم , فلا تجاوز للتخصص والخبرة الفعلية , ولا يسال غير متخصص فيما لا يعلم , التقوى شرط لا بد منه فى العالم ولا تغنى التقوى عن العلم  التقوى صفة لتمكين الثقة وليست للمعرفة ولا يسال الاتقياء ولا يستشارون فيما لا يعلمون  ، الجهد الانساني يعبر عن تصور عصره فيما. ترجح له انه الحق وهو الذي يمثل الصدق والكمال ، كل المفاهيم تتجدد لتواكب عصرها في فهمه لمعني الكمال ، العدالة هي العدالة ولكل عصر مفهومه لتلك العدالة ويتجه ذلك الكمال نحو مزيد من الكمال الانسانى  في تفسير معني العدالة ، ولا حدود للكمال فالكمال امر نسبي يتجه باستمرار نحو مزيد من الكرامة فى كل الحقوق الانسانية ، والاخلاق ذات دلالة. متجددة تتجه نحو الكمال الذي اراده الله. بحيث ينتفي به الظلم ، وتكون به العدالة في اقصي دلالة ممكنة ، وتكون به الاسرة الكونية واحدة متكافلة متحابة ساعية لحماية الحياة ومعبرة عن رقي الانسان وحسن اختياره لنظامه الاجتماعي في كل الحقوق والسلوك ، وكل جهد مستمد من اصول الاسلام فينسب الي الاسلام ويعبر عن. أصحابه ومجتمعه وعصره كما هو ، فلا احد اولي من احد بالفهم الا بما يقدمه من حسن الفهم ، ولا استبداد ولا طغيان ولا وصاية في ذلك التعاقب بين الاجيال ، وكل طريق يقود الي الله فهو سالك ويجب ان يحترم. لاحتمال الصدق فيه,   ومن ابرز ملامحه ان يكون معبرا عن قيم. الخير والفضيلة والأدب الاجتماعي واحترام كامل حقوق الاخرين ، ولا يتضمن ما حرمه الله علي عباده من الظلم فى الحقوق والعدوان على الاخرين  والفواحش في السلوك الاجتماعى ، الانسان مؤتمن علي الحياة ، وبسعي لاستمرارها. ان تكون عادلة ومرضية. وبتجه  كل انسان فيها نحو كماله من غير تجاوز عليه او تصادم او عدوان ، اعداء الله هم اعداء الحياة من الافراد والشعوب والدول الذين  طغوا في الارض واستكبروا وظلموا واعتدوا علي الاخرين من المستضعفين وأرادوا الحياة ان تكون لهم دون غيرهم من عباد الله  ، اعداء الله فى كل عصر  هم رموز الحروب الذي يقتلون  الابرياء ، ورموز المال الذين يغتصبون  الاموال واكلوا اموال الناس بالباطل الذين يحتكرون  ويغشون  ويسرقون الاموال باسم القانون مرة وباسم القوة مرة اخرى ، ورموز القوة والسلطة الذي يعتدون ويطغون في الارض ويكثرون  فيها الفساد ، وهناك. رموز الفساد الاجتماعي الذين افسدوا الحياة بما نشروه من. الفوضي التي اعتدوا فيها. علي الاخرين ، كنت اجد الدين في مواجهة هذا الطغيان الانساني في السلطة والمال والجاه ولا اجد الدين فيمن ظلم واعتدى واغتصب او فيمن اعان ظالما وسانده فى ظلمه  وعدوانه  ، اعداء الله في الارض هم الذين اعتدوا علي المستضعفين والأبرياء من عباد الله وحرموهم من اسباب الحياة ، كنت اجد الدين حليفًا لكل المستضعفين في الارض من عباد الله ولا اجده قط حليفا لظالم فيما ظلم  او لمعتد فيما اعتدى به او لسارق من اموال شعبه  باية صورة من الصور ، كل فكراو جهد  انساني. يسهم في الدفاع عن الحياة والدفاع عن المستضعفين في مواجهة المستكبرين والطغاة هو في سبيل الله وهذا هو الجهاد الحق ولا اجد الجهاد فى أي موقف للدفاع عن الباطل والظلم والطغيان ، وهذا هو الجهاد الحقيقي الذي يدافع به المجاهد عن الحياة كما ارادها الله لكل عباده من غير تمييز لاي سبب من الاسباب فالاختلاف مهما كانت اسبابه لا يسقط حقا ضمنه الله لعباده ولو كانوا عاقين ومذنبين,   ولكل جريمة عقوبتها العادلة ، والعقوبة لا تسقط الحق فى الكرامة  بكل اسبابها , ولا أ حد خارج الرحمة الالهية. ، تلك هي رسالة الاسلام كما افهمها ان تكون رسالة الله لكل عباده تخاطبهم بما يشعرهم بالكرامة التي ضمنها الله لخلقه. . كل جيل مخاطب بما خوطبت به الاجيال السابقة له ، وهو المؤتمن علي عصره ان يضع نظامه الاجتماعي , وان يعبر عن رقيه بحسن فهمه لما اراده الله منه ، الفقه الاسلامي هو جهد الاجيال المتعاقبة ممن يملكون العلم وحسن الفهم والتقوي. والبصيرة فيما عبرت به عن فهمها لما اراده الله من تلك الاصول التي تتحقق بها العدالة في الحقوق الانسانية ، ولكل جيل جهده المعبر عنه ، والذي تحترم فيه روحية الدين ومقاصده الكلية المرادة ، وتحترم خصوصيات الاجيال كحق لها ، ويستأنس. بكل جهد انساني. لتعميق التجربة الانسانية ، وكلما ارتقت القمم كان الوصول اليها اشق , ومن تلك القمم العالية تري صورة الاشياء كماهي عليه محيطة وشاملة وذات نظرة كونية وهي التي. تعبر عن تلك الرسالة الالهية. التي يخاطب الله بها كل عباده ان يكونوا خير أمة بما احسنوا فيه في اختيارهم لا سباب حياتهم. ،. كل النظم الاجتماعية التي تنظم. امر الحياة يضعها ذلك الانسان. بجهده العقلي باحثًا عما تتحقق به  الحياة ويرتقي بها وهو المخاطب بامر الله ان يحترم ما امره الله به من تلك الأركان والاصول ، اما التطبيقات. الفرعية فهي من امر الانسان ان يختار ما يجده صالحا له ويحقق له تلك العدالة في مفهومها المتجدد. وتلك الكرامة التي هي اهم خصوصية. في الانسان ، لا يقال قانون إسلامي لان القانون يضعه الانسان ويتجدد باستمرار لكي يعبر عن مفهوم مجتمعه للعدالة,  وانما يقال قانون يحترم الثوابت الاسلامية او لا يحترمها ، ولا يقال دولة إسلامية الا اذا كان المراد هو انتماء اكثرية شعبها للاسلام ، وانما يقال. دولة تحترم الثوابت الاسلامية , واهمها في شرعيتها عن طريق التفويض الارادي وعدالتها. في الحقوق وتوزيع الثروات. ومنع الاحتكارات. ومقاومتها لكل اوجه الفساد الإداري والمالي ، وهذا هو معيار الاسلام. في كل الحقوق ،وكل نظام يقترب من الاسلام بمقدار ما يحقق من ذلك الاسلام فى نظامه واهمها توزيع الحقوق من غير ظلم بحيث تتحقق العدالة ويقاوم الجهل والفقر والمرض والطغيان والاستبداد ,  ولا يقال بنوك إسلامية. الا اذا توقف الاستغلال فيها واسهمت فى مساعدة المستضعفين من الافراد والدول  والتخفيف من تلك المديونيات ، فما يحرمه الاسلام هو استغلال المستضعفين في مطالبهم المعيشية وانتقاص حقوقهم في الأجور والأرباح ، الدول الغنية التي تستثمر أموالها عن طريق اقراض. الدول الضعيفة هي دول مرابية وقبيلة ثقيف التى كانت تتعامل بالربا فى الجاهلية تتجدد اليوم وتستيقظ من رقادها لتسترق كل الشعوب المستضعفة بتلك القروض والمديونيات , فما الذي تغير فى ثقيف بحماية الشرعية الدولية وقوانيه الظالمة ، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : كل ربا موضوع في الديون , يمحق الله الربا ويربى الصدقات ، وهذه القروض الدولية هي الصورة البشعة للربا المحرم فى اسوا صوره ، ويجب التصدي لظاهرة الربا التي انهكت الدول الفقيرة وأذلتها ، وهذا هو الاستعباد الجديد ، تلك هي رسالة الدين في كل مجتمع ان يقاوم. الظلم الاجتماعي ، ما اجهل هؤلاء الناس الذين يبررون الظلم واغتصاب الحقوق. والطغيان السياسي والاحتكارات. والربويات في القروض الدولية ويجدون الدين في ملاحقة الجائع ومحاسبة المظلوم. ومطاردة المستضعفين في الارض بسبب هفوات وتجاوزات يدافعون بها عن حياتهم ،ما اقسى ما يفعله الجهل باهله , افعلوا ما شئتم ولكن لا تجعلوا الدين مطيتكم لما حرمه الله عليكم من المظالم فى حق الشعوب المستضعفة ,  الدين لله وهو رسالة الله لكل عباده فلا يمكن ان يوظف لتبرير الظلم الاجتماعي والدفاع عن طغاة الارض ، لا اجد الدين في ذلك التعصب ولا الجهل وفي تلك الطبقية الاجتماعية ولا في تلك الثقافة التي تبرر تلك الطبقية والتفاوت الناتج عن الفساد وسوء الفهم. ، ما ثبت الظلم فيه فلا يبرره الدين ، ومقاومة الظلم هو الجهاد , ولا جهاد في. في العدوان علي اَي مستضعف في الارض ولو في. اقصي مكان فيها ، لا احد خارج العدالة الالهية بكل خلق الله. من كل الأجناس والألوان. وألشعوب , والإقليات العرقية اولي بالعدالة لانهم مظنة. الضعف والاستغلال ، تلك هي ثقافة الاسلام كما افهمها ذات خصوصيات انسانية ، ومن اولى برحمة الله من عباده المستضعفين ، طغاة الارض من الشعوب والحضارات. والدول لا يصدقون فيما يدعون من الايمان والدين والاخلاق ، ولو استقاموا لعدلوا ولو امنوا بالله لاتقوه في عباده المستضعفين ، حضارة الاقوياء قاسية الملامح انانية لا تعرف الرحمة. ، لا أجد ثقافة الدين فيما ينسب الي الدين. من الاوصاف التي. تخالف ثوابت الدين في العدالة والرحمة واحترام الحياة ، الدين يستمد من كلام الله ومن سنة رسوله الكريم  ومما كان عليه. مجتمع النبوة من القيم المعبرة عن احترام. الانسان في كل حقوقه الانسانية ، ولا يستمد من. تاريخ الاجيال. وفكرهم وما تركوه من آثار ، تاريخ. الملوك. والدول والعظمأء لا يعتبر حجة علي الاسلام لكي يستدل به ، لانه لا يكتب كما وقع ، وانما يكتب كما يراد له ان يكتب لإظهار المحاسن واخفاء. الاخطاء التي يحسن الا تعرف ولا تذكر , متى نحسن فهم رسالة الاسلام كرسالة الهية جامعة لما تفرق من الشعوب فى ظل ثقافة ايمانية روحية تجعل الانسان مؤتمنا على الحياة مكلفا بما امره الله به من حفظ الحقوق واحترام الحياة بكل اسبابها , رسالة الاسلام رسالة كونية انسانية تؤمن بوحدة الاسرة الكونية ومسؤولية كل مكلف عن افعاله وان يكون معيار التفاضل هو الخير الذى يعم ويتجاوز كل الحدود , هذه هي رسالة الاسلام ولهذا كان الاسلام هو خاتم الاديان لان الانسانية مؤتمنة على ما امرها الله به من اسباب الحياة واهمها السلام ..

( الزيارات : 587 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *