رواية الحياة

كلمات مضيئة..رواية الحياة

اعترف انني ما زلت ابحث عن الطريق ولم اهتد الىه بعد  ، كل الطرق متشابهة ولكل طريق خصوصيته ، وكل طريق تجد في اوله لوحة تدعوك الي السير فيه وانه الافضل والأيسر والمعبد وهو الذي يقودك الي ماتريد ، وكل من اختار طؤيقا توهم فى نفسه  انه الطريق الذي يحبه الله من عباده وانه ليس هناك طريق اخر ، وهو طريق الصالحين والمقربين والملهمين والمهتدين  ، وعندما تختاراي طريق  وتمشي فيه لاتستطيع ان تتراجع عنه وتقول فى نفسك :  لعله ان يكون الافضل ، وتري على أطراف الطريق صالات عرض متنوعة اجتهد صاحبها ان يعرض فيها كل مقتنياته وسلعه  وكل صالة  يعرض فيها صاحبها بضاعته التى يملكها بافضل ما يكون العرض اتقانا وجمالا المقتنيات تضم كل شيء مما يتوقع رواجه ويشتد الطلب عليه , محنة المسافرين الذين لا يعرفون طريقهم انهم ينشغلون بالطريق عن الطريق  ، ، ويكاد المسافر ان ينسي ما هو مسافر له , التعب والارهاق  تعترى كل المسافرين فى الرحلات الطويلة ، من ثقلت عليه رحلته  فسوف يتوقف‏ وتنتهي بذلك رحلته  ، وتغيب  آلامال ، وتنطفئ الاضواء  ، اليست رحلتنا في الحياة تشبه تلك الرحلة التي لا نعرف نهايتها ، هل اخترنا الطريق الصحيح ام تحكمت فينا الاهواء واندفعنا نحو ما توهمنا انه الافضل لنا والأقرب ، ما اشد غباء الانسان وهو يعتقد انه الوحيد الذي عرف الطريق واختار أفضله ، وتعددت السبل والكل منشغل برحلته الئ ان ينسي ماهو مسافر لاجله ، شغله ما في الطريق عن الطريق فتوقف في محطة من المحطات وأقام فيها طويلا ، ومن السذاجة ان يتوهم احد انه قد بلغ غايته ، كنت كثير التساؤل عما نحن فيه ، هل نحن علي صواب فيما اخترناه ، هل نسير في الطريق الصحيح ام اننا اخترنا ما اعتقدنا انه الذي يلبي لنا ما نبحث عنه ، ومن الغريب ان الكل راض بما هو فيه ويدافع عنه ، ويتوغل فيما يرى هواه فيه ، كل واحد يعرض بضاعته التي يملكها ، هناك من تلك البضاعة من تجد لها راغبا ويدفع ثمنها , وهناك من البضاعة ما لا تجد له راغبا ، وينصرف الناس عنه ، واحيانا يعرضها ولو بثمن بخس ، ذلك هو الانسان فيما يعرضه على الاخرين ، الناس يتفاضلون فيما يرغبون ويشترون ، ويشتد الزحام في سوق عكاظ ، ويقف الشعراء في وسط الزحام يقدمون أفضل ما لديهم من المعلقات ويتفاخرون بما قدموه ، ويقف غيرهم والكل يقدم ما لديه مما يريد ان يعرضه على الناس فى ذلك السوق ، كنت اتساءل عن ذلك الانسان وهو يبحث عن شيئ خاص به ، يعتقد انه الكمال بالنسبة له ، احيانا يملك اسبابه ، واحيانا يدعيه ويتوهمه ، هناك من يكون صادقا مع نفسه وهذا قليل ، ويمكن الثقة به ويمكنك ان تقتني منه بعض ما يملكه ، وهناك من يعرض بضاعة رديئة من الافكار ويعيد اعدادها لكي تكون ملا ئمة للسوق ، والأطفال تغريهم الألعاب ويقبلون عليها ويلعبون بها ، العاب الاطفال  خاصة بالأطفال ، ومجتمع الطفولة يحب الألعاب ولاتغريه غيرها ، وهناك في الزاوية المنعزلة المظلمة يتحلق قلة غريبة الأطوار حول ذلك الرجل الحكيم وهو يقص عليهم اخبار سقراط وفلسفة أرسطو وتاريخ اليونان والرومان ، انه سعيد بما هو فيه ، انه خارج نطاق الزمن في تأملاته الفلسفية ، من كان خارج زمنه واراد ان يستمتع بالطريق من الافكار فو يتحلق حول ذلك الأفلاطونى  لكي يسمع اخبار تأملاته عن الكون ويستمتع بما يسمعه منه ، وعندما يعود الي بيته يقص علي أولاده ما سمعه لكي يستمتعوا بغفوتهم في ليلهم الطويل تلك هي قصة الحياة ورواية الاجيال , اجيال متعاقبة وكل جيل يأخذ موقعه ويؤدى رسالته ..

ت

 

( الزيارات : 736 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *